سام برس/ احمد الشاوش
وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، اليوم الاربعاء ، الموافق 14 فبراير 2024م ، الى العاصمة المصرية القاهر في زيارة رسمية هي الاولى من نوعها بعد 12 عاماً من القطيعة لتطبيع العلاقات ، وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس التركي والوفد المرافق له بمطار القاهرة الدولي ، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقد صرح المستشار د.أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعقد مباحثات موسعة مع الرئيس أرودغان لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية ، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.

وتأتي الزيارة التاريخية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى القاهرة بعد القطيعة الكاملة التي أستمرت 12نحو عاماً واتساع هوة الخلافات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والحرب الاعلامية الضروس والدور الكبير للقوات المسلحة المصرية والشعب المصري الذي وقف صمام امان أمام عواصف وحرائق جماعة الاخوان المسلمين الذين أستبدلوا الدستور والقوانين بشرعية وفوضى الشوارع من أجل الوصول الى السلطة والحكم بالقوة والعنف والترهيب وتأييد الولايات المتحدة الامريكية ، وتمويل قطر ، والدعم التركي لجماعة الاخوان في أحداث الربيع العربي الذي حول القاهرة والمحافظات والمدن المصرية الى فوضى وخوف ورعب وتفجيرات تحولت الى زلزال وجحيم في بلد يمثل قبلة الوطن العربي والعالم الاسلامي ودول الغرب والشرق بما يملكه من مقومات الدولة المدنية الحديثة والوعي والامن والاستقرار والسلام.

زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى مصر واللقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاربعاء ، تحمل اكثر من رساااااااالة ، وتأتي بعد ان فشل مشروع وأجندة الاخوان المسلمين بعد ان تم الاطاحة بـ محمد مرسي ، رسمياً وشعبياً والقضاء على مخلفات رابعة الانقلابية واستعادة وتأمين مؤسسات الدولة وملاحقة الارهابيين في سيناء وغيرها من بؤر التوتر والارهاب.

كما تأتي زيارة الرئيس اردوغان الى القاهرة بعد اللقاء الذي جمع اردوغان والسيسي في العاصمة القطرية الدوحة خلال مباريات كاس العالم والذي كان لامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ، الدور الكبير في اقتناص الفرصة والترتيب لتلك المصالحة والمصافحة التي كسرت حاجز القطيعة وأنهت الخلاف السياسي والنفسي وساهمت في اذابة جليد الازمة ضمن العديد من المحطات واللقاءت التركية والمصرية للوصول الى الرغبة الكبيرة والعناق الاخوي بين الرئيسين وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والسلام والازدهار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين ووقف الحملات الاعلامية والمعارضين ومحاربة الارهاب ، بما يساهم في هدؤ واستقرار الشرق الاوسط.

اللقاء التركي المصري ، ياتي في ظل المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية الخطيرة لاسيما في ظل مجازر الابادة التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة ومدينة رفح وتفعيل لغة المصالح وفتح صفحة جديدة بين تركيا والقاهرة بعد تدهور العلاقات بين البلدين ومحاولة تعزيز علاقات الصداقة واتفاق التنسيق الأمني والعسكري والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين لاسيما في مجال الطيران المسير ، والبحث في الملف الليبي ، والتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ، وغيرها من القضايا والملفات الشائكة.

ورغم الاختلاف بين القاهرة واسطنبول في بعض القضايا ، الا أن الثقة تظل كبيرة بين رئيسي البلدين في ظل الاحتكام للغة العقل والمنطق والحكمة والواقع الذي يؤكد أن السلام هو الخطوة الاولى لصناعة الامن والاستقرار والتنمية والازدهار بدلاً عن الفوضى والدمار والدم والبارود ومعاول هدم الدول التي تحول الحضارات العظيمة الى اطلال.

حول الموقع

سام برس