سام برس
تشهد أمانة العاصمة صنعاء وبعض محافظات الجمهورية حالة من الإستعداد والتأهب الأمني من قبل قوات الأمن والجيش عقب تأكيدات مصادر أمنية عن اكتشاف مخططات تخريبية لتفجير الوضع الأمني في البلاد.
وانتشرت وحدات أمنية حول دار الرئاسة ومقرات الوزارات والسفارات الأجنبية والعربية وفي مقدمها السفارات التي أعلنت إغلاق أبوابها وهي سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ووضعت حواجز أسمنتية على الشوارع المتفرعة والقريبة من السفارات ؛ كما تم تشديد الإجراءات حول الشركات النفطية وإقامة مزيد من النقاط الأمنية المتنقلة في شوارع صنعاء بحثا عن سيارات مشتبهة وأشخاص مطلوبين.
وشددت وزارة الداخلية اليمنية على الأجهزة الأمنية بمختلف المحافظات بإعداد خطة أمنية عاجلة ولتأمين وحماية المرافق والمنشآت الحيوية خلال إجازة عيد الاضحى المبارك، بما يكفل تعزيز الأمن والاستقرار.
وأكدت الداخلية على ضرورة أن تتضمن الخطة الأمنية الخاصة بعيد الأضحى المبارك تشديد وتعزيز الإجراءات الأمنية على المنشآت والمواقع الهامة والاستراتيجية، بما فيها السفارات والموانيء والمطارات، وكذا أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية في المحافظات التي تمر فيها.
وأوضح مصدر أمني أن ذلك التأهب جاء عقب تهديدات القاعدة بضرب مواقع عسكرية ، وكذا خشية قيام عسكريين محتجين باقتحام القصر الجمهوي.
وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية في مأرب تمكنت من ضبط 3 سيارات مفخخة قادمة من محافظة شبوة ، مشيرا إلى أنها قدمت لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف منشآت ومواقع أمنية ومدنية هامة، ما دفع الأجهزة الأمنية في مأرب (شمال اليمن)، إلى رفع درجة تأهبها واستعدادها الأمني لأعلى المستويات.
وأضاف المصدر : «إن إدارة أمن محافظة مأرب تلقت بلاغا عن دخول ثلاث سيارات مفخخة، انتشرت على إثره قوات الأمن المعززة بالآليات العسكرية لتعزيز الحماية الأمنية حول المواقع والمنشآت السيادية والحيوية والنفطية تحسبا لأية هجمات إرهابية قد تستهدفها».
ونقل مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية عن أفراد النقطة الأمنية بمأرب قولهم : «إن إحدى السيارة الهايلوكس المضبوطة كان يقودها شخص من أهالي مديرية عين بمحافظة شبوة اسمه «أحمد . ع . ع البدري» 20 عاما».
وأوضح المصدر أنهم قدموا إلى صنعاء بهدف تنفيذ هجمات إرهابية واسعة تستهدف سفارات دول غربية وعربية ومنشآت حيوية أخرى بينها مقري وزارتي الدفاع والداخلية ودوائر عسكرية وأمنية واستهداف ضباط في الجيش والأمن، انتقاما لمقتل 17 من قيادات وعناصر القاعدة بغارات جوية أمريكية من دون طيار في محافظات أبين وشبوة وحضرموت خلال الأيام الماضية.
وأكد أن المخطط الإرهابي للتنظيم يتضمن استخدام دراجات نارية في عمليات اغتيال وتوجيه انتحاريين بسيارات مفخخة بالتنسيق مع خلايا التنظيم الموجودة في صنعاء في تنفيذ مخطط التنظيم، مشيرا إلى أن السلطات اليمنية شددت من الإجراءات الأمنية حول دار الرئاسة وأغلقت منطقة السبعين المحيطة بها.
وهدد فرع تنظيم القاعدة في اليمن ،الاثنين، بشن المزيد من الهجمات على بعض المواقع العسكرية ، لافتا إلى أن هجومه على مقر قيادة الفرقة الثانية في المكلا الشهر الماضي استهدف غرفة عمليات تستخدمها الولايات المتحدة في توجيه ضربات بطائرات بدون طيار وهدد بتنفيذ المزيد من هذه الهجمات.
وغادر الرئيس عبد ربه منصور هادي ،الإثنين، العاصمة صنعاء متجها إلى سقطرى.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وصل ،الإثنين، إلى أرخبيل سقطرى في زيارة تفقدية لأوضاع الأرخبيل والوقوف على الاحتياجات التنموية والخدمية لأبناء سقطرى ومشاركتهم الاحتفالات بالعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة وعيد الأضحى المبارك.
وسيلتقي هادي خلال زيارته بالقيادات التنفيذية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية والمواطنين في مديريات الأرخبيل.
وتأتي مغادرة الرئيس هادي للعاصمة صنعاء ، بعد أن تحدثت تقارير صحفية، عن مغادرة نصف وزراء حكومته أراضي البلاد، إلى بلدان عربية وغربية، لقضاء إجازة العيد في ظل وضع امني واقتصادي متدهور.
من جهته اعتذر الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن استقبال أنصاره بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وقال موقع حزب المؤتمر الشعبي العام إن الرئيس السابق أصيب «بصدمة برد شديدة» ستمنعه من استقبال «جموع المهنئين» بعيد الأضحى المبارك هذه المرة.
وأوضح موقع الحزب نقلاً عن مكتب صالح انه «نتيجة للحالة الصحية للزعيم جراء إصابته بصدمة برد شديدة سيتعذر عليه استقبال جموع المهنئين بالعيد».
