بقلم/ حسن الوريث
كل يوم يمر نزداد يقينا أننا مازلنا بعيد جدا عن بناء الدولة الحقيقية واننا مازلنا لم نفرق بين إدارة الجماعة وإدارة الدولة وكل يوم يمر يزداد وسوء اختيار المسئولين هو أحد أسباب ضياع الدول وانهيارها.

وكما قال ابن خلدون بأن سوء اختيار الأعوان تعد محاولة انتحار صريحه للدولة فهؤلاء يضعون الغشاوة على عين الدولة حتى لاترى الحقائق والوقع كما هو كما يؤكد أن فرض الجبايات الكثيرة التي تثقل كاهل الناس يؤدي إلى الانهيار ويضيف أحد علماء الاجتماع ان ذلك يؤدي إلى تخلي الفرد عن مسئوليته تجاه مجتمعه وهناك أسباب عديدة لكننا سنختار اليوم واحدا منها فقط وهو سوء اختيار كوادر الدولة والحكومة واقتصار عملية الاختيار على معيار القرابة والولاء وليس القدرة والكفاءة أي منطق الخبرة بضم الخاء وليس الخبرة بكسر الراء وهو ما يؤدي إلى الانهيار والفشل.

سيدي الوالي ..

من يمر على معظم مؤسسات الدولة والحكومة سيجد ان اختيار المسئولين فيها لا ينطلق من معايير الكفاءة المهنية والخبرة والقدرة والتجربة بل العكس هو الصحيح فالكثير ممن يديرون الوزارات والمؤسسات والهيئات من الخبرة وأصحاب الولاء كما انه سيجد أولئك الذين بدلوا شرائحهم وأصبحوا من المقربين والخبرة بضم الخاء هم من يتحكم في الأمر وهذه الكارثة .

سيدي الوالي..

الكثير من مؤسسات الدولة والحكومة تواجه الانهيار والفشل بسبب سوء التعيينات والاختيارات لعدم وجود معايير مهنية في ذلك الاختيار أو التعيين وللأسف ان كثير من الذين يستحقون تركناهم في البيوت ولم تستفد الحكومة والدولة منهم بل ان بعضهم تم تهميشهم واقصائهم اما عن عمد أو بوشايات من أصحاب المصالح والذين يقومون بتشويههم من أجل الإبقاء على تلك المصالح كما انهم من اصحاب تقارير كله تمام للتغطية والتعمية على الدولة بهذه التقارير وهم ليسوا في وارد مصلحة الدولة والوطن لان مصالحهم الشخصية والخاصة تطغى على المصلحة الوطنية العليا.
سيدي الوالي ..

كثير من المتابعين يقولون لي أنه لا فائدة اطلاقا من النقد لان الحكومة لا تصغي ابدا وأنها تعمل بالمقولة " قل ماتشاء ونحن نعمل ما نريد " والكثير يقولون .. لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.. والبعض الآخر يقول يا فصيح لمن تصيح إلى غير ذلك من المقولات والمصطلحات التي تدل على أن الدولة والحكومة بعيدة كل البعد عن معاناة الناس ولا تصغي سوى للمطبلين والمداحين بل انها حولت وسائل الإعلام إلى منابر للمدح والتضليل والتطبيل وتغييب وعي المجتمع ولم تدرك أن النقد البناء يصب في مصلحة الوطن والشعب اما المدح والتطبيل فإنه ضد مصلحة البلد واحد أسباب انهيارها وكم تحدثنا عن مواطن الخلل في أداء الحكومة والدولة والبعض من مسئوليها الفاشلين والعاجزين الذين يتسببون في زيادة معاناة الناس وتعذيبهم لكن الدولة تضع إذن من طين وأذن من عجين لان هناك من يغطي عليها ويضللها بل ويصور من ينتقد النقد البناء بأنه طابور خامس وعميل وخائن ومرتزق حتى لا يكشف سرهم وشرهم ليبقوا متحكمين في الأمر ويستفيدوا من بقاء الوضع كما هو عليه .. فهل يمكن أن تفتح الحكومة والدولة اذانها لتصغي وتسمع من ينتقدها ويوضح لها مكامن الخلل والقصور لاصلاحها أم لا؟ واذا استمر الوضع كما هو فمما لاشك فيه ان دولتنا ستظل تائهة بين بقاء منطق الخبرة بضم الخاء والابتعاد عن منطق الخبرة بكسر الخاء وكذلك بين تقارير كله تمام يافندم وهذه التقارير هي من اسقطت الدولة سابقا وليس مستبعدا ان تسقط الدولة الحالية اذا لم يتم التنبه لخطورة المسألة وان تكون التعيينات في كافة مؤسسات الدولة والحكومة وهيئاتها منطلقة من معايير الكفاءة المهنية والخبرة والقدرة والتجربة..

وسيكون لنا وقفة مع السبب الثاني لانهيار الدول وهو كثرة الجبايات وإثقال كاهل الشعب بها .. ولكن نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت وان يتم تغيير تلك المعايير في التعيينات والاختيارات إلى معايير القدرة والكفاءة حتى لانظل دولتنا تائهة بين الخبرة والخبراء .. فهل وصلت الرسالة وسنرى منطقا جديدا للعمل والتعيينات والاختيارات؟.

حول الموقع

سام برس