سام برس/ حمدان عيسى
نظم الاتحاد التعاوني الزراعي بالشراكة مع منظمة سبارك الهولندية صباح اليوم الاثنين الملتقى الإقليمي الزراعي الذي يمثل نموذجا لورش العمل الخاصة بالتطوير المؤسسي المنفذة لفروع الاتحاد التعاوني الزراعي في 14 محافظة يمنية.

وهدف الملتقى تحت شعار " التكامل بين القطاع الخاص والحكومي ومنظمات المجتمع المدني في التنمية الزراعية " الى تحديد الاحتياجات والأولويات لتنفيذ مشاريع زراعية تحقق الأمن الغذائي وكذا تنمية القدرات لتطوير العمل التعاوني الزراعي في اليمن، وتوجيه مزيدا من الدعم لقطاع الزراعة.

وركز الملتقى بمشاركة عدد من الجهات المعنية بالأمن الغذائي والقطاع الخاص ومنظمات مدنية, على تطوير أداء العمل التعاوني وتعزيز إسهاماته في تحقيق التنمية المتكاملة والارتقاء بقدرات المزارعين في استخدام التقنيات والوسائل الزراعية الحديثة وتعزيز الشراكة بين الاتحاد التعاوني الزراعي والجمعيات والجهات ذات العلاقة بالعمل التعاوني بما يخدم التنمية الزراعية في البلاد.

وفي افتتاح الملتقى وبحضور أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمين جمعان أشار القائم بأعمال وزير الزراعة والري المهندس علي عبدالكريم الفضيل إلى أهمية الملتقى وما يتضمنه من ورش عمل تسعى للخروج بنتائج وتوصيات بناءة تصب في تحديد أهم الأولويات للتنمية الزراعية في اليمن، مؤكداً أن الحاجة للتوصيات الدقيقة أصبحت مُلحة وضرورية لمساعدة جهود الوزارة في دعم مسارات التنمية الزراعية .. داعيا إلى أهمية توحيد الجهود وتوجيه الدعم لتنفيذ مزيد من الأنشطة والبرامج الزراعية المختلفة التي تصب في خدمة قضايا الأمن الغذائي.

وحث الفضيل المشاركين على أهمية إثراء الفعالية بالمقترحات والملاحظات للخروج بتوصيات دقيقة وواضحة سيتم ترجمتها الى برامج عمل من شأنها تعزيز الجهود المبذولة للنهوض بالعملية الزراعية .. مؤكدا حرص قيادة الوزارة على توفير التسهيلات الممكنة في هذا الجانب، منوةً بأن الدعم الذي تقدمه المنظمات والداعمين وعلى رأسهم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والتي استمرت في تنفيذ أنشطتها في اليمن في ظل الظروف والأزمة جراء الحرب.

من جانبه اعتبر رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي محمد بشير الملتقى التعاوني والزراعي والتكامل بين القطاع الخاص والحكومة ومنظمات المجتمع المدني يمثل لبنة أساسية للعمل التنموي في اليمن خاصة في ظل الظروف الراهنة ، وان ذلك يساعد على تبسيط الإجراءات المتعلقة بدعم صغار المزارعين .. مبينا ان الملتقى يأتي استكمالا لفعاليات الورش الأخرى.

وألفت في كلمته الى أهمية التركيز على البدائل الممكنة والتقنيات الحديثة لمواجهة المعوقات التي تواجه المزارعين منها عدم توفر المشتقات النفطية وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية بسبب الحصار الذي فرضه العدوان على الشعب اليمني .. داعيا المنظمات المحلية والدولية الى تقديم الدعم لليمن ومساعدته على النهوض بالقطاع الزراعي الذي يمثل ملاذا آمناً للأمن الغذائي .. معبرا عن تطلعه في التعاون من قبل الجميع وتوجيه الموارد لدعم المشاريع الزراعية.

وأشاد بشير بدور الفاو ودعمها من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الزراعية منها اعادة ترميم مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي التابع للادارة العامة لوقاية النباتات بوزارة الزراعة والري وتجهيزه للقيام بدوره في مكافحة آفة الجراد التي تشكل خطرا وتهديدا حقيقياً على الأمن الغذائي، مضيفاً بقوله " نحن بحاجة الى دعم مراكز الخدمات الزراعية في المحافظات الى جانب دعم وتأهيل الحركة التعاونية الزراعية في اليمن لمساعدتها في القيام بدورها في خدمة المزارعين في مختلف المناطق. "

بدوره أشار ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في اليمن الدكتور صلاح الحاج حسن الى أهمية تنمية قدرات العمل التعاوني في اليمن وتكثيف الجهود وكل التدخلات مع الشركاء خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد .. مشددا على أهمية الخروج بتوصيات بناءة والتأكيد على ضرورة الاستفادة منها وعكسها على الواقع العملي بما يسهم في خدمة القطاع الزراعي الذي أصبح بحاجة ماسة الى مزيد من الدعم وايجاد حلول ومعالجات للأضرار التي تعرض لها هذا القطاع جراء السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها معظم المحافظات.

ودعا الدكتور صلاح كل الشركاء الى مزيد من الدعم وتفعيل أكثر من خلال المؤسسات الحكومية والمنظمات والتركيز على تكوين إطار واحد للمساعدات لدعم العمل الزراعي وتحديد الأولويات والمشاكل وتنسيق التدخلات وعدم التكرار حيث وان القطاع الزراعي حاليا بأمس الحاجة للدعم .. مؤكدا استعداد المنظمة للتعاون مع الحكومة الهولندية ويمثل مشروع مياه حوض صنعاء أحد نماذج التعاون القائم بين الجانبين، لافتاً الى ان العمل التعاوني مسئولية كبيرة على عاتق الجميع يجب تحملها والاستشعار بالمسئولية والعمل على تقديم الدعم وإيصاله الى صغار المزارعين كونهم الشريحة الكبيرة في المجتمع والمساهمة في تحسين مصادر دخلهم.

ومن جهته استعرض ممثل منظمة سبارك الهولندية هيثم الدميني الجهود المبذولة لإعداد فعالية الملتقى التعاوني الزراعي والمتمثلة في ورش العمل الخاصة بالتطوير المؤسسي التعاوني المنعقدة في محافظات اب وعدن وصنعاء بمشاركة 100 من القيادات والكوادر التعاوني من مختلف المحافظات، مشيراُ الى ان انعقاد الملتقى يعبر عن حرص منظمة سبارك الهولندية والاتحاد التعاوني الزراعي على النهوض بالأنشطة والمهام التعاونية وتوجيه الجهود والإمكانيات لإيجاد فرص عمل زراعية تساهم في تحسين الوضع المعيشي وتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجه المزارعين والجمعيات التعاونية والاتحاد، منوةً بأهمية الملتقى في ايجاد قاعدة متينة للتعاون والتكامل الفعال في مختلف مجالات الإنتاج والخدمات والبناء المؤسسي وتنفيذ المشروعات الرائدة التي تبلورت في نتائج الورش بما يسهم في احدث نقلة نوعية لمواكبة المتغيرات الراهنة..

وخرج المشاركون في الملتقى بالعديد من التوصيات التي تسهم في تطوير العمل التعاوني والقطاع الزراعي وتعزيز دور القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى في تحقيق التنمية المتكاملة والتطور الاجتماعي والاقتصادي المستدام.

حول الموقع

سام برس