كتب/ عارف الاتام
كشف الدكتور محمد أحمد الكامل، أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل، رئيس المركز الاقليمي لمكافحة "الليشمانيا" في اليمن عن استيطان مرض "الليشمانيا" بانواعه الثلاثة في اليمن وبشكل خفي عن الخرائط الوبائية العالمية لهذا المرض.
واوضح الكامل اثناء مشاركته في المؤتمر الثاني والعشرون للأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية ان حجم انتشار مرض "الليشمانيا" في اليمن تجاوز كثيرا حجم انتشاره في بعض دول الشرق الأوسط المجاورة وبعض الدول الاستوائية وشبه الاستوائية التي يشتهر المرض ياستيطانه فيها

وأعلن الكامل ولاول مرة عن احصائية لهذا المرض في المؤتمر الذي يختتم اعماله غدا الاحد في اسطنبول تحت عنوان "الأمراض الجلدية والتناسلية في عالم متغير" من خلال عملية رصد قام به المركز الاقليمي لمكافحة "الليشمانيا" باليمن ان عدد المصابين بمرض "الليشمانيا" في اليمن يتخطى 180 ألف حالة 90% منهم نساء وأطفال تحت سن 17 سنة، 3% مصابون بالنوع الحشوي، 49% مصابون بالنوع المخاطي و 48% مصابون بالنوع الجلدي وأن ضحايا "الليشمانيا" الحشوية يموتون دون تشخيص

وينبه أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل من الانتشار السريع للمرض خصوصا في القرى النائية والبعيدة في جميع محافظات الجمهورية وبالأخص محافظة البيضاء وحجة وذمار وتعز حيث يتكاثر الطفيل سريعا في جسم الانسان ويسبب أحد أشكال المرض الثلاثة وهي "الليشمانيا" الجلدية أو المخاطية أو الحشائية وتؤدي الأخيرة الى الوفاة المؤكدة ان لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكرا، وتتفاوت الأعراض من حبوب وقرح صغيرة وكبيرة في الجلد والأغشية المخاطية للأنف والفم والحلق الى تضخم في الطحال والكبد والغدد الليمفاوية مصحوبة بارتفاع متقطع في درجات الحرارة وفقدان للشهية ونقص في الوزن التي قد تقود لاحقا الى الوفاة الناتجة عن فقر الدم ونقص المناعة والعدوى البكتيرية أوالفيروسية المصاحبة

ويردف رئيس المركز الاقليمي لمكافحة "الليشمانيا"ان أهم المضاعفات التي يتعرض لها مريض "الليشمانيا" بسبب سوء التشخيص أو تأخره أو عدم توفر العلاج ومن أهمها الوفاة والتشوهات والاعاقات والوصمة الاجتماعية والجمالية والنفسية التي تصحب المريض أو المريضة فتمنعه من ممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي وعزوف المريضة مثلا عن الزواج في أحوال كثيرة

ويبين ان مرض "الليشمانيا" يسببه طفيل صغير انتهازي وحيد الخلية وتنقله من الانسان الى الانسان أو من الحيوان كالكلاب والقطط والثعالب والفئران الى الانسان ذبابة صغيرة تسمى ذبابة الرمل وهي ثلث حجم النامس المعروف تقريبا، وتتكاثر هذه الذبابة في القرى النائية وبالذات الجدران المتشققة وبين أخشاب الأسقف وفي حظائر الحيوانات والوديان، تنشط ليلا بعد الغروب وحتى طلوع الشمس، وتطير بالقفز على ارتفاعات منخفضة دون صوت يذكر، تلذغك في صمت وترحل بعد أن تزرع الطفيل داخل الجلد أثناء تناولها لوجبتها الدموية منك،

ويحذر الكامل من استخدام العلاجات الشعبية مثل "العضة" و "الفخاخ" وغيرها من الوسائل التقليدية التي يلجأ اليها المرضى الغير قادرين على الوصول الى الخدمة الطبية يؤدي الى كثير من المضاعفات والتشوهات المزمنة

وناقش الكامل مسببات انتشار المرض الى مناطق لم يكن موجوداً بها من قبل لافتا أن ضعف البنى الصحية التحتية وندرة الابحاث حول المرض وضعف وسائل التشخيص وغلاء العلاج النادر أصلاً اضافة الى الفقر والجهل من أهم أسباب استفحال المرض في اليمن كما تحدث الكامل عن تجربة المركز الاقليمي لمكافحة "الليشمانيا" ( RLCC ) الذي تاسس بالشراكة مع الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية والجمعية الدولية للأمراض الجلدية بالولايات المتحدة الأمريكية، في مكافحة هذا الداء وتخفيف معاناة المرضى المصابين به وناقش اسهامات المركز ودوره في توعية المجتمع وتقديم الخدمات الطبية للمرضى من خلال فروعه وحملاته الميدانية وتوفير العلاج للمحتاجين.

ودعا الكامل المجتمع الدولي ووسائل الاعلام والجهات ذات العلاقة في اليمن الى استشعار خطورة انتشار هذا المرض في اليمن وأخذها بعين الاعتبار في دراساتهم وأبحاثهم وضرورة توفير الدواء للمحتاجين اليه أينما كانوا وبالمجان كونهم ينتمون الى أفقر طبقات المجتمع



حول الموقع

سام برس