سام برس
د.غنيمه: المؤشرات تدل على أن الحرب ستنتهي في القريب العاجل

د.القاضي: توقفها مرهون بإقامة دولة مركزية قوية ومجتمع مدني ديمقراطي

د. ﺍﻟﻘﺪﻣﻲ: الأطراف المشاركة في الصراع ستجد نفسها الهدف القادم عند حدوث أي اتفاق سياسي وعسكري

نجيب علي العصار
Najibalassar@hotmail.com

يظل التوصل إلى حل كامل وشامل للحرب، خصوصاً في ظل تعنت وفد الرياض مرهون باقتناع السعودية بعجزها عن تغيير الواقع في اليمن، وحوار الأطراف الإقليمية بشكل مباشر للوصول إلى صيغة مستدامة للسلام والاحترام المتبادل وحسن الجوار. متى تنتهي الحرب في اليمن؟ سؤال يدور في مخيلة كثيرين خلال الآونة الأخيرة على خلفية تحركات الوساطة الأممية واستئناف محادثات السلام اليمنية في الكويت، الأسبوع الجاري.

تساؤلات تجدون إجابتها في سياق هذا الاستطلاع الذي أجرته "الوحدة" مع نخبة من الأكاديميين والسياسيين، فإلى الحصيلة:
يرى الدكتور عادل عبد الحميد غنيمه-أكاديمي وسياسي- أن "كل المؤشرات تدل على أن الحرب على اليمن ستنتهي في القريب العاجل، نتيجة لـ: أولا :فشل الحل العسكري بعد مرور أكثر من سنة وأربعة شهور دون تحقيق نتيجة ايجابية للسيطرة على اليمن، وثانيا: أن المناطق والمحافظات التي تم السيطرة عليها من قبل ما تسمى الشرعية وخروج الجيش واللجان الشعبية منها غير آمنه ولم تعد تحت سيطرة ما تسمى بالحكومة الشرعية، وثالثا :تمدد التنظيمات الإرهابية في مناطق الجنوب واستفادتهم من خروج الجيش واللجان الشعبية أدى إلى شعور المجتمع الدولي بخطورة الوضع في اليمن وتأثير ذلك على تهديد الأمن والسلم الدولي لاسيما وموقع اليمن على باب المندب وموانئها على امتداد البحر العربي والبحر الأحمر استراتيجي لأنه طريق مهم للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة من النفط والغاز وتمثل سيطرة التنظيمات المتطرفة عليها خطورة على الأمن والسلم العالمي، وقد أدركت دول مجلس الأمن ذلك مؤخراً رغم معرفتها المسبقة بان هذه التنظيمات تشارك إلى جانب السعودية ودول العدوان على الجيش اليمني واللجان الشعبية ولكنها استفادت وحلت محل جيش اليمن وهنا تغير الموقف الدولي وهناك مخاوف من تشظي اليمن إلى كانتونات صغيرة تسيطر عليها التنظيمات المتطرفة وتشكل دويلات داخل دولة ضعيفة ومهترئة خاصة بعد أن أدركوا أن الشرعية المزعومة ليس لها أي رصيد شعبي في الجنوب ولم تستطع تحقيق الأمن في مربع قصر الرئاسة في عدن فكيف بدولة كبيرة مثل اليمن".

ويشير الدكتور غنيمه، إلى أن السبب في سعي وفد الرياض نحو عرقلة المفاوضات يعود إلى "إدراكهم بأنهم الضحية من الحل السياسي وهم أول المغادرين لكرسي الحكم لأنهم وقفوا إلى جانب دول العدوان وخسروا الوطن والشعب ،لاسيما أن الحل السياسي الانتقالي لن يستمر أكثر من ستة شهور إلى سنة والانتخابات ستعزلهم عن السلطة أما الوضع الحالي فانه مريح لهم لأنهم يتلقون الأموال الطائلة من استمرار الحرب ويقبضون أموال من الداخل عبر العائدات والرسوم دون تحمل أية نفقات خدمية أو أمنية أو مرتبات وكذلك المرتبات للمليشيات والأسماء الوهمية، إذن فان عرقلة الحل السياسي يحقق مصالحهم، كذلك فان القرار ليس بأيديهم فالسعودية هي التي تتخذ قرار الحرب أو السلم ،وما هم إلا أداة بيد بن سلمان يحركها كيفما شاء ،وبما يحقق مصالح السعودية، وللأسف بن سلمان يريد أن يحقق نصر سياسي في المفاوضات بعد أن فشل عسكريا لكي يساعده ذلك في الوصول إلى الحكم".

