سام برس
قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور عادل الشجاع إن الواقع يؤكد خروج مؤتمر الحوار عن مساره الصحيح والشواهد على ذلك كثيرة ، مشيرا إلى أن اختزال القضية الجنوبية في 16 شخص تم اختيارهم على أساس شطري يعد حرف لمسار الحوار.
وأكد الشجاع في حوار مع صحيفة «إيلاف» أن الوثيقة الحوارية صيغت في لندن ثم ترجمت للعربية، وقدمها بن عمر على أنها من مخرجات الحوار.
ودعا جمال بن عمر أن يراجع مواقفه وأفكاره التي تضر باليمن، وأن يكون وسيطا أمميا محايدا كما كان الأخضر الإبراهيمي ، لافتا إلى أنه التزم لبعض الانفصاليين بتبني قضيتهم ويعمل للوفاء بالتزامه.
واتهم بن عمر بتسهيل دخول الشعارات الانفصالية والأعلام الانفصالية إلى داخل فندق موفمبيك، منوها إلى أنه أول من خالف المبادرة الخليجية.
وقال إن «المبادرة تقول إن الحوار تحت سقف الوحدة، والعلم الانفصالي لايمكن ان يندرج تحت سقف الوحدة وجمال بن عمر والأمانة العامة تساعد في دخول مثل هذه الشعارات».
وأوضح أن المؤتمر لديه أهداف واضحة ولايمكن أن نتحاور أو نتفاوض على الوحدة، ومن أراد المضي نحو الفيدرالية فلسنا معه.
وأشار إلى أن كل القرارات التي أصدرها هادي في الجانبين العسكري والمدني تصب في صالح الطرف الآخر وهمّش المؤتمر تماما ، مؤكدا أنه الرئيس استسلم لبعض الاطراف التي تُخوِّفه وهو يريد أن ينجو بنفسه.
وقال الشجاع : «أنا كقارئ كنت أعتقد أن الرئيس هادي يستطيع أن يتخلص من كل الأجنحة، جناح الرئيس صالح وجناح علي محسن وآل الأحمر، ويخلق طريقا ثالثا لصالح بناء الدولة، لكنه للأسف لم يتجه الى بناء الدولة وإنما قلم أظافر علي صالح».
وبيَّن أن الإصلاح والمؤتمر يصبان في خانة واحدة، ولكن المناكفات فرقت بين الحزبين.
نص الحوار
* نرحب بك دكتور عادل ونبدأ من واقع مجريات الحوار الوطني، أنتم في المؤتمر الشعبي العام هل تشعرون أن الحوار الوطني خرج عن المسار الصحيح، أم أنه يجري حسب ما تم الإعداد له؟
- ربما يقول البعض إن مؤتمر الحوار لم يخرج عن مساره الصحيح، لكن الواقع يؤكد هذا الخروج، عندما تسمع عن فريق (8+8) ثمانية من الشمال وثمانية من الجنوب، هذه دلالة واضحة أن مسار مؤتمر الحوار قد انحرف عن مساره الطبيعي، عندما يأتي 565 متحاور على أن تكون القصية الجنوبية واحدة من هذه المحاور، يمثلها أربعون، 20 من الشمال و20 من الجنوب، ولكن كان التمثيل على أساس مكونات، حينما يختزل الأربعون إلى (8+8) ليس على أساس مكونات، وإنما على اساس شطري شمال وجنوب، وطالما كانت القضية الجنوبية، كانت هي القضية الأهم وكما ركز عليها الإعلام وركز عليها المجتمع الدولي، وركزت عليها المكونات السياسية وجعلتها في الصدارة، بالتأكيد إن مثل هذا يحرف مسار مؤتمر الحوار ويجعله يحرث في غير الأرض التي وضع لها.
* ما هي إشكاليتكم مع اللجنة المصغرة (لجنة 8+8)، هل من واقع تمثيل الشمال والجنوب كندية، أم من العدد؟
- الحقيقة الشكل لايقدم ولايؤخر، لكن المحتوى، المحتوى أوصلنا إلى أن نخرج من اطار الحوار إلى إطار التفاوض، وهذا التفاوض كان قائم على أساس شمال وجنوب، وبالتالي هذه خيانة للوحدة اليمنية، وخيانة للمبادرة الخليجية، وخروج عن التزامات الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، وخروج على قراري مجلس الأمن 2014، و2051.
