بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
جميع اليمنيين لديهم الرغبة في أن يتحقق السلام الشامل على كامل التراب اليمني ولكن مايجري الان هو عملية سلام ناقصة ومشوهة ويمكن أن تؤدي الى حروب مستقبلية أكثر فتكا مما هي علية الان

تابعنا خلال هذه الفترة المزيد من الدلائل على أن مفاوضات السلام الحالية بين أنصار الله والسعوديين من أجل وقف الحرب في اليمن أن الهدف النهائي لهم ليس في تسوية شاملة وسلام شامل يحقق الاستقرار والامن في اليمن ودول الجوار وأنما الهدف الاساسي هو التهدئة واستمرار الهدنة بشكل دائم والحد من الاثار السلبية على دول الجوار حتي يتم الانتقال الى تسوية شاملة وفقا لما يتم التوصل الية في هذه الجولة من المفاوضات

ولعل أهم ماجاء في بنود هذه الجولة للحل السياسي التي تقودها سلطنة عمان كما جاء في تصريحات سفير عمان في المملكة العربية السعودية فيصل بن تركي ال سعيد لصحيفة التايمز البريطانية مايلي :

١- الموافقة على صرف رواتب الموظفين اليمنيين في مناطق سيطرة جماعة انصار الله من عائدات النفط والغاز وفق ميزانية 2014

٢- فتح المطارات والموانئ والطرق

٣- الإفراج عن كل الأسرى

٤- معالجة الملف الإنساني بشكل كامل

٥- الدخول في مفاوضات مباشرة للحل السياسي الشامل بمشاركة كل الأطراف اليمنية

وكما يبدو ان معظم البنود هي مرتبطة بالجانب الانساني والمعروف بان سلطة صنعاء ومن خلال المفاوضات السابقة والجارية الان تطالب بصرف مرتبات جميع موظفي الجمهورية اليمنية و بصرف النظر عن اماكن تواجدهم وذلك كخطوة انسانية بينما التفاوض وفق المعلن عنه هنا انه يتم حول صرف مرتبات الموظفين المتواجدين تحت سلطة صنعاء فقط وعلى مايبدو ان هناك محاولة لتجزئة الحل السياسي الشامل من خلال حوار يبدو أنه سيكون متعدد الاطراف بين دول التحالف وأنصار الله والاطراف السياسية اليمنية الاخري التى لازلت حتي الان بعيدة عن مايدور بين انصار الله والسعوديين

ستبقي المشاكل التي تواجه اليمن تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة إذا لم يكن هناك خارطة سلام واضحة وتتعامل مع ميزان القوة العسكرية والسياسة بشكل موضوعي وليس تكتيكي لأن الاطراف اليمنية المناهضة لجماعة أنصار الله لديها مخاوف كبيرة من المفاوضات بين أنصار الله و السعودية التي استبعدوا منها وإذا كانت السعودية ستبدأ مفاوضات تهدف إلى تسوية سياسية شاملة بين جميع الاطراف اليمنية فمن المحتمل أن لا تجد قبولًا كبيرًا حتي من حلفاء السعودية نفسها و يجب على السعوديين التأكد من أن أي اتفاق مع انصار الله سيعيد جميع الاطراف اليمنية الى طاولة واحدة من اجل تسوية شاملة ترعاها الامم المتحدة

فاليمن تعاني انقساماً حادّاً والاطراف الرئيسية تعاني انقسامات متعددة ويجب الاعتراف أن بلادنا اليوم دولةٌ فاشلة وما من قيادة سياسية مقبولة لإصلاح هذا الوضع ويُعتبر موضوع توزان القوة العسكرية هو من يتحكم في مصير البلد وستظلّ المجموعات الإرهابية مثل القاعدة وغيرها من الفاعلين الاقليميين والدوليين تنشط في اليمن طالما لا يوجد فيها دولة او سلطة قوية تستطيع تحقيق سيطرتها على كامل التراب اليمني

كما أن الأمر الأهمّ أن الرياض لايمكن أنّ تسمح لطهران تحقيق أي انتصار من داخل اليمن وعلى الأرجح ان دول التحالف ستبقي في اليمن ولفترة طويلة

يعتمد مستقبل اليمن في الوقت الحاضر على قدرة اليمنيين على مناقشة الاسباب الرئيسية وراء الصراعات التى أدت الى استمرار الحروب وعدم الاستقرار بسبب الفساد السياسي والمحسوبية وتعطيل مؤسسات الدولة وطالما ظلت جهود السلام الحالية مقصورة على ضمان وقف إطلاق النار بين أطراف الحرب فستظل الأسباب الرئيسية وراء مايحدث من توترت وفساد ومحسوبية بالاضافة الى الوضع الاقليمي المضطرب هاجسا مستمرا في عدم استقرار اليمن

ان السبيل الوحيد للمضي قدمًا ليمن مستقر هو عملية سياسية شاملة تجمع جميع أصحاب المصلحة اليمنية من خلال حوار شامل يرعي مصالح اليمن وشعبها من خلال إعادة بناء الثقة بين الاطراف الرئيسية ويكون هناك أرادة ورغبة سياسية من هذه الاطراف في اخراج اليمن من هذا الوضع المأساوي الى حال أفضل فهل يتمكن مجلس الرئاسة اليمني وأنصار الله والمجلس الانتقالي وكل الاطراف اليمنية بأخذ زمام المبادرة .

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس