سام برس
" إن الدماء التي تسيل في عُروق آل سعود، هي ذاتها الذي ورثّها صهيون لأبناءه، بعضهم ينطقون بالعِبرية، وأخرون يتحدثون العربية!ط.

الحديث هنا عن الإرادة السورية لإجهاظ مخطط تقسيم الأرض السورية، فدولة مِن النيل إلى الفرات لا يمكن أن تولد، وهناك في الخنادق رجالٌ مِن نار، تحفهم الملائكة بأجنحتها لتحمي وطن.

عودة إلى العقد الثاني من القرن العشرين وتحديداً في العام ١٩١٧، عندما أعلنَ وزير خارجية بريطانيا “أرثر جيمس بلفور”، عن دعم بريطانيا لإقامة وطن لليهود في فلسطين، ما سُميَّ بعد ذلك بوعد بلفور.

منذ ذلكَ العام تحديداً؛ بدأت منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بغليان مستمر، فبهذا الوعد جمعت بريطانيا (الدولة الأقوى أنذاك) كل مجرمي العالم، ليكونوا جزءاً من منطقة لا تحبذ وجودهم، فأنطلقت عصاباتهم لتنفذ مخططات الصهيونية العالمية، بأبشع الجرائم وأشدها وحشية.

ولأن فلسطين لا تمثل في رؤى الصهيونية إلا موقع للإنطلاق، فقد عزمت القوى الصهيونية إلى الإطاحة بوثيقة أخرى وقعها البريطانيين وهي “سايكس_بيكو”، لكن هذه المرة بدعم أمريكي غربي عربي، لإنها بأختصار وثيقة أنتفت الحاجة أليها.

معَ شعور المثلث الصهيوني “امريكا، أسرائيل، السعودية”، بفشل مخطط تقسيم سوريا من خلال تنظيمات أرهابية مثل داعش والنصرة “جبهة فتح الشام”، بدأت وتيرة العمل الأستخباراتي تجري بسرعة كبيرة، محاولة تهيئة الظروف لتقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة.

الرئيس السابق للأستخبارات الأمريكية أكد ذلك في مناسبات عِدة، بل أنه يؤكد إن المخطط الجديد لا يمكن أن يكون فيهِ دول مثل سوريا والعراق ولبنان، وهو مايؤكد سعي نائب الرئيس الأمريكي “بايدن” لتنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد.

الواقع يقول عكس ذلك؛ فسوريا بقائدها وجيشها وشعبها أنتصرت على المخطط، قبل أن تنتصر على الأرهابيين، فهناك حديث جدي يتناولهُ مرشحي الرئاسة الأمريكية عن بقاء سوريا موحدة، ليسَ لإنهم يريدون ذلك،، بل لإنهم لا يستطيعون فعل غير ذلك!

فأسرائيل وقبتها الحديدية فشلت في التصدي لتقنية المقاومة، كذلك السعودية التي تنخرها أزماتها الأقتصادية وحرب اليمن، والتكلفة المرتفعة التي تعاني منها بدعمها للمجاميع الإرهابية، ما يجعل يد أمريكا مغلولة إلى عنقها، في مواجهة الحلفاء الروسي والإيراني.

نعم “الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه”، فبعد سنوات من الحرب العالمية على سوريا، ربحنا حلفاء جديرين بالثقة، وربحنا أيضاً إفشال مخطط كبير كان يستهدف الأمة الإسلامية برمتها، وأيضاً ربحنا وحدة شعبنا وثبات قيادتنا، وجيشنا الذي سطر أروع البطولات ربحناه فخراً لنا.

ومثلما فشلت أدواتهم الإولى (الجماعات الإرهابية)، ستفشل مخططاتهم الدبلوماسية والسياسية الغادرة، التي تحاول أن تعيد أمجاد بلفور المجرم، بطريقة أكثر وحشية وسذاجة!

* الرأي التونسي ..كمال السيد قاسم

حول الموقع

سام برس