سام برس
كشف كاتب يمني حقائق عديدة عن السر وراء نشر السعودية لصور ألغام بحرية في سواحل ميدي ومن أين أتت وما الهدف منها وكيف يتم تفجيرها ولمن تعود  وكيف حصل الكاتب على تلك المعلومات الهامة والدقيقة.

كما كشف الكاتب عبدالكريم المدي في مقال نشرته صحيفة لندنية شهيرة معلومات هامة حصل عليها - كما قال - من مصادرعدة ومؤكدة عمّا دار بين وزير الخارجية المهندس هشام شرف والدبلوماسيين الروس والإيرانيين في آخر لقاء جمعه بهم وما هوالطلب الذي طلبته حكومة الانقاذ من روسيا وإيران و ما هي أبرز النقاط التي تضمنها الطلب ولماذا لجأت حكومة الانقاذ للإيرانيين والروس والصينيين وكيف غدت اللعبة الدبلوماسية جزءا من المعركة لدى صنعاء .

" سام برس " يعيد نشر المقال نقلا عن صحيفة رأي اليوم اللندية.

بدلا من تزييف الحقائق  واختلاق العقبات أمام أمام السلام من قِبل التحالف السعودي ،انتظر اليمنيون والعالم الذي يحترم نفسه مبادرات وأفكارا جادة للحل تقدمها السعودية أوغيرها وتكون متوازنة وفاعلة في الحاضر وقادرة ،مستديمة في المستقبل.
أما الخطابات المأثورة والمحفوظة والتي تُذكّرهم بما يُريدون نسيانه  فلا حاجة لهم بها،خاصة وأنها تترافق مع ماكينة تدفع بالشعب اليمني عنوة نحو إجتياز أراض ودروب وعرة لا يعلمها ولايرى لها أحد منتهى.

وإليكم شيئا من التزييف الممنهج للحقائق والمتمثل بقصة الألغام  البحرية التي اختلقتها المملكة وسوقت لها بدون ملل على إعتبارأنها صفقة مربحة إن نجحت تهم العالم على إعتبار أنها تُعدُّ خطراعلى الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

 ،ولمن اراد أن يفهم ويدرك أبعاد هذا الموضوع، نقول له، من واقع معلومات مؤكدة، إن تلك الألغام، تعود أولا: لدولة ما كان يُعرف قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكانت مخزّنة في جبل الحديد (محافظة عدن) ومحرّزة كتالفة ومتهالكة، لا أثر لها مثلها مثل أفعى منزوعة الأنياب وغير سامة، إلا إذا كان هناك من اراد أن يلعب بها كلعبة السرك،أو يضع بعضها في متحف حربي كتراث يوثق لحقبة تاريخية معينة ،وشكلها يُغني عن وصفها..

وثانيا: وبما أن إخوتنا في (العاصفة) لا يفوتون مثل هكذا فرص تأتيهم حتى وإن كانت من مخلّفات صراع اليمنيين مع البرتغالين في حملتهم الأولى على اليمن عام (1523) مـ ،فقد قاموا بأخذ مجموعة منها ورميها في سواحل ميدي وغيرها ونفس الأشخاص الذين رموها في المياه ، قاموا – أيضا – بالتقاط  بعض صور السلفي إلى جوارها وأخرى وهي وحيدة لا حول لها ولا قوة،ومن ثم نشروا هذه الأخيرة للعالم مع بعض البهارات ومستلزمات مثل هكذا طقوس .

ماوراء لقائيّ وزير الخارجية بسفيريّ ( روسيا – إيران ) مؤخرا:

وبهذا الخصوص تفيد معلومات حصلنا عليها من مصادر مطلعة بإن طرف ( صالح – الحوثي ) ومن خلال وزير خارجيتهما المهندس هشام شرف،قد طلب من روسيا تحذير الرئس الأميركي (ترمب) والضغط عليه للتوقف عن تشجيع السعودية للقيام بالتصعيد العسكري في الساحل الغربي، خاصة وأن ( واشنطن ) تُقدم دعما كبيرا معنويا ولوجستيا للمملكة ومن ذلك إرسال طائرات بدون طياروخبراء وأسلحة دقيقة وغيرها ، تمهيدا لمعركة إسقاط محافظة وميناء الحديدة خاصة والساحل الغربي عامة.

وأمام هذا الأمر أرادت صنعاء أن تدفع بالجانب الروسي للدخول في أجواء المعمعة بثقل سياسي أكبروفاعل من خلال مجلس الأمن وكذا لغة المصالح التي تفهمها تلك القوتان  .

أما اللقاء الذي جمع الوزير اليمني شرف بالقائم بالأعمال الإيراني في نفس اليوم ، فقد كان محوره – حسب معلومات تقارير استخباراتية  أيضا – (الصين ) العضو الدائم في مجلس الأمن ،والذي يقيم علاقات جيدة مع الجانب الإيراني ، الذي طُلِب منه التواصل مع بكين للتدخل والضغط من خلال قنواتها ومجلس الأمن لمنع تنفيذ السعودية وأميركا تهديداتهما (معركة إسقاط الحديدة ).

وهذه الخطوة بحد ذاتها ذكية وقد تلعب دورا مهما في حال قامت بها إيران وضغطت بالفعل، على بكين على إعتبار أن الطرفين تربطهما مصالح تجارية ضخمة، ضف إلى ذلك أن معظم إنتاج إيران النفطي  يذهب إلى السوق الصينية وغير ذلك من المصالح السياسية والاستراتجية.

الخلاصة: اليمن والمعتدون عليها وكل الأطراف الاقليمية والدولية والمحلية يجتازون أرضا وعرة ،مجهولة، لكن يبقى ضحيتها الأول هو الشعب اليمني الغلبان الذي يجهل العالم حجم مأساته وأن( العاصفة) ومن معها يريدونه أن يصبح ، حقا، شعبا مفككا مشلولا ،سيما مع غياب المنطق الذي يقنع السعودية وأبرز اللاعبين في العدوان والصراع بضرورة التوجه لحلول سياسية بعيدة عن شماعة مرجعيات ذبح اليمنيين ( الثلاث).

ولذلك ومن أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لابد من تقديم تنازلات حقيقية ولابد للأنفة السعودية التي تُقيم في أبراج الغطرسة من أن تترجل قليلا ولو لمرة واحدة ، كي يتمأسس سلام حقيقي وإستقرار وحوارحقيقين أيضا.

حول الموقع

سام برس