سام برس/ أحمد الشاوش

أستغرب أبناء الشعب اليمني تصريحات السفير الامريكي في اليمن ماثيو تولر ، والمتواجد منذ بداية عدوان التحالف بقيادة السعودية وامريكا في مدينة جده  تبرئة السعودية من عدوانها التي شنته في 26 مارس من العام 2015م ، وحلقات جرائمها الارهابية التي سفكت دماء الاطفال والنساء والشيوخ في الاسواق والمستشفيات والمدارس والبيوت الامنة وتدمير مقدرات الشعب اليمني على مدار الساعة في اليمن.

كما عبر اليمانيون عن أمتعاضهم الشديد من حالة التضليل والمغالطة والسقوط الدبلوماسي والاخلاقي لشخصية سفير واشنطن التي تتشدق بلادة بالديمقراطية والحرية والشفافية وحقوق الانسان ، في حين تقدم بلادة الدعم اللوجستي والسلاح الفتاك والقنابل المحرمة دولياً لنظام ملكي وديكتاتوري ومستبد متمرد لايؤمن بالحرية والقيم الديمقراطية ، وانما يتخذ من السيف وسيلة للبقاء في الملك والمعتقلات والتصفيات واساليب التهديد والترغيب سياسة ممنهجة في وجه أي انتقاد أو رؤية سليمة من شأنها التداول السلمي للسلطة وأحترام انسانية الانسان.وأكد سياسيون يمنيون ان تصريحات السفير ماثيو تولر ، في مقابلة مع راديو Public Radio

International (PRI): " بأن بلاده لا تملك نفوذا على الأطراف اليمنية لفرض وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بينها يمثل قمة الافك والدجل الدبلوماسي ومغالطة للرأي العام الدولي ، ولفت الانظار بعيداً عن الدور " القذر" للولايات المتحدة الامريكية في اليمن والتغطية الانتقادات الموجهة  لدور واشنطن في العدوان على اليمن والصراع اليمني الذي أشعلت ناره الرياض وواشنطن.

كما أن اعتراف السفير الامريكي بإن واشنطن ليست في وضع يسمح لها بتطبيق وقف اطلاق النار ، وقوله نحن ببساطة لا نملك قوة على الجماعات التي تتقاتل على الأرض نتيجة للحرب الاهلية وان اليمنيون يتقاتلون فيما بينهم، وإلى حين حصول واشنطن على بعض الآليات لإجبار اليمنيين على التراجع وتقديم التنازلات السياسية، وتأكيدع بإن الصراع سيتواصل.. يأتي في اطار التبريرات الزائفة والكلام الاستهلاكي في محاولة لاقناع المجتمع الدولي ودفع التهمة عن جرائم الرياض وواشنطن والامارات.

وأشار تولر إلى أن ما تقوم به الدبلوماسية الأمريكية في اليمن "هو التباحث مع جميع مكونات المجتمع اليمني في المنفى، ونحن نضع وسائل فريدة ومبتكرة من أجل البقاء على اتصال مع حلفاء … داخل اليمن. ومن ثم، بطبيعة الحال، نحن أيضا نتباحث بانتظام مع حكومات التحالف العربي، خاصة السعودية والإمارات".

ومن الطبيعي أن السفير تولر قال: "نحن شريك أساسي للسعودية في مجال الأمن ونزودها بالسلاح"، لكنه سرعان ما أضاف أن "الصراع في أساسه هو بين اليمنيين، وليست السعودية طرفا فيه... وهذااااااااااااالكلام غير طبيعي ويحمل الكثير من حديث الافك .

كما حاول يلفت الانظار بعيداً عن حقيقة الصراع من إن السعوديين تدخلوا نيابة عن اليمنيين الذين يشعرون بأنهم في وضع عسكري أضعف ويريدون أن يستأنفوا الانتقال السلمي" في اشارة الى دعم قوات الشرعية والمليشيات الاخرى للقاعدة والجنجويد وبلاك ووتر.

كما اعتبر السفير الامريكي " تولر" أن الحل السياسي في اليمن يجب أن تشارك فيه كل الأطراف وعلى جميعها تقديم بعض التنازلات ، لاظهار ان واشنطن تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف وفق سياسة التضليل.

وقال تولر إنه يمارس العمل الدبلوماسي في اليمن على الرغم من صعوبته، وبشكل خاص في ظل الظروف الحالية، "لأننا نرى أن المصالح الأمريكية مهمة جدا، وأنه إذا لم نشارك، فمن المؤكد أن الصراع سيصبح أسوأ".

وتابع: "في نهاية المطاف سوف تصبح مصالحنا أكثر عرضة للخطر في هذه المنطقة، إذا لم نكن جزءا من الحل الذي سيؤدي إلى استقرار اليمن وبقائه موحدا".

لكن كثيرين يرون أن واشنطن لا تبذل كل ما بوسعها لتقريب الحل في اليمن أولا، وأنها ليست وسيطا نزيها في تسوية الأزمة اليمنية ثانيا.

وقالت الباحثة الامريكية كاثرين زيمرمان في واشنطن، أن الولايات المتحدة "أن  تواجد السفارة  الامريكية على الأراضي السعودية يوحي بأن واشنطن تتحالف مع طرف ضد طرف آخر في الصراع اليمني، وذلك فضلا عن توريدات السلاح الأمريكي للرياض التي يرى الكثيرون أنها تغذي نيران الحرب الدائرة في اليمن ، بحسب ماذكرته  www.pri.org.

واعتبرت زيمرمان أن واشنطن تفتقر النهج المستقل في اليمن، وتسير بإيقاع موحد مع العملية  السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ومع السعودية.

ولفتت الباحثة إلى أهمية استدارة الولايات المتحدة نحو التعامل بشكل أوثق مع مزيد من الأطراف اليمنية، ومع قطاعات خارج النخبة القائمة في واجهة الحياة السياسية في البلاد: "هناك ملايين من الناس خارج العاصمة لهم مصالح ومطالب، وهذا هو سبب وجود نزعات معارضة قوية عبر البلاد".

حول الموقع

سام برس