سام برس

نقلاً عن رأي اليوم :

سيّد المقاومة، الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، ربمّا هو أحد أهّم القادة والزعماء العرب، الذين يحظون باهتمام بالغٍ في الرأي العّام الإسرائيليّ والغربيّ على حدٍّ سواء، ولكن ما يُثير الدهشة ، هو أنّ الجامعات في إسرائيل وفي عددٍ من الدول الغربيّة تقوم بتدريس شخصيّة السيّد نصر الله في الجامعات.

والنص الذي تضعه “رأي اليوم” أمامكم، هو لبروفيسور أمريكيّ يتحدّث للطلاب في إحدى المُحاضرات عن شخصيّة نصر الله بلغةٍ أكاديميّةٍ، ولكن على ما يبدو، لم يتمكّن الأستاذ الجامعيّ من عدم الولوج، ولو قليلاً، بشكلٍ شخصيّ في تحليل شخصية نصر الله المُثيرة والجذابّة، وتأثيرها العابر للقارّات.

وفيما يلي النص، كما نُشر على موقع (يوتيوب)، يقول المُحاضر: أتحدّث اليوم عن السيّد حسن نصر الله لأنّه تركيبة مهمّة.

فعندما تُتابعون خطاباته تجدون أنّه يُشير دائمًا إلى القرآن الكريم والإسلام والتاريخ الإسلاميّ، قبل أنْ ينتقل إلى تحليل الواقع السياسيّ بدهاءٍ وخبرةٍ.  وتابع: في الحقيقة إنّه لأمر مُمتع جدًا أن تُتابع خطابًا لنصر الله، وسأقتبس هنا جزءً من أخر خطاب له، على ما أعتقد في يوم الشهيد.

هذا الخطاب، قال البروفيسور الأمريكيّ، شكّل بالنسبة ليّ صدمةً، فنصر الله لم يستشهد خلاله بمذكرات توني بلير فقط، بل بمذكرات جورج بوش الابن أيضًا، وهنا أذكر أنّ مذكرات جورج بوش، نُشرت قبل خمسة أيّامٍ من موعد الخطاب الذي تطرّقت إليه، أيْ خطاب نصر الله، وكأنّه قرأ مذكرات بوش قبل أنْ يقرأها بوش نفسه، وهذا بالنسبة لي مثالٌ يجب أنْ نضعه في أذهاننا، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً: أنا لا أقول إنّ القيم القرآنيّة ليس لها أيّ مكانٍ، ولن أقول لأيّ شخصٍ إنّ هذه القيم لا مكان لها، لكن أنظروا إلى أخر ثلاثة أجزاء من خطاباته، فهو يُدخل عليها الطابع العلمانيّ وتحتوي على كثيرٍ من الدهاء، وفي الواقع فإنّكم تتعلّمون دائمًا من خطابات نصر الله، وأقول بصراحةٍ هنا، أنّ السيّد نصر الله، هو القائد السياسيّ في العالم الذي تتعلّمون من خطاباته، فهو معلّم، بحسب توصيفه.

ولفت المحاضر في سياق حديثه أمام الطلاب إلى أنّ نصر الله ليس مبتذلاً كالرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما، قائلاً: لم أعُد أحتمل أوباما أكثر من ذلك، فهذا الرجل يقودني إلى الجنون. فعلاً أنتم تتعلّمون أنّ هناك مادّة، وأنّ هناك ما ينبغي أنْ تُفكّروا فيه. نصر الله، تابع المحاضر، يجلس ويقرأ الصحف الإسرائيليّة ويقرأ جميع كتبهم ويعلم بهم جميعًا، وهكذا ينبغي علينا أنْ نكون، ينبغي علينا أنْ نعلم ونعرف لغتهم، وأنْ نعلم نقاط ضعفهم. ويجب علينا أنْ ندرسهم، ويجب علينا أنْ نمتلك القدرة لإجابتهم، لأنّ لديهم هذه الكميّة الكبيرة من الأكاذيب، وهذا عمل صعب، لكن علينا إنجازه للشرح ولفضح كلّ كذبةٍ.

وشدّدّ المُحاضر على أنّ هذا العمل لا يتّم بقراءة القرآن، ولكن الطريقة هنا بما يفعله السيّد حسن نصر الله. فهو يقرأ الصحف، ويقرأ المذكّرات، ويستفيد من المعلومات بدهاءٍ ليجلب العار لأعدائه، وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعل من حزب الله يمتلك القدرة على أنْ يحتّل مكانةً هامّةً في العالم، وحزب الله ما زال معنا، وهذا هو السبب لكون القوى السائدة والمُسيطرة على العالم تتآمر عليه كلّ يومٍ، أكّد المحاضر.

وأشار إلى أنّ هذا هو السبب الذي من أجله يُريدون تدميره، ليس لأسبابٍ دينيّةٍ، أنمّا لأنّه ذكيّ ومختّص، بل لأنّه أيضًا يُرعب المُرعَبين. واختتم قائلاً: قد تقولون إنّ هذه هي إرادة الله، لكنّ السيّد نصر الله غيرُ قابلٍ للفساد، ولذلك يُحاولون تدميره، وأنا أعتقد بأنّ هذا مثال جيّد لكي نُحافظ على مبادئنا، وهنا لا أُقدّم الوعظ لأحدٍ، ولكن ليس هناك أيّ طريقةٍ لتدمير أعداؤنا إلّا إذا عرفنا لغتهم وحقائقهم وكيف نستطيع الردّ عليهم.

حول الموقع

سام برس