* لكن التفاوض كان حاضرا منذ بداية الحوار الوطني كمناصفة بين الشمال والجنوب؟
- لم تكن هذه النسبة على أساس التفاوض، وإنما كانت على أساس مكونات، كان موجود عضو الإصلاح، مثل المؤتمر، مثل الناصري والإشتراكي من المناطق، وكان هناك فصيل متمثل بالحراك الجنوبي، لكن كل هؤلاء كانوا في إطار المكونات السياسية يشكلون نسيجا واحدا، أما مايتعلق بقضية اللجنة المصغرة، فهي لم تكن على أساس مكونات وإنما جاءت على أساس شمال وجنوب، وهذا هو رفضنا لذلك.
* هل الإشكالية في تمثيل الجنوب بمكونات معينة، أم ماذا؟
- ليس الأمر كذلك، نحن مشكلتنا مستقبل البلد، الكل يزعم أنه يذهب إلى اليمن الجديد، ولكننا نرى من خلال قراءتنا الدقيقة للواقع وللتحولات أن هذه المخرجات إذا تمت لن تكون في صالح مستقبل اليمن ولا في صالح مستقبل الأجيال.
* لماذا؟
- أولاً نحن في بلد لايستطيع أن يتعايش إلا في إطار التكامل، التكامل الاقتصادي والجغرافي والسياسي والتكامل الاجتماعي، بلدٌ تعداد سكانه 25 مليون نسمة، بعد سبع سنوات سيكون تعداد سكانه مايقرب من 44 مليون نسمة، إذا ظلت هذه الصراعات أو امتدت الأزمة فإن 44 مليون ستزداد معه البطالة والأمية والأمراض المستشرية، وسترتفع نسبة الجريمة، ثم إننا في بلد ليس فيه وفرة في المياه.
* هذه مشاكل عامة، الكل يعرف بها، لكن لماذا….؟
- “مقاطعا”.. دعني أقول إن هذه المعالجات لاتقدم حلول، وإنما تزيد من المشاكل على المشكلة القائمة، نحن في بلد ليس فيه وفرة مياه، نحتاج إلى تحلية المياه في البحار، والبحار موجودة في المناطق الغربية، والطاقة في اليمن موجودة في المناطق الشرقية ولاتستطيع أن تحرك عجلة شبكة التحلية إلا بطاقة، بالتالي لابد أن يكون هناك تكامل بين المناطق الغربية والمناطق الشرقية، فعندما تسعى إلى إقامة فيدرالية من إقليمين أو حتى عدة اقاليم كما هو مطروح في هذه اللحظة سيعزز مسألة الهوية المناطقية على حساب الهوية اليمنية، وسيخلق مزيدا من الصراعات، لن يكون هناك تكامل اقتصادي.. الذي يستحوذ على الطاقة لن يمد الأقاليم الأخرى بهذه الطاقة، والذي يمتلك المياه لن يسمح بالذي تتوفر له الطاقة بالمياه، وبالتالي سنخلق صراعات قادمة على الطاقة والمياه، صراعنا في اليمن والأزمة التي تفاقمت إلى ما وصلت إليه، والصراع الحالي على مسألة السلطة والثروة، ولاتحتاج إلى أكثر من إعادة توزيع السلطة والثروة، بالتساوي وبالعدالة على مختلف مكونات الشعب اليمني.
* أليست الفيدرالية نموذج من توزيع السلطة والثروة؟
- لايمكن أن يكون ذلك، وأنا لا أقول هذا رفضا للفيدرالية بأنها غير صالحة، أستطيع أن أقول لك بأن الفيدرالية ناجحة في كثير من البلدان، وأستطيع أن أقول إن اللامركزية المفرطة ناجحة في الصين، وهي أكبر دولة في العالم، وأستطيع أن أقول إن اللامركزية والحكم واسع الصلاحيات ناجح في فرنسا، لكن الفيدرالية دوما تقوم في البلدان التي توجد فيها أقليات وإثنيات وعرقيات متصارعة، فتقوم الفيدرالية على اساس وضع اقاليم لهذه الإثنيات والعرقيات حتى تستطيع أن تتوحد فيما بينها، وتخلق سلما اجتماعيا، أما في اليمن لاتوجد عرقيات ولاتوجد إثنيات، على العكس عندما تتحول من الوحدة الشاملة إلى الوحدة الجزئية فإنك تعزز المناطقية لدى هذه الأقاليم، ستجعل ابن اقليم الجَنَدْ كما هو مطروح حاليا، أو اقليم المناطق الشرقية لايقول بعد ذلك أنا يمني أو ينتمي إلى اليمن، هو سينتمي إلى الإقليم الشرقي أو إقليم الوسط أو غيره.
