بقلم/ جميل مفرح
* الأستاذان القديران عبدالودود سيف و علوان الجيلاني شاعران وأديبان وباحثان من الطراز الرفيع، وكلاهما من أكثر من عرفت دراية وإلماماً بأصول التأليف والبحث والنقد، ولهما منجزات كبيرة وضافية في هذا السياق، ولا أظن أن أحدهما لديه الاستعداد لأن يسمح بأن يخالط الشك مجرد الشك شيئاً من تلك الإنجازات، ولا أظن أحدهما بحاجة لأن يتعكز على الآخر ولا أن يتهم الآخر ولا أن يكون طرفاً في نزاع كهذا..!!

* الذي أنا متيقن منه، بحسب معرفتي بالقامتين الأدبيتين والإبداعيتين، وبالاطلاع على بعض من تفاصيل ما أثير مؤخراً بينهما، أن ثمة سوء فهم أو تقدير حصل في الموضوع، ويجب تلافيه وإيضاحه للعامة والخاصة، هذا فيما يتعلق بالحق الفكري للمادة المتنازع عليها، والتي أنا مطلع جيداً وعن قرب، على كونها أسندت لصاحبها في مواضع عدة من كتاب الجيلاني.. وما يبدو مثيراً للاستغراب أن تقع مشكلة كهذه بين شخصين وتجربتين، يستبعد تماماً أن يقعا فيها نظراً لخبراتهما المعروفة ومكانتيهما المشهود لهما..!!

* هذا في الجانب الحقوقي الفكري، أما في الجانب الأخلاقي والشخصي، فقد ساءني كثيراً أن أتابع سيلاً من الاتهامات والاعتداءات اللفظية والأحكام الجاهزة، من قبل أناس لا علم لديهم لا بمحتوى الكتاب ولا بماهية وكيفية المادة المختلف عليها، ليخوضوا حرباً دون معرفة أو استناد إلى مرجعية ودون وجه حق ودون وكالة أيضاً..!!
* ومما يثير الأسف والحنق أن هناك زملاء وأساتذة متخصصين وأصحاب علم ومعرفة، مطلعون جيداً على كتاب الجيلاني وعلى مادة الأستاذ سيف المنشورة في البريد الأدبي، ولديهم ما يمكن الفصل به في هذا الموضوع ووضع حد له، وبالرغم من ذلك نجدهم يشحون بمعرفتهم وعلمهم، ويكتمون شهادتهم، مكتفين بالفرجة ومتابعة تأجج هذا الأمر، دون أن يبدوا تدخلاً، وكأنهم يستطيبون مثل هذه الإثارات العاصفة التي لا تخدم شأناً ثقافياً أو أحداً، بقدر ما تسيء للبعض وتشهر بالبعض، وتشوه صورة المشهد الثقافي عموماً والمثقف والأديب اليمني خصوصاً، دون وجه حق يذكر..!!
* ونتيجة لذلك التصعيد والتوسع، الذي يبدو فيه التشويه والتشهير متعمدين ومقصودين، فقد وصل الأمر، للأسف الشديد، لأن يكون من حق كل متضرر من هذه الهوجاء أن يتخذ الإجراء الذي يناسبه ويرضيه للرد على ما ناله أو أصابه في هذا التنازع غير القائم على أساس سليم، والذي أؤكد بإصرار مطلق على أنه لم يكن من داع له بالمرررررة..!!

حول الموقع

سام برس