وأضاف إن «رئيس المؤتمر الشعبي يعز عليه عدم استقبال آبائه وإخوانه وأبنائه ومُحبيه في هذا العيد الذين يتوافدون من كل محافظات الجمهورية تعبيراً عن محبتهم وحرصاً على تقديم التهاني والتبريكات له في كل مناسبة دينية ووطنية».
واعتبر مراقبون أن اعتذار الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن استقبال تهاني العيد يدل على أن هناك مؤشرات لخطورة الوضع خلال إجازة العيد ، وأن هناك مخططات يستعد تحالف الحوثي وصالح تنفيذه لإقلاق الأمن والسكينة العامة في الوطن.
وعززت مغادرة الرئيس هادي ورئيس حكومته محمد سالم باسندوه ومعظم الوزراء العاصمة صنعاء تلك المؤشرات التي تنبئ بتفجير الأوضاع.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مصدر أمني في وزارة الداخلية لـ «الخبر» أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على خلية حوثية كانت تخطط لمهاجمة مبنى وزارة الداخلية من الجهة الشمالية بالعاصمة صنعاء.
وأكد المصدر في حديثه لـ «الخبر» أنهم تمكنوا من اكتشاف الخلية بعد مراقبة أفرادها ومعهم عدد من العناصر الميدانية التي كانت تقوم بنقل أسلحة إلى بعض المباني المجاورة للوزارة.
وأوضح المصدر أنه تم القبض على عدد من العناصر الميدانية التي تساند الخلية وذلك قبل تنفيذهم الهجوم على مبنى الوزارة ويجري التحقيق معهم.
وأشار إلى أن عملية إلقاء القبض على الخلية كانت أواخر الاسبوع الماضي وأن مخططها يأتي ضمن شبكة كبيرة تسعى لإثارة الفوضى وإقلاق الامن والاستقرار في عدد من أحياء أمانة العاصمة.
وشهدت العاصمة صنعاء ،الأسبوع الماضي، استنفار أمني لم تشهده من قبل استعداد لمواجهة مخطط تخريبي كبير يستهدف مؤسسات أمنية وعسكرية ومواقع أعدت للإحتفال بالذكرى الـ 50 لثورة 14أكتوبر 1963م.
وتزامن الإستنفار الأمني مع حضور الرئيس هادي حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية من قوات الحماية الرئاسية وعروض وتدريبات عسكرية للطيران الحربي اليمني.
وكان مصدر أمني رفيع كشف لـ «الخبر» عن مخطط يستعد ثلاثي التخريب في اليمن (أنصار النظام السابق، والحوثيون ، والحراك الجنوبي ) لتنفيذه في الفترة الراهنة بهدف إسقاط العاصمة صنعاء بالتزامن مع عدن.
وأكد المصدر في حديثه لـ «الخبر» عن ما أسماه (غرفة عملية إدارة الأزمة) يدريها تحالف الحوثي وأنصار النظام السابق ويتمثل مخططها بقيام الحوثيين بتوجيه أنصارهم والموالين لهم التدفق إلى صنعاء بحجة التسوق للعيد ، بينما يتم تسليحهم وتوزيعهم فور وصولهم إلى صنعاء على أماكن يعتبرها التحالف مواقع استراتيجية لإنجاح مخططه لإسقاط العاصمة وإغراقها بالفوضى ، خصوصا وأن تلك الموقع قد تم تكديسها في فترات سابقة بمختلف الأسلحة.
وتعمل جماعة الحوثي المسلحة على تكديس الأسلحة والذخائر في مواقع متفرقة من أمانة العاصمة صنعاء ، حيث رصدت أجهزت الأمن 450 منزلاً في أحياء مختلفة بالعاصمة صنعاء ، تم إستئجارها من قبل جماعة الحوثي لتخزين الأسلحة فيها.
وكشفت مصادر أمنية ،في وقت سابق، لـ «الخبر» عن أسماء الأماكن التي يخزن فيها الحوثيون الأسلحة في منازل بأحياء متفرقة من العاصمة صنعاء وبعض المناطق المحيطة بها.
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت منازل في سوق الملح بصنعاء القديمة ومديرية شعوب شمال شرق صنعاء، وفي منطقة نهم شمال شرق العاصمة ، وكذا منطقة الجراف شمال صنعاء ، التي تؤكد مصادر إستخباراتية أنها تحوي أكبر ترسانة أسلحة تابعة للجماعة.
وبحسب المصادر فإن عملية تخزين الأسلحة من قبل جماعة الحوثي لم تتوقف عند إستخدام المنازل فقط ، بل تم إكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة مخزنة في مقبرة الصياح، وفي مقبرة المشهد بشعوب.
وأوضحت أن قوات الأمن تمكنت من مداهمة منازل ومصادرة تلك الأسلحة التي تخزنها جماعة الحوثي في احياء مختلفة من العاصمة ومصادرة كميات كبيرة منها.
ويبدي مواطنون مخاوفهم من عملية التخزين هذه والتي تتم في مناطق مأهولة بالسكان ، بل وتزدحم بعشرات المنازل التي تقطنها آلاف الاسر، وهو مايستدعي يقظة دائمة من كافة الاجهزة الأمنية والتنبه لذلك.
هذا وتشهد البلد خلال الفترة الراهنة حالة من الإرباك والفوضى المتعمدة التي تثيرها بعض الأطراف بهدف وضع عراقيل من شأنها إفشال مؤتمر الحوار الوطني.

حول الموقع

سام برس