* لكن ألا يمكن أن يصنع نموذج الأقاليم شيء من التنافس على خدمة هذه الأقاليم، عندما يكون لدينا أربعة أقاليم، يكون هناك تنافس بين الأقاليم في من يكون أفضل تنمية واقتصادا؟
- هل نحن غيّرنا الإنسان الذي مايزال يعيش حالة من الصراع مع بعضه البعض حتى نستطيع ان نكيّفه مع الوضع الإقليمي أو الوضع الفيدرالي، الإنسان هو الإنسان والأقاليم والفيدراليات لاتقوم إلا في دولة مركزية قوية تبسط نفوذها على كامل أراضيها وتكون لديها القدرة على أن تبسط نفوذها على الأقاليم التي تتمرد أو تحاول أن تعتدي على الأقاليم الأخرى، مثال على ذلك، نحن لاتوجد لدينا دولة مركزية قوية، اليوم يفجر أنبوب النفط كل يوم مايقرب اربع مرات لاتستطيع الدولة المركزية أن تفعل شيء، حينما يكون هناك إقليم خاص بمأرب، هل سأستطيع أن أجبر صاحب مأرب أن يعطيني فائض من النفط الموجود في المنطقة لصالح المنطقة الأخرى، بمعنى هل تغير الإنسان بمجرد أني سميته إقليم أو فيدرالية….
* “مقاطعا” اذن ماهو الحل؟
- نحن بحاجة إلى إعادة بناء الإنسان، إلى إعادة توزيع فائض القوة، بالنسبة للسلطة والثروة على المحافظات، وفي هذه الحالة نستطيع أن نخلق تنافسا حقيقيا بين هذه المحافظات، عندما تأتي محافظة ريمه وتقدم نموذجا في إطار اللامركزية ستجبر محافظة مأرب على أن تقتدي بها، فعندما يتكلم عن فيدرالية، للأسف أننا نتكلم بعواطفنا ولانتكلم بدراسات ميدانية علمية حتى نستطيع أن نقول الفيدرالية تصلح ولاتصلح، أقول وفق قراءتي المحدودة أن الفيدرالية أو الأقاليم في اليمن تعمل على تشظية وتجزئة الإنسان وتشظي الجغرافيا، ولن تخلق بعد ذلك تكاملا لاعلى المستوى الاقتصادي ولاحتى على المستوى السياسي، بل ستخلق مزيدا من النزاعات.
* حسب وصفك هذا هناك مشكلة، لكن هناك من يقول لماذا أفاق حزب المؤتمر في هذا الوقت تحديدا؟
- الحقيقة المؤتمر لم يُطالب بالفيدرالية، المؤتمر وضع فكرة الأقاليم، ورؤية المؤتمر للأقاليم مازال متمسك بها، لكن المؤتمر كانت رؤيته للأقاليم على أنها تصب في إطار اللامركزية وليس في إطار الأقاليم المستقلة، لأن المؤتمر يُدرك الفرق بين الدولة البسيطة والدولة المركبة، ويدرك أن اليمن لاتصلح لها إلا الدولة البسيطة، لإيمانه العميق بالتركيبة الديموغرافية والسكانية، ولإيمانه بالوضع الاقتصادي الذي لايتحمل أن يكون هناك حكومات محلية وحكومات مركزية وبرلمانات محلية وبرلمان مركزي، وجهاز إداري في كل إقليم، وقوانين تختلف من إقليم إلى آخر، كل هذه تصب في صالح الدولة المُركبة التي لاتصلح لليمن أصلاً، إذا أردت أن تذهب إلى هذه الأقاليم في إطار الدولة المركبة، عليك أن تعمل فترة انتقالية ولكن تطبق خلال هذه الفترة الحكم اللامركزي واسع الصلاحيات، توزع فائض القوة في السلطة والثروة، وتجعل الفترة الانتقالية من سبع إلى عشر سنوات، ثم تجعل المواطن بعد ذلك هو الذي يقرر ما إذا كان يستمر باللامركزية واسعة الصلاحيات، أو يذهب نحو الأقاليم في إطار الدولة المركبة، هذه رؤية المؤتمر الشعبي، ولكن أريد أن أقول إن المؤتمر استدرج في مؤتمر الحوار مثلما استدرجت بقية الأحزاب الأخرى وكانت…
* “مقاطعا” إلى ماذا استدرج؟
- استدرج إلى أن يضع فكرة الأقاليم بمفهومه والذي فهمته…
*”مقاطعا”.. ومن الذي استدرجه؟
- المحاور التي كانت توضع في بداية الحوار، والاستفزازات وتسابق القوى السياسية بعاطفة وليس بوعي، وكل طرف سياسي كان يريد أن يسجل نقاطا على الطرف الآخر كمناكفات سياسية، أعتقد أن حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي كانا يصبان في خانة واحدة، ولكن المناكفات السياسية جعلت الحزبين وهما أكبر الأحزاب في البلد..
