سام برس
هزيمة اخرى مهينة لترامب في مجلس الشيوخ الامريكي.. احقاده العنصرية على الرئيس اوباما وراء محاولة الغائه تأمينه الصحي الفاشلة.. ولا ينقصه غير الانضمام للجامعة العربية فكل شروط العضوية متوفرة فيه

مني دونالد ترامب بأكبر هزيمة منذ توليه الرئاسة الامريكية قبل ستين يوما، عندما اضطر لسحب مشروع بديل لقانون “اوباماكير” الصحي لانه لم يحظ بدعم الكونغرس الذي يسيطر عليه حزبه الجمهوري، مما يعني ان مشرعي الحزب منقسمون على انفسهم، ومعظهم لا يدعمون الرئيس ترامب، ولا يؤيدون تمرير مقترحاته.

هذه هي الكنسة الثانية لترامب، بعد تحدي المؤسسة القضائية له، ورفض القضاة العمل بمرسومين اصدرهما لمنع دخول مسلمين من ست دول الى الولايات المتحدة، باعتبارهما يتعارضان مع الدستور الامريكي، وينطويان على صيغة ذات طابع عنصري.

لا نعرف كيف يمكن ان يحقق ترامب تعهداته لناخبيه بتحويل امريكا الى دولة عظمى، وبصورة اقوى من اي وقت مضى، وهو بات منبوذا من حزبه، ويواجه عداء المؤسستين القضائية والامنية في بلاده، الى جانب المؤسسة الاعلامية او السلطة الرابعة.

ترامب سيدخل التاريخ الامريكي على انه الشخص الذي يحتل اعلى مراتب العنصرية ونشر الكراهية، ليس لانه مارس هذه العنصرية ضد المسلمين، وانما ايضا لانه انطلق منها في محاولته الغاء النظام الصحي الذي يعتبر من اهم انجازات الرئيس باراك اوباما وفترتيه الرئاسيتين.

التأمين الصحي الذي اراد ترامب الغائه جاء من اجل تأمين الخدمات الصحية للفقراء الامريكيين، سواء كانوا من الافارقة السود، او الطبقة العمالية من مختلف الالوان والمنابت الاخرى، ولكن كراهية ترامب لهذه الفئة من الامريكيين الى جانب كراهيته، بل احقاده، على اوباما الذي شكك في امريكيته، وقال انه مولود خارج الولايات المتحدة، وتحداه ان يقدم شهادة ميلاده ليثبت العكس، هذه الكراهية المجبولة بالحقد العنصري، هي التي دفعته للتقدم بمشروع بديل لتأمين اوباما الصحي.

هذا الرجل يتصرف مثل الحكام الديكتاتوريين في المنطقة العربية، بل لا نبالغ اذا قلنا انه يلتقي معهم في العديد من الصفاة، مثل الخلط بين التجارة والحكم، واتخاذ القرارات من منطلق فردي، ودون التشاور مع مستشاريه واخذ رأيهم، مضافا الى كل ذلك فساد معظم هؤلاء، وتضخم العنصرية في جيناتهم، وان كنا لا ننسى بأنه وصل الى البيت الابيض عبر صناديق الاقتراع، لكن التصرفات، وطريقة ادارة الحكم، والمراسيم المتسرعة، وخوض الحروب، والتدخلات في شؤون الاخرين، متشابهة.

لا ينقص ترامب الا الانضمام الى جامعة الدول العربية لان كل المواصفات وشروط العضوية متوفرة فيه، مثل معظم الحكام العرب، الذين لا يقلون طغيانا وديكتاتورية عنه.

ايام ترامب في البيت الابيض قد لا تطول، وشعبيته هي الادنى كرئيس امريكي، ومن المؤسف ان هناك من العرب من يعتبره صديقا للمسلمين، وينفي عنه صفة العنصرية، ويشيد بقراراته ومواقفه التي ابطلها مشرعو امريكا وقضاتها.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس