سام برس / متابعة / احمد الشاوش
تحتضن عاصمة الصحافة الدولية " تونس" ، فعاليات المؤتمر الـ 30 للاتحاد الدولي للصحافة للعام 2019 م ، تحت شعار "مؤتمر تونس .. من أجل صحافة حرة" ، بحضور 300 قيادياً ونقابياً من 140 دولة.

المؤتمر الذي ينظم لأول مرة منذ يوم الثلاثاء الماضي ، يستمر أربعة أيام في تونس الخظراء ، بحضور 300 قيادي تُعلق عليه الكثيرون من الآمال والنقاشات الفعالة في محاولة لاخراج الاعلام العربي من حالة الموت السريري وانعاش اخلاقيات المهنة واحداث واقع اعلامي أكثر حرية ومهنية ومصداقية وشفافيه يلبي طموحات وآمال أصحااب السلطة الرابعة والمجتمع الدولي الباحث عن المعلومة الحقيقية التي تُساهم في بناء عالم يملك الكثير من المعرفة والحقائق بعيداً عن التدليس والنفاق والارتزاق والرعب ومقص الرقيب .

كما ن المؤتمر الذي يشارك فيه 300 نقابيا ينتمون إلى 187 نقابة إعلامية من 140 دولة حول العالم، سيناقش عدد من القضايا الاعلامية الهامة بينها اشكالية الإفلات من العقاب والجوانب القانونية المنظمة لحرية الصحافيين وعملهم. وكذلك مناقشة الميثاق العالمي لأخلاقيات الصحفيين وتقارير اجتماعات لجان القرارات واللجان المالية للاتحاد.

ومن المرجح انتخاب مجلس المساواة بين الجنسين للاتحاد الدولي للصحفيين، بالإضافة إلى انتخاب هيئة الرئاسة واللجان الخاصة، ليختم بتقديم الأمين العام للاتحاد تقريره عن الفترة السابقة للدورة التاسعة والعشرين، ووضع خطة عمل جديدة للفترة المقبلة.

صحفيو اليمن بدون مرتبات وفي السجون :

ورغم فعاليات المؤتمر التي خُصصت لمناقشة عدد من القضايا الاعلامية الهامة ، إلا اننا في صحيفة " سام برس " كنا ومازلنا نأمل ان تقوم نقابة الصحفيين اليمنيين بدورها القانوني والاخلاقي والمهني والانساني في مطالبة حكومة اليمن الشرعية بصرف مرتبات " الصحفيين " في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية ، وان لاتتحول قياداتها المرفهة التي وصلت بإصوات وثقة منتسبيها الى مكانة رفيعة الى ممارسة الشللية واعمال المليشيات ضد الكثير من الصحفيين والتغاضي عن حقوقهم المالية وغيرها .

وكنا نأمل طرح قضايا الصحفيين اليمنيين الذين يتضورون واولادهم جوعاً ويعانون من المرض والاقصاء والسجون والطرد من بيوت الايجار وعدم تقديم المساعدات الغذائية بعد ان قطعت رواتبهم وتم تغييب البعض منهم نتيجة للصراع الدموي والحرب القذرة ، إلا انه الملاحظ ، انه يتم التعامل بمعيارين مع بعض الاعلاميين المحسوبين على اتجاهات واراء واحزاب معينه ، رغم ان المؤتمر كان ومازال فرصة لتسليط الضؤ على تلك الاشكاليات وتفاعل القيادات الصحفية والاعلامية الحاضرة مع الاخوة التونسيين والاتحاد الولي للصحافيين لتحريك المياة الراكدة والضغط على حكومتي صنعاء وعدن بصرف الرواتب ووقف الاجراءات التعسفية واطلاق السجناء.

وفي تصريح لوكالة " سبوتنيك" ، قال : رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجي البغوري ، أن احتضان بلده لهذا المؤتمر الدولي كأول بلد عربي وأفريقي ليس إلا دليلا على نجاح تونس في كسب رهان الحرية والديمقراطية.