*”مقاطعا” الإصلاح في بداية المؤتمر قدّم رؤية الدولة اللامركزية واسعة الصلاحيات، ثم قال انه بعد الحوارات والنقاشات تم الاقتناع بفكرة الأقاليم، حسب حوار لقيادي إصلاحي الأسبوع الماضي بإيلاف؟
- هذا صحيح، الحقيقة أن الإصلاح لم يقتنع، ولا أعتقد أن قناعته مثلما هي قناعة المؤتمر، وقناعة كثير من أعضاء الأحزاب الأخرى الناصريين والاشتراكيين وغيرهم، لا أعتقد أن هناك قوميا أو يساريا يدعو إلى الوحدة العربية ثم يسلم بتفكيك الوحدة اليمنية، لكنني أقول إن الإصلاح قدم نظام اللامركزية ولكنه استدرج عندما رأى أن بقية المكونات تذهب إلى الأقاليم؛ سلم مباشرة دون أن يدافع عن هذه الفكرة، ولو أنه احتفظ بالفكرة لوجد أن البقية ستعود لتدافع معه.
* لكن لماذا هذه الصحوة المتأخرة من حزب المؤتمر، رغم علمه بالمشاورات والحوارات التي كانت تجرى؟
- لا، هناك لبس، المؤتمر مازال متمسكا بفكرة الأقاليم، أنت تتحدث عن رفض المؤتمر وانسحابه لأن هناك طرح أن تكون هناك فيدرالية من شطرين شمالي وجنوبي، والمؤتمر منذ ان دخل الحوار وهو يرفض الحوار على أساس شمال وجنوب، وهو يرفض التفريط بمسألة الوحدة الوطنية، وسلم بمسألة الأقاليم شريطة أن تكون الأقاليم تحت لافتة الوحدة الوطنية، وهو متمسك أيضا بالمبادرة الخليجية التي قالت إن مؤتمر الحوار يأتي تحت سقف الوحدة، اعتقد بان هناك قراءة خاطئة لموقف المؤتمر.
* ما هو موقفه تحديدا وباختصار؟
- موقف المؤتمر هو أن تكون مخرجات الحوار من داخل الحوار وليس من خارجه، هو مع الأقاليم.
* وهل هناك مخرجات من خارج الحوار الوطني؟
- الآن سُربت الوثيقة، وهذه الوثيقة جاءت من خارج الحوار، صيغت في مكتب قانوني في لندن ثم ترجمت للعربية، وجاء بها جمال بن عمر إلى لجنة الستة عشر، عرضها عليهم وقدمت على أنها من مخرجات لجنة الـ16.
* لجنة الـ16 لم تشارك في إعداد هذه الوثيقة؟
- لا، هي لم تشارك، الوثيقة صيغت في لندن، ووضعت عن طريق جمال بن عمر.
جمال بن عمر
* بالمناسبة، هل لديكم في المؤتمر الشعبي العام مآخذ على أداء المبعوث الأممي جمال بنعمر؟
- الحقيقة أن الشعب اليمني شعب طيب، ولو سمعتني وأنا آتي معك، كان الأغلبية منهم يعاتبوني لماذا ذكرت جمال بن عمر بالأمس في مقابلة تلفزيونية، وكلهم يقولون إن هذا ضيف، الشعب اليمني يتعامل مع الآخرين على أنهم ضيوف حتى ولو كانوا محتلين..!!.
