سام برس
نشر الكاتب والصحفي الكبير محمد المساح صاحب مقال " لحظة يازمن" ، مقالاً أجتماعياً في العمق ، تحت عنوان " يوم المنظمة"! في موقع النداء الخميس الماضي ، لامس من خلاله جرح الازمة السياسية التي أدت الى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي وحولت الناس الى متسولين على أبواب المنظمات.

ناقش الكاتب قضية اجتماعية من العيار الثقيل ، وأبدى استغرابه من تسابق الكبار والصغار أمام مقرات المنظمات الانسانية ، وتندر من تهافت الميسورين والفقراء حتى بائعي السمك ، ومحظوظي أزمة الربيع والخريف الذين صعدوا بسرعة البرق وسيطروا على مفاصل وأموال والمنظمات.

الاستاذ المساح ذلك النهار العظيم الذي روى وأتحف رجال الدولة والمثقفين والمفكرين والسياسيين والقراء بعموده العظيم " لحظة يازمن " ، يعود الى الكتابة بعد ان غادر العاصمة صنعاء الى مسقط رأسه بالعزاعز ، والتفرغ لرعي الاغنام وملاحقة الكسب بعد ان انهارت الدولة والمؤسسات وانقطت رواتب الموظفين وتشرد وتهحر اليمنيون من وطنهم وغابت الخدمات ..

عودة الكاتب الكبير محمد المساح تعيد لنا الروح وتجدد فينا الامل وتجرنا الى الاستمرار في مهنة الكتابة والقراءة وتوعية الرأي العام الذي مازال يغرد بعيداً عن الواقع..
نص مقال الاستاذ محمد المساح :

يوم المنظمة!

بقلم/ محمد المساح

تحتفل القرى هنا.. عندنا في العزاعز الشمايتين بـ”يوم المنظمة” ، هكذا وعفوياً ، يقول الناس : اليوم المنظمة ستسلم المعونة النقدية حسب “الكروت” التي توافق عليها المندوبون الذين يتعاملون مع المنظمات العديدة.. الموجودة مكاتبها في التربة.

طبعاً لن ندخل في التفاصيل ، ومن هم المندوبون هؤلاء الذين اصطفاهم أصحابهم بعد حكاية “الربيع” أو “الخريف” العربي.
ما علينا.

المهم : يوم المنظمة في المدرسة التي تُقام فيها عملية التوزيع النقدي ، على فقراء العزاعز الضباحا.. الكالحين.. والذين يترحم الله عليهم برحمة وعطف المندوبين هؤلاء المنسقين مع المنظمات العالمية التي تتصدق على فقراء اليمن وشركات بلدان تنهب النفط والغاز اليمني..

فقط.. مثل هنت الأمريكية ومثل الشركة الفرنسية “توتال”..

المهم يتحول يوم المنظمة إلى سوق أصحاب السمك.. أصحاب البصل الأخضر وحين تسأل في المنصورة عن سوق العزاعز، عن صاحب السمك يقولون اليوم عند المنظمة..!

وهناك الكثير من التفاصيل التي لا أستطيع شخصياً الإلمام بها.. لكنه اليوم يوم المنظمة سنأكل السمك ونُبَرِجْ الديّن.

نقلاً عن النداء

حول الموقع

سام برس