سام برس
أعمال فنية بين المشاهد و الطبيعة الجامدة و اساليب متعددة منها التكعيبية...
"...في كل عمل أتذكر والدي الذي بوفاته انقطعت عن الرسم لأعود بعد مدة فقد كان يشجعني و أرسم الآن و كأنه موجود معي و يشجعني..".

شمس الدين العوني

ها هي دروب الفن تهب عطورها للمحبين حيث اللون و الكلمات شواسع تفضي الى النقطة القائلة بالشغف و الفن هو من شغف الأوائل اذ يسافر النظر الى مناطق غبر معبدة تشوفا و تقصدا لما به تسعد الذات و هي في بهاء عناصرها النادر...

ثمة أغنيات جمة و نشيد و طفولة يانعة تحشد ما تداعى من موسيقى السنين في ألق و خيلاء و شموخ قولا بالفن يبتكر جهاته و عناصره و محبيه.

في هكذا ولع بالنشيد الملون و الرسم مضت الفتاة من طفولة عابرة و مقيمة الى الآن في دواخل معلومة بكثير من الوله تنشد النظر للعالم و هو في تلويناته المفعمة بالمحبة و بالانسان يرتع في بساتين الأمكنة بلا خوف أو انكسار ديدنها في كل ذلك علبة تلوين تهديها للعائدين الى النبع ..نبع الابداع و الامتاع و الأغنيات المقيمة في القلب الملونة بالشجن و الحنين.

الرسم عندها تلك الرخلة الممتعة التي بدت رئقة من طفولة قديمة الى راهن أيامها و أحوالها ترتجي الافصاح عن بهاء كامن في العناصر و الأشياء و التفاصيل لا تلوي على غير القول بالبهجة نهجا و عنوانا و أسلوبا حيث لا مجال لغير الاستمتاع بأصوات الألوان تعزف لحنها العالي في كون مأخوذ بالضجيج و تداعيات الكائن فيه في ضروب من السقوط المريب.

هكذا نلج عوالم الرحلة الفنية للطفلة الحالمة الفنانة التشكيلية هالة الطرابلسي و قد نسجت كل هذه السنوات من الألوان عالمها التي كانت ترنو الى أن يبقى يشبهها ..هي ترسم في مساحات تحاور ضمنها قماشة الروح و تحاولها بكثير من عناء الفكرة و المحاولة و الجهد اذ هي ترى في الرسم كونها المحمود و المنشود ...في لوحاتها رسمت المدينة العتيقة و المرأة و المشاهد المتعددة في تنويعات بين الواقعبة و التجريدية و التكعيبية و من الأعمال ذاك الحوار بين امرأتين بالسفساري حيث النافذة بجمالها التقليدي الى غير ذلك من مشاهد الأمكنة كالمارين في الأزقة و زخرف الباب بالمدينة العتيقة ...و الطبيعة في عنفوان بهائها...

عن تجربتها و بداياتها مع اللون و عوالمه تقول الرسامة هالة الطرابلسي "...ككل الناس و منذ صغر سني حيث طفولة مبهجة كانت لي خربشات في كراساتي الى أن تميزت في مادة الرسم و لم يدر بخلدي أن أتجه الى اختصاص الفنون الجميلة ...ومضت عقود و بقي الحلم يرافقني و خلال سنة 2009 انضممت ضمن التكوين و تطوير الموهبة الكامنة بداخلي الى مركز تكوين و هو مركز ثقافي لتعايم الفنون حيث قضيت خمس سنوات لأردفها بتكوين في المركز الثقافي الايطالي و انقطعت اثر ظرف عائلي و بعده عدت لأواصل الى الآن حيث تقدمت في التجربة و أنجزت عددا من الأعمال الفنية ثم في فترة أخرى كان لي تعلم مع الفنانة كوثر الجلازي في ورشتها حيث أطرتني لأكتسب خبرات جديدة ثم مع معاذ ديكو المختص في المعمار الداخلي و مع هناء الزدي في الرسم ثم كانت مشاركاتي المتعددة في الفعاليات الثقافية التشكيلية و منها تظاهرة رواد ..في هذا السياق و بخصوص أعمالي فان تنوعها كان وليد تعدد الأفكار لأستلهم جلها من حالات شتى و أحاسيس و منها عشقي للمدينة العتيقة و أعني "البلاد العربي" و من لوحاتي هناك المواضيع المتعلقة بالمشاهد و الطبيعة الى جانب الأشكال و الأساليب و منها التكعيبية ...المرأة موجودة في أعمالي و ذلك لأهميتها كعنصر في الحياة فأنا أعمل بكثير من الحلم و الرسم هو ملاذي و فراري الى عالم أرحب و بداخلي طفلة حالمة ..

في كل عمل أتذكر والدي الذي بوفاته انقطعت عن الرسم لأعود بعد مدة فقد كان يشجعني و أرسم الآن و كأنه موجود معي و يشجعني رحمه الله ...أنا أحب الألوان بأنواعها ..أرى في البحر مطلق الحلم و الحلم هو النجاح و الطبيعة هي الحرية و الرسم هو موسيقى ناعمة بداخلي أسمعها فأمضي كفراشة في سماء الحب و الرسم و الحياة...المدينة العتيقة تستهويني و سوسة أحبها فهي الأصالة في المكان و والدي كان يحدثني عنها كثيرا حيث كانت مسقط رأسه ..في الفن و الحياة أحب المغامرة و الاصرار و روح العطاء و البذل ..ان الفن عندي هو تعبيرة مهمة من تعبيراتي في الحياة ..الفن علم و موهبة و للعصاميين ابداعات حيث يوحد في النهر ما لا يوحج في البحر و أتمنى تشجيع الفنانين العصاميين و لكل من يعمل و يحتهد و يضيف النجاح في طريق الفن التشكيلي عموما...".

هكذا هي اللعبة الفنية التشكيلية عند الفنانة هالة الطرابلسي تمضي معها بكثير من الحب و الشغف و الصبر و الحلم حيث تراكو أعمالها و من خلالها تعد لمعرضها الشخصي الذي يتيح لها اللقاء الخاص بالجمهور و أحباء الفنون لترى من خلال ذلك الرأي و الرأي الآخر تجاه ما تنجزه من أعمال فنية .

حول الموقع

سام برس