جمال بن عمر لم يكن وسيطا أمميا محايدا، هو الذي أعاق المبادرة الخليجية من أول يوم للدخول في مؤتمر الحوار الوطني.
* كيف؟
- جمال بن عمر سهّل دخول الشعارات الانفصالية والأعلام الانفصالية إلى داخل فندق موفمبيك، وهذا مخالف للمبادرة الخليجية، أول من خالف المبادرة الخليجية هو جمال بن عمر، المبادرة تقول إن الحوار تحت سقف الوحدة، والعلم الانفصالي لايمكن ان يندرج تحت سقف الوحدة، جمال بن عمر والأمانة العامة تساعد في دخول مثل هذه الشعارات، بالأمس رأينا شعارات تثير الفتنة ضد المؤتمر الشعبي العام والأمانة العامة هي التي وجهت بالسماح بادخالها.
* حول شعارات الانفصال، البعض يقول انه قد يكون من باب حسن النية لهؤلاء من اجل الدخول في الحوار الوطني، وفي النهاية النتائج هي التي تحكمنا، هل يمكن الحكم على الشعارات من الان؟
- المدخلات أخي العزيز تؤدي إلى مخرجات وحسن النية كان يُفترض أن تتمثل في حل قضايا الناس العادلة، السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يذهب جمال بن عمر إلى الرئيس هادي ويُقنعه بأن يكلف حكومته بالذهاب للمحافظات الجنوبية، وتعمل على حل مشاكل الناس حلولاً ميدانية، لماذا سنتان كاملتان والحكومة لم تتقدم بحل واحد.
* من يتحمل المسؤولية الرئيس أم الحكومة؟
- أنا أقول، إن الطرفين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة، بالإضافة إلى الوسيط الأممي؛ لأن الوسيط الأممي يريد أن تكون مخرجات الحوار ناجحة ولن تكون مخرجات الحوار ناجحة مالم تكن قضايا الناس قد تم حلها، فإذن أنت تعلق قضايا الناس وتعلق البت في حقوقهم ثم تريد مخرجات بعد ذلك، كيف تريد أن يتقبلها المواطن في المحافظات الجنوبية وهو لم يلمسها على أرض الواقع، لأنه يرى أن له مظلمة وهذه المظلمة كان من السهولة بمكان أن يتم حلها، كيف سيتقبل مخرجات الحوار ابن تهامة وابن الجوف وغيره، وهو يعرف أن قضايا لازالت ضائعة ولايستطيع أن يأخذها إلا بعد أن يستخدم القوة.. إذن جمال بن عمر، لم يكن وسيطا أمميا محايدا، كان الرجل للأسف….. “سكت وحرك رأسه يمنةً ويسرة”.
* هل أصبح الرجل مشكلة، بعد أن كان حلا كما كان يفترض؟
- أنا أقول من وجهة نظري إن جمال بن عمر أصبح مشكلة وعليه أن يراجع مواقفه، وأن يمتثل للمبادرة الخليجية ولقراري الأمم المتحدة، وأن يكون وسيطا أمميا محايدا كما كان الأخضر الإبراهيمي، عندما انتدب الابراهيمي إلى اليمن عام 94 قال مقولته المشهورة (إن لم أنفع اليمن، فلن أضرها)، فعلى جمال بن عمر أن لم ينفع اليمن فلا يضرها.
* هل تعتقد ان جمال بنعمر يضر اليمن؟
- نعم، الأفكار التي تطرح من جمال بن عمر، تضر بالقضية اليمنية، وتمدد الأزمة.
* هناك من يقول ان المؤتمر بدأ يشن الهجوم على جمال بن عمر، بعد أن فضح مساوئ المؤتمر، والمعرقلين للتسوية وذكر بعض الأسماء في مجلس الأمن؟
- نحتكم للمبادرة الخليجية، ولقرارات الأمم المتحدة، وإذا وجدنا أن المؤتمر قد خرج عن المبادرة الخليجية وقراري مجلس الامن فجميعنا نقول إنه معرقل ولابد أن تتخذ ضده الإجراءات، أما أن الاتهامات تطلق على عواهنها وأن المخالفين للمبادرة هم الذين يتهمون المؤتمر المتمسك بالمبادرة وبما التزمت به الدول العشر الراعية لها، فأعتقد أن ذلك نوع من صرف الأنظار وصرف الوعي العام للانتباه لمخرجات الحوار التي يصيغها جمال بن عمر، والتي أراد من خلالها أن يفي بالتزاماته، لأنه كان قد قعد مع بعض الحراكيين في بداية الحوار ووعدهم بأنه سيتبنى قضيتهم، وقضيتهم واضحة وهي قضية الانفصال مع العلم أن الحراك الجنوبي لم يكن يطمح للانفصال لأنه يدرك تمام الإدراك أن الانفصال لن يكون في صالحه لأن الحراك ليس فصيلا واحدا، بل عدة فصائل متعددة ومتناحرة حتى ولو رفعت شعارا واحدا.
