سام برس
تجربة فنية تقول بالفن في عباراته بين الأزمنة قديمها و راهنها حيث اللوحة مجال سرد و تأويل..
تعددت معارضها الشخصية و الجماعية في تونس و خارجها..تقول"...الفن يفيدنا: إنه يجعلنا نقع في الحب !.."..
نساء وأأسماء.. تنبع من خيالها وفق تقنيات بطاقات بريدية مع الرؤية الفنية التي تضفي عليها طابعا جماليا..

شمس الدين العوني

الفن..هذا الذاهب الى الجوهر و الكامن في الذات ..هذا الآخذ بالمهج كالحب تماما على عبارة ابن الفارض الشعرية "...و خذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ من رمقٍ لا خيرَ في الحبِّ إن أبقى على المُهجِ..."..الفن في أحواله التي هي لعبة الوجد و الدواخل التي ذهبت في سفرها المفتوح على الأكوان و الألوان و الأشياء...و الدهشة...

ثمة هيام و بهاء أينع من قلب الكائن و هو ينظر للتفاصيل يرتجي شيئا من تفاصيل معتقة بفعل الزمن لم تزدها العهود و الأزمنة غير تجدد و لمعان لتقوى العبارة التشكيلية و هي تدعو معانيها من تفاصيل كثيرة حيث الوجوه و النقوش و النظرات و الزخارف و الأحوال في تجليلتها ...

انها متعة الفن في استعادة ما به يتجدد الكلام و هو ينتج لحظاته الضاربة في أعماق الزمن فكأن الماضي صنع حاضر مزهو بما يشبه الحلم و الوله و الذوبان في عنفوان حالات الوجد و الأخذ و الانجذاب ..مثل ملا يصدر عن طقوس حلقات الدراويش و قد انهمكوا في مشهدياتهم المعهودة...

من هنا تبرز الصورة بحالاتها الشتى و ما يطرأ عليها فنيا و جماليا و سرديا وفق التعاطي الفني معها و التصرف الجمالي في حيثيات قولها باعتبارها حمالة نص يأتي عليه الفنان ليضفي عليه نصا آخر اكتمالا و تفاعلا و تجديدا و حنينا و استذكارا و تجديدا حيث لا مجال لغير الفن ينشئ ظلاله الجميلة مثل فراشات من ذهب الأزمنة..

"...ها هي الألوان .../ تفشي شيئا من ظلالها / تعلي من شأن القول حبا و حنينا ../ حيث الزمن و الأمكنة عناصر حب و خروج الى رحاب اللغة الأخرى../ وجوه تكمن في القديم الحاضر / و وردات من افريقيا و قد أينع الجب فيها../ ها هي اللغة تكمن في شواسع القلب و هو يحصي حكايات العشق و الحب الدفين../ يحدث هذا في حضرة الجمال/ حيث أمكنة تسعد في عليائها / لتمضي العيون في قول باذخ وفق فن و نشيد ../ هي لعبة الطفلة تثقب بالنظر صورا قديمة../ لتطلق صورتها في الغناء الجديد..

نعم.. انها متعة الفن في استعادة ما به يتجدد الكلام و هو ينتج لحظاته الضاربة في أعماق الزمن فكأن الماضي صنع حاضر... تتنوع أعمالها الفنية لتبرز بجمالية مخصوصة عملت عليها الفنانة علياء حيث تلتقي حالات و مناخات و أزمنة في سياق من التراث الثقافي التونسي في ضروب من الزخرف و بهجة الحرف الزينة المبثوثة في فضاء اللوحة.
هكذا نمضي مع سفر مختلف..مع عوالم فنانة هامت بالفن عنوانا و حلما و تقصدا لما به تسعد دواخلها المفعمة بالأمل..بالفرح..و بالحب و هي تقول "...الفن يفيدنا: إنه يجعلنا نقع في الحب!.."..و الوقوع هنا حاصل حيث يستبد الفن بالذات المحبة لياخذها على نحو من الرغبة في هيجانها الناعم و الجميل على الماضي الحاضر ...

