بقلم/ حسن الوريث
قال لي زميلي المواطن العزيز.. في بداية العام الدراسي طلبت المدارس من أولياء الأمور عبر الطلاب شراء المنهج المدرسي من السوق لانه غير متوفر في المدارس الحكومية على اعتبار أن ماتسمى مطابع الكتاب المدرسي تحولت إلى قطاع خاص تبيع وتشتري الكتب للسوق السوداء والمدارس الخاصة .. قلت له يا زميلي العزيز .. كلنا اشترينا الكتب من السوق السوداء في التحرير وبأسعار خيالية لكن كما يقال المضطر يركب الصعب ويصبر على تحكم تجار هذه السوق ومن يقف وراءهم.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل تعرف ماهي الكارثة ؟.. قلت له يا زميلي العزيز تفضل ماهي ؟.. قال لي زميلي المواطن العزيز.. الان المدارس طلبت من ابناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات شراء المنهج الجديد بطبعته الجديدة لان الطبعة السابقة غير معتمدة وان مطابع الكتاب المدرسي انزلت إلى السوق السوداء طبعة جديدة؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. عرفت من الأبناء الذين طلبوا مني نفس الطلب وهو شراء الكتب المدرسية من جديد وعندما قلت لهم اننا اشترينا لهم الكتب في بداية العام الدراسي قالوا.. ان تلك الطبعة انتهت وصارت من الماضي وان الطبعة الجديدة هي المطلوبة ولابد منها.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. ما رايك في هذا العبث بالناس ؟ وهل وزارة التربية والتعليم عجزت عن إدارة مطابع الكتاب المدرسي أم أنها لاتتبعها وليست ضمن صلاحياتها ؟ أم أن هناك شيء يختفي وراء الأكمة ؟ والتساؤل الأهم.. اين تذهب كل تلك المليارات التي تدخل إلى خزينة المطابع مقابل بيع الكتاب المدرسي للمدارس الخاصة وللسوق السوداء؟ ثم أين تذهب تلك المليارات التي تجبيها وزارة التربية والتعليم من الرسوم التي يدفعها الطلاب في المدارس الحكومية؟ ولماذا لم يكن الصندوق الذي أنشأته الوزارة صندوقا عاما لكل اطراف المنظومة التعليمية اذا كانت النية إصلاح التعليم وتم اقتصاره على صندوق المعلم الذي لم يحصل منه سوى على فتات الفتات رغم انه باسمه؟.. قلت له يا زميلي العزيز تساؤلاتك واقعية وهذا ما يتداوله الناس جراء ما يعانونه من ضعف أداء وزارة التربية والتعليم .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل يشعر وزير التربية والتعليم ونائبه ووكلاء الوزارة ومسئوليها بمعاناة الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم أم أن الأمر لا يعنيهم؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. وزير التربية والتعليم مشغول بنقد الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية الأخرى وهذا ما سمعناه من الوزير في خبر مجلس النواب الذي قال إن المجلس استمع إلى إيضاحات وزير التربية والتعليم حول الإشكاليات التي تعترض سير أداء بعض الوزارات وهنا الكارثة ان ينشغل بالوزارات الأخرى وينسى وزارته الهزيلة واداءها الضعيف جدا جدا جدا جدا .. وكان الأحرى به ان يلتفت لعمله وكان على مجلس النواب ان يلزمه بتقديم ايضاحات عن سوء العملية التعليمية وتلك الأوضاع المزرية للمدارس والفوضى العارمة في العملية التعليمية والسوق السوداء التي تنتشر عيني عينك وتنهب المواطن والوزارة ووزيرها ونائبه والوكلاء في سبات عميق أو ربما ان الصمت له دوافعه كما تفعل الامم المتحدة عندما تصمت على قتل الشعوب والخلفية معروفة .. قلت له يا زميلي العزيز.. انا فعلا استغربت ان يتحول الوزير إلى ناقد جهبذ لأداء الوزارات والمؤسسات والجهات الأخرى بينما يحتاج إلى مجلدات لنقد بلاوي وزارة التربية والتعليم وفشلها الذريع في إدارة العملية التعليمية .

نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان يلتفت الوزير إلى مهامه ويترك الآخرين وان يعمل على انتشال الوزارة والتعليم من قاع الحضيض وان نشاهد إجراءات ملموسة في منع كل مظاهر السوق السوداء وان يعاد النظر في أداء ومهام مطابع الكتاب المدرسي لتكون في خدمة المواطن وليس اشياء اخرى وان يتم توسيع عمل الصندوق الناقص ليكون صندوق التعليم وليس صندوق المعلم فقط حتى لاتضطروا لإنشاء صناديق متعددة للكتاب والاداري والمباني المدرسية وماحصل يؤكد ما نذهب اليه بأن نظرتكم قاصرة واداؤكم هزيل ..

نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان تكون التربية والتعليم في دائرة الاهتمام لان التعليم هو سلم الشعوب نحو التطور والازدهار اما اذا ظل هكذا موزع بين سوق سوداء قاتلة ومطابع ناهبة ووزارة غائبة ووزير مشغول وطالب موزع بين طبعتين فعلى الدنيا السلام وسيظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.

حول الموقع

سام برس