* جمال بنعمر مفوض دولي، ومبعوث أممي، كيف يمكن أن يخرج عن المبادرة من دون أن يكون هناك حامل وموجه دولي لممارساته، هل هناك تخاذل دولي؟
- بالتأكيد هناك بعض الدول لديها بعض المصالح، الدول العشر الراعية للمبادرة كلها لديها مصالح في اليمن، هناك بعض الدول لديها مصالح في أن يكون الوضع مهترئ وتظل اليمن دولة ضعيفة لاتستطيع أن تبقى دولة مستقرة، وهناك دول تريد أن تكون اليمن مستقرة من أجل ان تستقر مصالحها، وهذه المصالح المتجاذبة؛ جمال بن عمر يستغلها ويحاول أن يشتغل وفقها.
* ماهي خيارات المؤتمر في ظل هذا الوضع الذي نشهده، وماذا عن الوثيقة هل وصلتم لحل نهائي حولها؟
- لم نصل لحل نهائي، هي مطروحة ومعروضة على المكونات السياسية.
* بالنسبة لكم في المؤتمر الشعبي العام؟
- نحن في المؤتمر هناك لاشك اتفاق.
* اتفاق على ماذا؟
- نحن لدينا أهداف واضحة المعالم، بأننا لايمكن أن نتحاور ونتفاوض على الوحدة اليمنية، المؤتمر لديه إجماع بأنه لايمكن أن يقبل بأي حلول تأتي من خارج الحوار الوطني، والوثيقة التي وضعت هي في الأساس إعادة قراءة للوثيقة التي جاءت من لندن وترجمت للعربية، ونحن قدمنا رؤيتنا ردا على هذه الوثيقة ومن منطلق المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن واللائحة الداخلية للحوار.
* هل سيتم الموافقة على المقترحات التي وضعتموها؟
- لا، ستطرح هذه الوثيقة للنقاش، ويدار حولها حوار ونقاش مستفيض، ونرى ماهي ردود الأفعال حولها.
المؤتمر من الداخل
* حقيقةً مايزال هناك اتهامات لحزب المؤتمر بعرقلة التسويات السياسية وعرقلة عمل الحكومة، وان انسحابكم يأتي في هذا السياق، لإفشال الحوار، وإفشال العملية السياسية؟
- سأبدأ من النهاية، المؤتمر الشعبي لم ينسحب من مؤتمر الحوار وإنما انسحب من اللجنة المصغرة (8+8)، وانسحابه ليس عرقلة، لأنه يطالب بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية، أما مانقلته من أن المؤتمر رافض للتسوية ويعمل على إعاقتها، فأنا أقول هذا هو نهج الفاشلين الذي يعلقون سلبياتهم على الآخرين، المالية والداخلية بيد المشترك، إذا وجد فاسد من المؤتمر فعلى المالية أن تحاسبه ماليا وفق الرقابة الممنوحة، وإذا وُجد مجرم من المؤتمر الشعبي فعلى الداخلية أن تضبطه، وعلى العدل والقضاء الذي بيد المشترك ان يقدمه للعدالة، أما أن نلقي الاتهامات على عواهنها فقط فهذا تبرير للفشل الذريع لهذه الاطراف وإلقاءه على الآخرين.
المؤتمر سلم دولة بكاملها، وتنازل عن الرئاسة دون قيد أو شرط، ولو كان يريد الإعاقة لتمسك بالجيش على اعتبار الجيش…
* “مقاطعا” لمن سلمه، ووزارة الدفاع بيد المؤتمر؟
- لم تعد وزارة الدفاع بيد المؤتمر، وزارة الدفاع تتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد الأعلى رئيس الجمهورية، وأنتم تعلمون بأن الرئيس هادي منذ أن تسلم مقاليد الحكم لم يلتقِ بأعضاء المؤتمر ولا لقاء واحد، مع انه يلتقي بكل الأحزاب..!!