مماطلة وحرب سرمدية
يخالفه الرأي الباحث والأكاديمي الدكتور صادق القاضي، قائلاً: "هناك عدة حروب في اليمن، إذا كنت تقصد الحرب التي يقف المرتزقة على أحد طرفيها، فستتوقف الحرب في اليمن، بتوقف الحرب على اليمن، من قبل دول التحالف السعودي.. أما الحرب في اليمن بشكل عام، فلست متفائلا بالسنوات والعقود القادمة، هذه حرب سرمدية لا أحد يدري متى بدأت، وأعتقد أن توقفها مرهون بإقامة دولة مركزية قوية ومجتمع مدني ديمقراطي حديث". الدكتور القاضي ينوه –مبدئيا- بأن "الخلل الجوهري في حوار غير مباشر، لا تقف السعودية، على الطرف الآخر من طاولته.. ما يحدث في حوار الكويت، أن السعودية من خلال ممثليها اليمنيين تماطل، وتراهن على الزمن لتحقيق مكاسب من خلال الحرب، أيضا لست متفائلا كثيرا بالتحركات الأممية، في حوار الكويت، وأرى أن الوصول إلى حل كامل وشامل للحرب، رهن باقتناع السعودية بعجزها عن تغيير الواقع في اليمن، وحوار الأطراف الإقليمية بشكل مباشر للوصول إلى صيغة مستدامة للسلام والاحترام المتبادل وحسن الجوار.

استقرار شبه تام
لكن الدكتور عبد الله قائد ﺍﻟﻘﺪﻣﻲ - عميد مركز التطوير الجامعي وضمان الجودة بجامعة إب يشير إلى أن" المهتمون بالشأن السياسي يتناولون موضوع الحرب في اليمن وعلى اليمن منذ بداية العدوان وحتى اليوم وفي كل مرة يخفق المحللون السياسيون في الإمساك بخيوط المسارات التي يمكن أن تحدث على الصعيدين العسكري والسياسي، ويبدو أن العدوان على اليمن كما لو أن الهدف منه ليست اليمن ولكن السعودية، فالاستنزاف المالي المستمر للنظام الحاكم في السعودية يوحي بذلك وسيستمر حتى بعد توقف العدوان بل أنه سيبدأ بوتيرة متصاعدة، ناهيك عن الاستنزاف العسكري والسياسي والاجتماعي الداخلي في أوساط الطوائف المختلفة داخل الشعب السعودي، وكذلك الاجتماعي الخارجي المتعلق بشعوب الدول المجاورة للسعودية، وسينتهي ذلك بالانقضاض على الأسرة الحاكمة وتجميد أرصدتها وإنهاء حكمها على كامل تراب السعودية، أو على الأقل بقاءه مع تقليص سلطاته وإعطاء بعض المناطق في المملكة نظام الحكم الذاتي أو سيناريوهات أخرى أكثر دموية وبشاعة وتفكك".

ويعتقد الدكتور القدمي "أن الحرب على اليمن لن تتوقف إلا أذا تحققت أهداف القوى العظمى المسيطرة على القرار الأممي عبر مجلس الأمن، أو تم الاتفاق على الحلول الممكنة للهيمنة المباشرة أو غير المباشرة على نظام الحكم القادم في اليمن، ونظرا لما يحدث من مؤشرات، نعتقد بأن الكثير من المحادثات التي قامت بها القوى الوطنية ممثلة في المؤتمر وأنصار الله مع أطراف دولية وخصوصا مع أميركا وروسيا، هي التي ساهمت بشكل فعال في حسم الكثير من الأمور الشائكة وألغت الكثير من المخاوف والشكوك، وهي التي مهدت للمفاوضات غير المباشرة والمباشرة أيضاً مع السعودية وقادة دول مجلس التعاون الخليجي؛ الأمر الذي أدى إلى الوصول إلى تفاهمات قد تصل نسبتها إلى تسعين في المائة من القضايا المطروحة للنقاش وربما أكثر من ذلك ولم يعد هناك غير بعض القضايا المتعلقة بالضمانات وتراتبية التنفيذ للقضايا المتفق عليها، وحتى أن تم الاتفاق فإنه لن يعلن بكامل بنوده، وسيتم تطبيقه بالتدريج، لأن هناك أطراف كثيرة ستخسر وتفقد أماكنها ومصالحها، فلو أعلن الاتفاق فجأة ، ستقاوم تلك الأطراف بكل شراسة ويمكن أن تعيق تنفيذ الاتفاق، ولا تنسى أن هناك أصلا أطراف شاركت في الصراع وهي لا تتبع أي من الطرفين، وإنما لها مصالحها وأجندتها الخاصة، هذه الأطراف ستجد نفسها هي الهدف القادم عند حدوث أي اتفاق سياسي وعسكري- أنت تعرف الى من أشير- وهذا الطرف بالتأكيد قد استفاد كثيراً في الفترة السابقة ووسع من نفوذه وعزز من إمكاناته المالية والمادية، لكن في النهاية اعتقد أن الأمور أصبحت في نهايتها وأن اليمن سيشهد في المرحلة القادمة استقرار شبه تام، لكن أذا شاءت الأقدار أن تعود الحرب فستكون هناك حرب أخرى وربما تدخل فيها قوى دولية، نسال الله أن يكتب لليمن الأمن والاستقرار والتطور المنشود، وأود أن اشكر الجيش واللجان الشعبية المساندة له وكل الأحرار الذين وقفوا بكل قوة أمام قوى الشر والعدوان".

حول الموقع

سام برس