هي عوالم الفنانة التشكيلية علياء درويش شريف التي تخيرت الفن في نهج متناغم مع رؤيتها حيث اللوحة عندها عمل فني له قول و حياة و سردية مفتوحة تجاه الآخرين و العالم ...و الذات ..ذاتها هذه المأخوذة بالحنين و الحب و الذاكرة.
و الفنانة علياء درويش شريف، فنانة تشكيلية من مواليد 1969 نشأت في تونس. سنة 1991 ، حصلت علياء على درجة الماجستير في التصميم الداخلي ، وفي عام 1997 على الدكتوراه في تقنيات العلوم في الفنون. تدرس تصميم الأزياء لأكثر من 20 عامًا وشاركت في العديد من المعارض الجماعية في تونس منها.. متحف باردو ، ومعرض آلان نادو ، ومعرض مسك وعنبر ، ومعرض البيرو ، ومعرض إيفيستو ، ومعرض لو كاب ، ومدينة الثقافة التونسية.. وأيام الفن المعاصر في مدينة الثقافة كفنانة و / أو أمين معرض.

كما كانت لها معارض فردية على غرار معرضها الشخصي برواق Musk Amber & Gallery تونس ، خلال سنوات 2018 و 2019 ، و2021 و المعرض الجماعي Imaginarium ، في معرض الصور بكامدن في لندن سبتمبر 202...
من أعمالها الفنية نذكر لوحة و هي صورة لامرأة من قبيلة ouled nails "...صورة لامرأة من قبيلة ouled nails تصوير لينرت ولاندروك. في عام 1905 انتشرت صورة هذه "القبرة الساذجة" كما أطلق عليها المستعمرون الفرنسيون على نطاق واسع في فترة الاستعمار وحتى فترة ما بعد الاستعمار ، وتنازع تونس والجزائر وحتى ليبيا على ملكية هذه البطاقة البريدية. قد يكون هذا بسبب حقيقة أن اللقطات التي تم التقاطها بواسطة Lehnert و Landrock تحتوي أحيانًا على عدة تسميات توضيحية لنفس البطاقة البريدية. على سبيل المثال ، يتم ترجمتها إلى الإيطالية ، وبالتالي تحويل ، على سبيل المثال ، عارضات الأزياء التونسيات إلى فتيات ليبيات للجنود الإيطاليين.البطاقة البريدية هي لقطة مقرّبة لصورة هذه الفتاة الصغيرة.

تم قصها وتأطيرها ، وانتزعت من سياقها. ومع ذلك ، فإننا نتعرف عليها بفضل الأسطورة (الفتاة التونسية ، أو Ouled nails Algeria ، أو nella libia italiana ، danzatrice araba ...) ولكن أيضًا لمجوهراتها ووشمها النموذجي لقبيلة أولاد nails هذا الظفر الصغير هو جزء من من قبيلة صحراوية حيث تبيع النساء المحبوبات خدماتهن الجنسية من أجل جمع المهر.المجتمع الأصلي ، بعد التفاوض على الجنس. تمت دعوتهم للرقص في حفلات الزفاف والختان وتنقلوا بحرية في منازل محترمة ولم يتعرضوا للوصم بأي شكل من الأشكال ، وبمجرد أن جمعوا المال مقابل مهرهم ، عادوا إلى قبيلتهم للزواج..."...كما تشير الفنانة علياء الدرويش لوحة فينوس بالقول "...لوحتي "فينوس بكل ولاياتها" خضعت للرقابة وأزيلت قبل دقائق قليلة من افتتاح معرض "في انتظار الزهرة".

مع علامة في أحد الشوارع "الحكومة لا تعرف الحب" ، وقد طلب مني إزالة كلمة "حكومة" وإلا تزال رسوماتي ..."...كما كانت لعلياء تجربة مع النسوة الافريقيات من خلال معرض "IFRIQIYETTES" ، و هو المعرض الشخصي الأول لها ..تنوعت عوالم الخيال لديها لتتعدد الأسماء و نجد زنوخة ، محبوبة ، بيا ، عربية ، بخطة ، قمار ، عتكا ، تفاحة ... الأسماء .. تنبع من خيالها وفق تقنيات بطاقات بريدية مع الرؤية الفنية التي تضفي عليها طابعا جماليا …و قد عرضت الفنانة علياء في أكتوبر في لندن في معرض جماعي للتنديد بدعاية المستعمر الفرنسي من خلال البطاقة البريدية.

تجربة فنية تنزع نحو الاختلاف قولا بالفن يؤلف عباراته بين الأزمنة قديمها و راهنها وفق حالات من شاعرية النظر و البحث و السعي للتفرد حيث اللوحة مجال سرد و تأويل.

حول الموقع

سام برس