* لماذا لم يلتق بكم. اين المشكلة؟
- هناك مشكلة وخلافات لانعلم ماهي خلفيتها، لكن الرجل أعطى ظهره للمؤتمر الشعبي العام، أريد أن أصل معك إلى أن المؤتمر لم يعد بيده عناصر القوة حتى يعيق التسوية، ولو أراد إعاقة التسوية، لما سلم الجيش ولما تنازل عن الرئاسة والحكومة، لكنه من اجل اليمن سلم كل شيء ومضى.
* هل تشعرون بأن الرئيس هادي خذلكم؟
- نحن لانقول أنه خذلنا، وإنما خذل نفسه، المؤتمر لا أعتقد أنه خُذل، إنما الرئيس هادي خذل نفسه، لأنه أصبح رئيسا لطرف واحد ولم يعد رئيسا لكل اليمنيين.
* ربما أراد هادي ان يكون رئيسا لكل اليمنيين وبالتالي رفض الانغلاق في المؤتمر فقط؟
- نحن نتمنى ذلك، ونقول على الرئيس ان يترك المؤتمر وشأنه، ويتفرغ للشعب اليمني جميعه ويتعامل مع المؤتمر كما يتعامل مع أصغر حزب.
* كيف يتعامل الرئيس مع المؤتمر حاليا؟
- هو لا يتعامل مع المؤتمر…
* “مقاطعا” هل هو مقاطع لكم؟
- نعم، كل القرارات التي يصدرها تكون دائما على حساب المؤتمر الشعبي العام، ولم يقف إلى جانبه، ونحن لانريد أن يقف إلى جانب المؤتمر على حساب الآخرين، نقول له فقط أن يكون رئيسا عادلا متوازنا لكل الأطراف.
* هل أقصى هادي المؤتمر من العملية السياسية؟
- بالتأكيد؛ وهذا ماهو واضح على أرض الواقع، كل القرارات التي أصدرها في الجانبين العسكري والمدني تصب في صالح الطرف الآخر.
* لماذا هذا الانقلاب المفاجئ في تصرفات الرئيس هادي رغم أنه كان النائب الأول للمؤتمر واليد اليمنى للرئيس السابق علي عبدالله صالح؟
- هو له تقديراته، وأعتقد أن المحيطين به ومن حوله هم الذين يؤثرون عليه، والرجل لم يضع له مستشارين أمناء حتى يستطيع أن يأخذ برأيهم…
* هناك تعيينات بمستشارين؟
- مؤسسة الرئاسة تفتقر للمشورة الصحيحة وهي تعمل مع جناح واحد، أضرب لك مثالا: كان الشرط الأول خروج الرئيس صالح من الحكم، وبعد ذلك ستصبح اليمن في بحبوحة ونعيم، خرج صالح وقيل يخرج أحمد وستصبح اليمن في نعيم، خرج أحمد علي، ولم يخرج علي محسن الاحمر، ما زال علي محسن هو المستشار لكنه يتصرف كأنه الرئيس الفعلي داخل البلد، مبعوث الرئيس هادي إلى كل الأقطار.
* هل هو برضى الرئيس؟
- هو بضغط على الرئيس، الرئيس هادي امتثل لهذه الأطراف وهذه الأطراف تخوفه وهو يريد أن ينجو بنفسه.
* لماذا يخشى من هذه الأطراف، بينما المؤتمر كان حاميه الأول؟
- لأن قراءته كانت قراءة خاطئة للتوازن في البلد، أنا كقارئ كنت أعتقد أن الرئيس هادي يستطيع أن يتخلص من كل الأجنحة، جناح الرئيس صالح وجناح علي محسن وآل الأحمر، ويخلق طريقا ثالثا لصالح بناء الدولة، لكنه للأسف لم يتجه الى بناء الدولة وإنما قلم أظافر علي صالح.