ويضيف البغوري، أن بلاده صنفت قبل 10 سنوات كأسوأ البلدان في العالم من حيث حرية الصحافة في ظل نظام قمعي استبدادي، مؤكدا أنه ومنذ ثورة 2011 شهدت الصحافة التونسية انتعاشة غير مسبوقة، تدّعمت بقوانين منفتحة في مجال النفاذ إلى المعلومة صنفت كأحد أهم القوانين في العالم، إلى جانب ضمانها لحرية الاتصال السمعي البصري وإحداث هيئة تعديلية لذلك.

في المقابل، نوه نقيب الصحفيين التونسيين بالتهديدات الحقيقية التي تعصف بحرية الصحافة، انطلاقا من حملات التهديد التي تطال اليوم عددا من الصحفيين، مرورا بصعود ما أسماه بالحركات الشعبوية التي ترى في الحريات بشكل عام والصحافة بشكل خاص تهديدا للتنمية الاقتصادية وللاستقرار السياسي ولقوات الدولة. حركات يقول البغوري إنها تغلغلت في المشهد الإعلامي وأضفت عليه ممارسات مخالفة للقانون.

وشدد المتحدث ذاته على ضرورة إصلاح الإعلام العمومي والبحث في سبل التصدي لهشاشة التشغيل وللعمل في ظروف غير آمنة بأجور غير مجزية لفئة كبيرة من الصحفيين وخاصة الشباب منهم.

ويعتقد ناجي البغوري أن من بين أهداف هذا المؤتمر دعم التضامن والتماسك الدوليين بين الصحفيين من مختلف أنحاء العالم في ظل مناخ دولي يزداد فيه التحريض على حرية الصحافة والتضييق على الصحفيين مع تصاعد الحركات المناهضة لحرية الصحافة والإعلام في بيئة عربية ما تزال تسودها حالة عدم الاستقرار والدكتاتورية العسكرية والحكم الانفرادي، إضافة إلى تصاعد التيارات الدينية المتشددة.

ويضيف البغوري "مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" وضبابية مصير الصحفييْن التونسييْن "نذير القطاري" و"سفيان الشورابي" وعشرات الصحفيين أو المئات ممن يقبعون في السجون، ستظل جميعها وصمة عار على جبين الأنظمة وأكبر دليل على أن مهنة الصحافة أصبحت بمثابة مغامرة غير محسوبة العواقب".

من جانبه اعتبر رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي خلال افتتاح المؤتمر، أن تونس سائرة في درب الديمقراطية بما تقتضيه من احترام لحرية الصحافة ووعي بدور الإعلام الهام في الانتقال الديمقراطي والتنمية بمختلف جوانبها، مؤكدا أن بلاده ستسعى إلى تنقية المنظومة القانونية والجزائية من كل القوانين السالبة للحرية، وأنه:

"لم يعد من المقبول ولا من الممكن سجن أي صحافي بسبب فصل كتب في جريدة أو في أي وسيلة إعلامية أخرى".

ويضيف السبسي أن في منح تونس شرف تنظيم هذا المؤتمر لأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا اعتراف ودعم للتجربة الديمقراطية والمكاسب التي حققتها البلاد خلال السنوات التي تلت الثورة.

الإفلات من العقاب فضيحة

وبدوره أكد الأمين العام الحالي للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بلانجي في تصريح لـ"سبوتنيك" أن مؤتمر هذا العام سيذكره التاريخ على اعتبار أنه يمثل نقلة نوعية من حيث التواجد الجغرافي، إذ يجتمع الاتحاد منذ سنة 1926 أي منذ تأسيسه لأول مرة في العالم العربي وفي القارة الإفريقية وهو ما يمثل وفقا لبلانجي نقطة مهمة بالنسبة لصحفيي هذه القارة على اعتبار أنها ستكون محلا للأنظار.

حول الموقع

سام برس