سام برس
سام برس/ احمد الشاوش

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، على مشاركة مصر الاستراتجية في افريقياووضع خبراتها في تنفيذ وانجاز العمل بالمشروع القومي لبناء سد ومحطة توليد كهرباء جوليوس نيريري بدولة تنزانيا.

ويأتي اهتمام الرئاسة المصرية في اطار الانفتاح من جديد على القارة الافريقية للتاكيد على أهمية العمق الاستراتيجي والعلاقات التاريخية رغم تهديد الامن القومي ومصالحها المائية بعد عقود من الغفلة والجمود السياسي وافساح المجال لاسرائيل بالتوغل في القارة الافريقية على حساب دور مصر والدول الافريقية المناصرة للمواقف المصرية والعربية والاسلامية .

وقال وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ، الدكتور عاصم الجزار خلال اجتماع مع السفير المصري بتنزانيا محمد جابر أبوالوفا ، ان العمل جار على قدم وساق في المشروع القومي لدولة تنزانيا .

وأكد الدكتور عصام الجزار على انه قام بالزيارة الرابعة للاشراف على مشروع السد وتفقد أعمال المشروع الاستراتيجي ، بناء على توجيهات الرئيس السيسي.

ومشروع سد جوليوس نيريري ، يقع على ضفاف نهر روفيجي التنزاني ، جنوب غرب مدينة دار السلام أكبر مدن تنزانيا وهو الحلم الذي راود قيادة وشعب تنزانيا منذ ستينات القرن الماضي للاستفادة منه في توليد الطاقة الكهرومائية وري الاراضي الزراعية ، ويعتبر من أهم المشروعات المشتركة بين تنزانيا ومصر ويعزز الشراكة الاستراتيجية مع دول حوض النيل ، كما كشفت عنه وسائل الاعلام المصرية والتنزانية وعدد من فيديوهات اليوتيوب.

ويضم مشروع سد جوليوس التنزاني محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، ويُنفذه تحالف مصري مكون من شركتي المقاولون العرب والسويدى إلكتريك، بتكلفة تبلغ 2.9 مليار دولار ، وياصل العمل فيه نحو 5 آلآف عامل بالاضافة الى المهندسين والخبراء والكفاءات المصرية النادرة.

وتم إنشاء السد على نهر روفيجى بطول 1025 مترا عند القمة، وبارتفاع 131 متراً، وسعة تخزينية 34 مليار م3، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات،و يجري فيه 10 و58 مليار متر مكعب سنوياً ، وهو الامر الذي يحقق تنمية كبيرة لدولة تنزانيا.

ومن المتوقع ان تكون المحطة الأكبر بقدرة كهربائية 6307 آلاف ميجا وات / ساعة سنوياً، بنقل الطاقة المتولدة عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية، ودمج الطاقة الكهربائية المتولدة مع شبكة الكهرباء العمومية بتنزانيا.

ويرى خبراء ومتخصصون ان السد من شأنه ان يعمل على التخفيف والتحكم من قوة الفيضانات والتحم بها وتوفير المياه طوال العام للاراضي الزراعية والصيد عبر تخزين 34 مليار متر مكعب من المياه.

وبالعودة الى الذاكرة تؤكد الاخبار والوثائق ان فكرة إنشاء سد جوليوس نيريري على نهر روفيجي التنزاني، تعود إلى عام 1940م عندما اجريت أول دراسة لبنائه في محاولة للسيطرة على الفيضانات.

وفي عام 1961 نشرت منظمة الفاو دراسة لانشاء سد بحجم أكبر لتوليد الكهرباء وتحويل المنطقة إلى بيئة صناعية.

وبعد استقلال تنزانيا في نفس العام رأى الرئيس جوليوس نيريري، الذي سُمي السد على اسمه، ان الفرصة مهيأة والحلم اكبر في بناءالسدود الكهرومائية فرصة للتنمية والتصنيع بإقل التكاليف ، مؤملاً على دعم البنك الدولي الذي خذله ، كما ان إعلان اليونسكو، بالمحافظة على المنطقة محمية طبيعية وموقع للتراث العالمي عام 1982م قد أثر على آمال وطموحات الرئيس جوليوس نيريري.

ورغم تلك الصدمة لم تيأس حكومة تنزانيا ، واعلنت عن مناقصة لبنا السد وتقدمت عدد من الشركات بينها ، برازيلية ومصرية وتركية وصينية ، لكن المفاجأة ان المناقصة كانت من نصيب شركة المقاولون العرب والسويدي إلكتريك المصريتين ، وتحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية بناء على رغبة وموافقة الرئيس التنزاني جون ماجوفولي وبدعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، مع مراعاة المحافظة على الحياة البرية المحيطة بالسد الاستراتيجي.

وبهذه الخطوة الجبارة وقعت تنزانيا ومصر عقداً لبناء سد جوليوس ، بإضافة محطة توليد كهرومائية بقدرة استيعابية 2115 ميجاوات على نهر روفيجي ، في شهر ديسمبر من العام 2018م ، بحضور الرئيس التنزاني ورئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي .

وقد أشار الاستاذ عطية عيسوي من مركز الاهرام للدراسات السياسية في مداخلة بهذا الخصوص ، ان مصر تشجع مثل هذه المشروعات القومية والاستراتيجية ، ومن حق الدول الافريقيةان تستغل امكانياتها الطبيعية من المياه طالما ان ذلك لايضر بالاخرين من الاشقاء الافارقة.

ورغم مخاطر وتهديدات أثيوبيا في الاستغلال والسيطرة على مياه النيل وتخزينها في سد النهضة بصورة تهدد الامن القومي المصري ، وتمثل حالة حياة اوموت للارض والانسان والزراعة فقد أدركت الدول الافريقية والمجتمع الدولي خطورة الموقف الاثيوبي المتمثل في حرب المياه وحكمة القيادة المصرية في المضي نحو عملية الشراكة والتكامل بعيداً عن الصراع والحروب وفرض الامر الواقع ما مكن القاهرة من التنافس والدخول في الشراكة والاستثمار في مشاريع استراتيجية تعزز دور مصر والدول الافريقية المشاركة من خلال تنفيذ وانشاء المشاريع العملاقة التي تفعل مجالات التنمية وتخلق فرص العمل وتخفف من البطالة كما في تنزانيا.

المصدر: وكالات

حول الموقع

سام برس