بقلم/ يحيى محمد القحطاني
الفاشلين، الذين يريدون أن يحاضروا علينا بالوطنية، أو أن يعلموننا الوطنية، والوطنية منهم براء، قد حولوا حياة اليمنيين إلى جحيم، وحروب دائمة، يموت فيها اﻷطفال والنساء والشباب، وتدمرالمنازل ومشاريع البنية التحتية، باعوا الوطن بثمن بخس، وتخلوا عن كل مبدأ شريف للوصول إلى أهدافهم، يتقفزون من حزب إلى حزب، ومن حزب إلى جماعة، ومن وحدوي إلى إنفصالي، ومن دولة إلى دولة، حسب مقتضيات حاجاتهم ومصالحهم .

هؤﻻء الفاشلين، كيف لنا أن نصدقهم بأنهم محاربين للفساد، وأنهم سوف يحافظون على مقدرات الوطن، وعلى الوحدة والجمهورية، وتاريخهم يشهد أنهم تاجروا بمقدرات الوطن، وقدموا مصالحهم اﻷنيه الضيقه على مصالح الوطن والشعب، وكيف للمواطن اليمني أن يصدق، من خدم وزيرا وكان قمة في المحسوبية، وﻻ يوجد في قاموسه عبارة العدالة وتكافؤ الفرص، عندما يحدثنا عن العداله والنزاهه، وأنه حريصا على أن يأخذ كل مواطن حقه؟ .

الفاشلين، كا الحرباء يتلونون بلون المكان والزمان، يزايدون باسم الوطن وهم اكثرالناس، بعداً عن كل معاني الوطنيه، ينافقون من يملك المال والسلطه، ويتمسحون بتراب نعليه، ويتخلون عن كرامتهم في سبيل، الحصول على المنصب والمال، يسبحون مع التيار، ويتسلقون على أكتاف الموظفين الشرفاء، لتحقيق أهدافهم الشخصيه، على حساب مصلحه الوطن، هؤلاء الفاشلين هم من أسباب، مايعانية الوطن من حروب وتناحر وتخلف، ومايتجرعه المواطن من ظلم وفقر وجوع، حتى جعلوا بعض اليمنيين يبحثون عن الطعام في براميل القمامة .

هؤﻻء الفاشلين، لاتحركهم إلا مصالحهم الشخصية وحساباتهم المناطقية والطائفية والقرويه والمذهبية، مصابون بمرض نهب المليارات من اموال الشعب وتهريبها إلى البنوك الخارجية، وشراء الفلل والشقق في الداخل والخارج، بينما الموظفين بدون رواتب منذ سنين، المدارس مخربة والمستشفيات معطلة والشوارع مكسرة، هؤﻻء ﻻ أمانة وﻻمبدأ لهم، إﻻ تقبيل الركب ومسك المباخر في مقايل القات، فقدوا الرؤية والإبصار، فلايرون لا بليل ولانهار، وفقدو نعمة العقل السوي فلا يفكرون، وهذا هو مرض انفصام الشخصية الذي يعانون منه، يقولون الشيئ ونقيضه فى نفس الوقت، فلهم ألف لسان وألف وجه وألف قبله يصلون إليها .

الفاشلين، حولوا حياة اليمنيين إلى جحيم، وأزمات ومحن دائمة، ازمة في البترول ومشتقاته، أزمة في الماء والكهرباء والغذاء، مشردين ونازحين في الداخل، هاربين ومهاجرين في كل دول العالم، مضافاً إلى ذلك الحرب الهمجية، والحصار الظالم على اليمن أرض وإنسان من قبل السعودية والإمارات منذ ثمانية أعوام، قد جعلت منهم مجتمعاً مظلوماً ومتخلفاً، يلاحقهم الموت والفقر والإرهاب، وإستشراء الفساد المالي والإداري والسياسي، وانتشار الجريمة والرّشوة والإرهاب، حتى الناجحين في أعمالهم من أصحاب الطموح، أصيبوا بالفشل، ذلك أنه في اليمن ﻻ فرق، أن تكون ناجحاً في عملك أو فاشلاً، بل يمكن أن تحصل على ما تريد أن كنت فاشلاً .

هؤﻻء الفاشلين، ينتابهم الرعب من فكرة التغيير، لأنهم ﻻيجيدون سوى صنع الفشل والحقد على الناجحين، بينما الناجحين يدعون إلى التغير والتطوير ويعدونه إنجازا وإلتزام يلبونه، الفاشلين يقومون بإقصاء الناجحين والمبدعين من وظائفهم، بينما الناجحين يشجعون المبدعين، ويؤهلون الفاشلين لتطوير قدراتهم وخبراتهم، الفاشلين تصنعهم الأحداث، والناجحين يصنعون الأحداث، الفاشلين يتشبثون بالصغائر، ويظنون أن قمة النجاح ﻻ تتسع إﻻ لهم فقط، بينما الناجحين يناقشون بلغة علمية ويتمسكون بالقيم والمبادىء ويتنازلون عن الصغائر .

وبين الألم والأمل رؤية لكل من الناجحين والفاشلين، فالناجحين يرون في العمل أمل، والفاشلين يرون في العمل ألم، وينظرالناجحين إلى المستقبل ويتطلعون لماهو ممكن، وينظرالفاشلين إلى الماضي ويتطلعون لما هو مستحيل، ولذلك يجب على الجميع، وفي مقدمتهم اﻷحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني، كشف وتعريت الفاشلين والفاسدين، من على كل المنابر السياسية والبرامج الفضائية، حتى يشاهدهم الناس، على حقيقتهم دون تجميل أو مبالغة، وساعتها سيلفظهم الناس، كما تلفظ المعدة الطعام المسموم المنتهي صلاحيته، والله من وراء القصد ..!!

حول الموقع

سام برس