* لكن الرئيس هادي يشكو في أكثر من مرة من الرئيس صالح، ويقول قولوا للكبير، ويعتبر أن ضرب الكهرباء هي رقصات تيس مذبوح، وهي رسائل تصب في خانة الرئيس صالح كمعرقل لمسار الرئيس هادي؟
- كما قلت دائما: الفاشلين يلقون بتبعات فشلهم على الآخرين، الرئيس صالح يقعد الآن في منزله، وبالتالي أصبح مواطنا وهو رئيس حزب سياسي، مثله مثل أي رئس حزب آخر، وإذا كان الرئيس صالح قد خالف نستطيع أن نحدد ماهي المخالفات، أما أن نقول أنه يخالف ويعرقل ولا نقول أين تكمن هذه العرقلة.
* يقال بانه يحرك عصابات لضرب الكهرباء، ولعرقلة عمل الحكومة؟
- عليك كدولة وحكومة أن تمسك هذه العصابات، وعلى الحكومة أن تمسك الفاسدين وتقدمهم للقضاء وبعدها لكل حادث حديث.
* كيف يمكن أن يقدموا، ونصف قاعدة الحكومة محسوبة على المؤتمر؟
- أنا أتحدث عن وزارة الداخلية المعنية بتوفير الأمن لليمن، مش قادرة تمسك واحد وتقدمه للمحاكمة، لا أعتقد ذلك.
* أعود إلى مسألة فشل الرئيس والحكومة، هل الرئيس فاشل؟
- أنا شخصيا أقول إن الرئيس فشل في إدارة البلد، لأن الأزمة استمرت والقتل استمر والاختلالات استمرت، أنا لماذا انتخبته؟، لكي يوفر لي الأمن والاستقرار والتنمية وليُخرج البلاد من هذه الأزمة، الا ان الأزمة استمرت، والقتل اليومي مستمر للمدنيين والعسكريين، أنابيب النفط تفجر بشكل يومي ولا واحد يقدم للمحاكمة من الذين يفجرون النفط، والكهرباء، هذا هراء اذا كنت غير قادر فعليك أن تترك الامر لغيرك، أما أن تمسك مقاليد البلد ثم تشكو..
* هم يقولون إن هذا الواقع هو الذي تريدون أن يصل إليه الرئيس هادي وحكومة الوفاق؟
- يا أخي العزيز إذا كنت غير قادر على الحكم اتركه، أنت تطلب مني أن أترك السلطة ثم تطلب مني أن أؤمن لك السلطة، أنت معني الآن بالحفاظ على الأمن والاستقرار داخل البلد، أنت معني بتوفير التنمية بالبلد، بالحفاظ على الاقتصاد، اليوم تضاعف الفساد خلال سنة ماحجمه 33 عاما، على الأقل كمواطن كنت أخرج الشارع وأنا مطمئن نفسيا، اليوم المواطن لايشعر بالأمن النفسي…
* لكن المسؤولية لاتقع على طرف واحد، ولا ننسى أن المشترك والمؤتمر يتقاسمون المسؤولية؟
- سأقول لك: نسبة المؤتمر 50% من الحكومة، هات لي وزير من وزراء المؤتمر اصدر قرارا على مستوى وزارته.
* لماذا؟
- لأنه لو أصدر قرار لتم عرقلته في رئاسة الوزراء وهذا ماحدث، أتحدى أي واحد يطلع لي قرار لوزير من وزراء المؤتمر بتعيين وكيل وزارة بينما الأطراف الأخرى تعين حتى على مستوى مدراء العموم ومدراء المدارس..!
* لأنهم لم يكونوا معينين في السابق؟
- لذلك أقول إن اللقاء المشترك حافظ على المؤتمر الشعبي العام بتواجده في الحكومة ورَفَضَهُ في المؤسسات الأخرى، من أجل أن يُحمله الفساد الذي يرتكبه المشترك، لديه 50% في الحكومة، لماذا لايكون لديك 50% في الهيئات، المؤتمر أصبح في لجنة التوفيق مثله مثل أصغر حزب داخل مؤتمر الحوار، كيف تقبل 50% بالحكومة لأنك تريد أن تحمله الفساد ولكنك لاتقبل به في الأماكن الأخرى.
* ماهي خياراتكم البديلة في الوضع الحالي؟
- اذا أراد الآخرون أن يمضوا نحو الفيدرالية نحن لن نكون معهم، وبالتالي سنسجل موقفنا للتاريخ بأننا كنا مع الوحدة اليمنية ولن نرضى خيارا عنها، ومن أراد أن يتحمل وزر هذا التأريخ فليمضي وكفى.

حول الموقع

سام برس