بقلم/أ.د.عبدالرحمن الشامي

لم یكتمل العام على دعوة "الانتقالي" إلى "النفیر العام".. لقیت الدعوة حینھا قبولا لدى بعض الناس، لاسباب عدیدة یدركھا الیمنیون، ابرزھا مظالم لحقت بكثیر من ابناء المحافظات الجنوبیة منذ الوحدة عام 1990 ..

لم یكتمل العام على تلك الدعوة الانفصالیة
العنصریة البغیضة.. حتى یخرج ھولاء الشباب وصغار السن الیوم ساخطین على "الانتقالي" متھمینه باللصوصیة والسرقة، ومنادین بطرده من المشھد السیاسي.. اما لماذا؟

فلانه قد ضاعف من معاناة ابناء عدن خاصة، والمحافظات الجنوبیة عامة، ولیس لدیه مشروع سیاسي، وان ادعى ذلك.. فارتھانه للخارج اكبر من ولائه للداخل..

سیرفض الیمنیون كل مشروع دخیل علیه، او له امتدادات اقلیمیة وسیلفظ اصحابه..

لاحظوا المتظاھرین.. ھولاء شباب ویافعین، لا ینتمون من حیث العمر لا لجیلنا، ولا
لجیل العجزة قبلنا القابضین على السلطة منذ عقود، متنقلین بین مواقعھا كقطع الشطرنج!

البلدان ولادة، والاجیال متجددة.. وكما خرج ھؤلاء الفتیة على "الانتقالي" الیوم، سیخرج
الآخرون غدا على كل من ھم على شاكلة "الانتقالي"، وكل من أذاقوھم صنوف العذاب..

جل الیمنیین خرجوا في العام 2011 بحثا عن الحریة والعدالة والمساواة والكرامة..
وسیخرجون مرة أخرى، ومرات أخر على كل طاغیة متكبر جبار .. المسألة مجرد وقت.. ما لم یحتكم الجمیع إلى مشروع وطني جامع شامل یحتوي ما تفرق، ویجمع كل ھذا الشتات، لیقرر الناس من یحكمھم...

التنوع في الیمن بمختلف اطیافه وتجلیاته، لا یمكن احتواؤه إلا بمشروع وطني، یقوم على
التعددیة السیاسیة، وتتنافس فیه القوى السیاسیة على خدمة المواطن من خلال برامجھا الانتخابیة، لیقرر الناس -بناء على ھذه البرامج- ما یشاؤون، ما لم فھو الصراع الابدي الذي لن یعرف معه الیمنیون طعم الاستقرار الذي لا یتحقق الا في ظل الدولة الوطنیة.

حول الموقع

سام برس