سام برس
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقدير موقف عسكري بعنوان: "طوفان الأقصى: تسعون يوماً من الصمود"، وهو من إعداد الأستاذ عبد الله أمين، الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية.

وصدر التقدير بعد ثلاثة أشهر من الحرب، حيث استعرض بشكل مفصَّل معركة طوفان الأقصى، وسلّط الضوء على خلفياتها، وعرَّج على كِلا طرفَي معادلتها، وعمل على تقدير مآلاتها.
فوصّف التقدير الموقف الراهن بأنه يشهد حالة استعصاء منذ ما لا يقل عن شهر، أي منذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث أشار أن الميدان التعبوي قد استنفذ كل ما يمكن أن يقدمه أو ينجزه، وأن العدو لم يحقق إلى الآن شيئاً من أهدافه المعلنة في أول الحرب، وبدأ يكرر نفسه وفعله تحت ما يسمى "مزيداً من الشيء نفسه"، والذي لن يوصِل إلى شيء حقيقي يمكن أن يوظَّف في السياسة على النحو الذي يريده العدو، أو يتمناه، الأمر الذي يتطلب مخرجاً أو مخارج سياسية، للخروج من هذا الاستعصاء، وهو ما لم تُر بوادره أو مؤشراته إلى الآن.

واختتم الباحث التقدير بعرض السيناريوهات الممكنة للموقف الحالي، مع ملاحظة ضبابية الموقف، وتقلبه السريع، وكثرة مدخلاته.
وتراوحت هذه السيناريوهات بين احتلال القطاع بشكل كامل والسيطرة الأمنية والسياسية عليه، الأمر الذي استبعده الباحث ولم يرَ له إمكانية تحقق، وبين سيناريو ثانٍ يقضي بانسحاب العدو إلى خطوط ما قبل 7/10/2023 من جانب واحد وبدون اتفاق ما عدا مسألة الأسرى، بمعنى "أسرى مقابل أسرى"، وإبقاء حالة الاشتباك دائرة وفقاً للظروف والمواقف الميدانية، وهو ما رأى الباحث أن له حظاً متوسطاً من التحقق.

كما تحدث التقدير عن سيناريو ثالث يقضي بالانسحاب خارج المدن والحواضر السكنية وإقامة شريط عازل داخل أراضي قطاع غزة، وهو أحد غايات وصور النصر الممكن أن يقدمها العدو لبيئته، إلا أن الباحث رأى أن مثل هذا السيناريو لا يحقق للعدو شيئاً من أهدافه المعلن عنها في بداية الحرب. وطرح التقدير سيناريو يقضي ببقاء العدو في مناطق مختلفة من القطاع على النحو الحالي المُشاهَد، واستمرار القتال ولكن بوتيرة أخف، إلى حين تبلور حلول سياسية، تضمن للمقاومة تصريف صمودها الميداني في مكتسبات سياسية وأمنية ومجتمعية، وتؤمن للعدو "صورة نصر" يمكن أن يقدمها لبيئته ومجتمعه، على شكل اتفاقات أو حلول أو مبادرات سياسية، وأشار أن ذلك لم يظهر له حتى الآن أي مؤشرات أو مبشرات في الأفق القريب.

حول الموقع

سام برس