بقلم/ منصور الانسي
في اغلب دول العالم تسود الانتخابات عمليات ارباك واختلالات ويسقط الضحايا نتيجة المشاحنات الحزبية والمذهبية والمناطقية ليس في الدول النامية فحسب ، بل وحتى في اكبر الدول ومنها العظمى حتى صارت الانتخابات تورق هذه الدول التي تستعد لها وتحشد الاف الجنود تحسباً لاعمال فوضى واختلالات امنية .

وفي هذه الدول التي تتظاهر بالديمقراطية يسقط القناع وتتجلى الحقيقة واضحة بانها مجرد رتوش ودول عظمى من ورق سرعان ما تنثرها وتعريها رياح غضب الشارع الذي تحركه عصابات المافيا وتجار الحروب لتحقيق مصالحها واطماعها في السيطرة على زمام الامور والوصول الى كراسي السلطة والحكم ولو على حساب ارواح الضحايا والابرياء.

وفي البلد الصغير في المساحة .. الكبير قدراً ومكانه ، تتجلى دولة الكويت كنموذجاً فريداً ونادراً وكمدرسة للديمقراطية استطاعت ان تُرسي نهج الديمقراطية وتغرس بين ابنائها حب التسامح والتضحية مقدمين على مصالحهم الشخصية حب الكويت اولاً ، حتى ان الزائر لدولة الكويت لايمكن ان يلحظ اي فوارق او اختلافات مذهبية او طائفية او حزبية او قبلية سواءً في الايام العادية او خلال الانتخابات ، لان ابناء الكويت تربو وعاشوا كأسرة واحدة لايمكن ان تفرقهم هذه المسميات او غيرها وحتى الشدائد عجزت عن ذلك فهم " كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .

ومن تجربة شخصية عشتها انا خلال زياراتي المتعددة لدولة الكويت حالفني الحظ بان اكون احد الاعلاميين المشاركين في تغطية انتخابات مجلس الامة في العام 2013م التي صادفت ان تكون في شهر رمضان المبارك وخلال تجربتي تلك عشت ايام جميلة جداً مليئة بديمقراطية الحدث وروحانية شهر رمضان وطيبة قلوب ابناء الكويت فصارت الانتخابات وكأن شيًئاً لم يكن ، بسلاسة وهدوء منقطع النظير ..
الكل مشارك والكل متفاعل ومتعاون ، فلم يقف العمر حاجزاً او مانعاً للمشاركة فكان اقبال الشيوخ قبل الشباب ، وتم توفير كافة الامكانيات الحكومية لنجاح الانتخابات امنياً وصحيا وكل ما يلزم تم تقديمه وتسهيله.

زُرت العديد من الدول العربية ولكن الكويت غير فهي بحق مدرسة للتواضع وكل القيم النبيلة والانسانية حتى اني خلتها قطعة من الجنة فعدد الجمعيات الخيرية فيها يفوق ماهو في اكبر الدول العربية حيث لم ينشغل ابناء الكويت في لقمة عيشهم او تطوير وتحديث محيطهم فقط ، فكان همهم رعاية الفقراء والمساكين وخاصة الاقربون منهم وكان نصيب اليمن من خيرهم وافر حتى انه لاتوجد مدينة في اليمن الا وفيها مستشفى او مستوصف او مدرسة او جامعة او معهد هذا غير المشاريع الخيرية التي لازالت حتى اليوم مستمرة وخاصة في بناء المجمعات السكنية التي فاقت الخيال والتي وصلت الى ما يقارب سبعة عشر قرية في عدد من المحافظات.

ولانها الكويت وجب علينا حبها وحب شعبها وقيادتها التي ارست قواعد الديمقراطية والاخاء والتسامح ليس بين اهلها فقط بل اصبحت الكويت وابنائها نموذجا فريداً وعنوانا لكل القيم الانسانية النبيلة حتى اطلقت الامم المتحدة على اميرها الراحل طيب الله ثراه الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير الانسانية ، وهذا ليس بغريب على شعب ودولة وقيادة تشبعت بالايمان وتحلت بالحكمة فكانت كالسحاب تروي كل ارض محتاجه تسوقها الرياح الى حيث امرها الله سبحانه وتعالى .

حول الموقع

سام برس