بقلم/منصور الانسي

حافظت الكويت رغم الحداثة والتطورات الحاصلة في شتى جوانب الحياة على التلاحم القبلي والاسري الذي اختفى في العديد من الدول نتيجة التمدن والانجرار وراء الانفتاح المغلوط في بعض الاحيان ، ففي الكويت لازالت العشائر تجتمع وتتشاور فيما بينها وتختار من يمثلها في العديد من المواقف ومنها عضوية مجلس الامة التي يسبقها عقد انتخابات تشاورية لأبرز قبائل الكويت مثل قبائل العجمان وشمر  والعوازم ومطير وعتيبة وقحطان وبنى هاجر والدواسر وبنى غانم والظفير وغيرها.

-بلد الديمقراطية 

دولة الكويت رغم صغر جحمها الجغرافي وعدد سكانها الأقل إلّا أنها بحق مثلت صرح الديمقراطية الأكثر وضوحاً وشفافية ليس في الوطن العربي فحسب بل فى العالم بأسره ، وتعد دولة الكويت من أوائل الدول العربية التي خاضت غمار الديمقراطية والإنتخابات النيابية منذ مطلع الستينات وبالتحديد في العام 1962 بإقرار أول قانون للإنتخاب في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح تمهيداً لأول انتخابات برلمانية في 1963م  وأدخل على القانون عدداً من التعديلات في الأعوام 1963 و1970 و1972 و1980 و1983 و1986 و1995 و2005حيث يضمن قانون الانتخاب لكل كويتي بلغ من العمر 21 عاماً حق الانتخاب ، ويستثنى من لم يمضِ على تجنسه عشرون عاماً ميلادياً وتكون عملية الانتخاب سرية تحت اشراف السلطة القضائية.

- مراحل ثلاث

وقد مرت الدوائر الانتخابية في الكويت بثلاثة مراحل تمثلت المرحلة الاولى في العام ١٩٦١م  خلال انتخابات أعضاء المجلس التأسيسي بإصدار القانون - تقسيم الكويت الى 10 مناطق انتخابية على ان تنتخب كل منها نائبين وعلى هذا الأساس تم انتخاب اعضاء المجلس التأسيسي المكون من عشرين نائباً .. 

وفي العام 1980 كانت المرحلة الثانية بأصدر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح مرسوماً بإعادة تحديد الدوائر الانتخابية بعضوية مجلس الامة الى 25 دائرة انتخابية على أن تنتخب كل دائرة عضوين للمجلس . 

وفي عام 2012 أصدر أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله - قانون الدوائر الخمس وفق نظام الصوت الواحد ، على أن تنتخب كل دائرة عشرة اعضاء للمجلس على ان یكون لكل ناخب حق الادلاء بصوته لواحد من المرشحين في الدائرة المقید فیھا كمرحلة ثالثة لازالت سارية حتى اليوم ، وتقام انتخابات مجلس الأمة الكويتي كل أربعة أعوام . 

- تنافس الاشقاء

دائما ما تحمل الانتخابات في الكويت بعض الطرائف والمفاجآت والتي من ابرزها تنافس الاشقاء في دائرة واحدة او في اكثر من دائرة ففي انتخابات 2016 تنافس الشقيقين سيد حسين القلاف وسيد فاخر القلاف في الدائرة الاولى ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي يترشح فيها شقيقان لانتخابات مجلس الامة في دائرة واحدة فقد سبق للنائب خالد النزال المعصب واخية مضحى النزال المعصب خوض انتخابات مجلس الامة عام 1963م في الدائرة الرابعة ونجحا معاً .

- السبت الانتخابات السادسة عشر

تنطلق السبت 5 ديسمبر انتخابات مجلس الأمة الكويتي السادسة عشر التي كانت تشهد خلال دوراتها السابقة تنافساً كبيراً ونادراً على مستوى المنطقة والوطن العربي من خلال المناظرات والخيام والمقرات الانتخابية والمهرجانات وتقديم الولائم والجوائز حتى أن المواطن الكويتي كان ينتظر قدوم الانتخابات لينعم بالرفاهية والحصول على الكثير من الجوائز من المرشحين الذين كانوا يتنافسون لكسب أكبر عدد من الناخبين لضمان فوزهم ، ولكن هذه الفرصة فقدها المواطن الكويتي هذا العام بسبب جائحة كورونا التي جعلت الشوارع خالية من اي مظاهر للانتخابات فيما عدا اللوحات التي حملت صور وأسماء المرشحين. 

- هل يساعد كورونا المرشحة الكويتية استطاعت المرأة الكويتية الحصول على كامل حقوقها في الحياة ومنها حق الترشح لانتخابات مجلس الأمة ، وتولت المرأة الكويتية مناصب قيادية وخاضت غمار الحياة بكل حرية وانفتاح بعد أن كفل القانون الكويتي لها ذلك. 

ولكن رغم ان نسبة الناخبات يتجاوز ال٥٠٪ إلا أن المجتمع الكويتي ظل مجتمعا ذكورياً ولم تصل المرأة الكويتية إلى ما كانت تطمح اليه فى مقاعد مجلس الأمة رغم تفوقها في نسبة عدد الناخبين ، لأسباب مختلفة كانت اهمها عشائرية حيث أن العشائر الكويتية تجتمع وتتشاور كعادتها في كل الظروف لاختيار من يمثلها من كبار العشائر ، وهذا فوت على الناخبة الكويتية فرصة الحصول على مقاعد أكثر في مجلس الأمة، ولم يحالفها الحظ الا خلال انتخابات العام ٢٠٠٩م الذي كان الأكثر تمثيلا للمرأة الكويتية ب٤ مقاعد يتوقع الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الكويتي حصول المرشحة الكويتية في انتخابات ٢٠٢٠م على مقاعد أكثر من ذي قبل وخاصة في ظل جائحة كورونا التي منعت القبائل من عقد اجتماعاتها التشاورية لاختيار مرشحيها بشكل أكبر كبقية الدورات السابقة، وأيضاً وجدت المرشحة الكويتية فرصتها للتعريف عن نفسها إلكترونيا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد الآن هي الأنسب والأسرع لإيصال أو نشر أي معلومات وخاصة أن الشعب الكويتي يعد أحد شعوب العالم الأكثر تقدما وخاصة في مجال الاتصالات والنت واستخدام التكنلوجيا.

حول الموقع

سام برس