س
ما أن تم الاعلان عن فشل الانقلاب العسكري في تركيا حتى اصيب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بحالة من الذعر والرعب ، والاحلام والكوابيس المزعجة التي حولت حياة السلطان العسملي الى جحيم ودفعته الى المسارعة بإتهام زميله ورفيق دربه الداعية ورجل الاعمال فتح الله غولن المتواجد في بنسلفانيا الامريكية بالرأس المدبر للانقلاب الفاشل ، واتهام الولايات المتحدة بالضلوع بالمؤامرة من خلال تواجد غولن في اراضيها .

فتح الله غولن اصبح كابوساً مزعجاً وشبحاً مرعباً يطارد اردوغان في على مدار الساعة في قصر الرئاسة والبرلمان ووزارة الدفاع والجيش والشرطة والاستخبارات والقضاء والرئاسة والمالية والتربية والتعليم والقضاء والنيابات ومصلحة الشؤون الدينية ووسائل الاعلام والمؤسسات التجارية والمراقص والفنادق ، حتى قيل بعد هذا التخبط والحماقة والرعونة المفرطة في الاعتقالات واجثتثاث الخصوم ان الرئيس التركي يعاني من اضطراب في شخصيته وانه يعيش بشخصيتن في آن واحد وان حالة انفصام في شخصيته قد حولته الى شخص عدائي حتى في اقرب واوفاء الناس اليه .

ولهذه الحساسية السياسية والاتهامات الكبيرة والخطيرة ضد الداعية غولن المسجل خطر لدى النظام التركي ، فإننا نورد نبذه عن سيرة الداعية ورجل الاعمال والسياسي فتح الله غولن وحركته :

ولد فتح الله غولن في تركيا عام 1941، ويبلغ من العمر 75 عاما
انتقل عام 1999 للعيش في الولايات المتحدة، حيث يقيم في منطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية

يعيش غولن في منفاه الاختياري بعيدا عن الأضواء، ومن النادر أن يدلي بتصريحات او مقابلات لوسائل الإعلام، بالرغم من أن حركته استقطبت قطاعات كثيرة من المجتمع التركي، وفي الخارج، كما تدير استثمارات بمليارات الدولارات.

كان غولن حليفا مقربا من رجب طيب إردوغان في السابق، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ إردوغان يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد

دعم غولن إردوغان في سنوات حكمه الأولى منذ 2003 قبل أن يختلف معه فيما بعد ، ومن ثم ظهرت الخلافات علنا بين غولن وإردوغان منذ أواخر 2013، بعد أن كشف قضاة قيل إنهم من أنصار غولن فضيحة فساد داخل أجهزة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان

طالت فضيحة الفساد تلك عددا من المقربين من إردوغان، ومن بينهم نجله بلال
يقول معارضو غولن إنه طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من انصاره عام 1999

حركة "خدمة"


منذ نهاية 2013، قادت الحكومة التركية حملة توقيف طالت عددا من قادة الجيش، وطرد عدد آخر من رجال الشرطة والقضاء، وأغلقت عددا من المدارس التابعة لحركة "خدمة" التابعة لغولن

أغلقت الحكومة عددا من الصحف التركية و طردت رؤساء تحريرها بتهمة الانتماء للحركة ، أو دعمها تحريريا

لا تصرح حركة "خدمة" بأي هيكل إداري يحكمها ولا تسمي أي تسلسل هرمي لمسؤوليها، لكنها تقول إنها ملتزمة بالاصلاح الديمقراطي والحوار بين الأديان

حركة "خدمة" تعمل منذ أربعين عاما، وتؤكد التزامها بالسلم والديمقراطية

تقدر بعض المصادر أنصار الحركة بملايين عدة داخل تركيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 70 مليون نسمة

تقول حركة "خدمة" إن أساسها هو الإسلام المتسامح والإيثار والتربية والعمل بجد واجتهاد ، وتقدر بعض المصادر تبرعات انصار غولن ما بين 5 في المئة إلى 20 في المئة للمؤسسات المرتبطة بحركته.

حول الموقع

سام برس