سام برس/احمد الشاوش
رغم مرور أكثر من خمسة شهور على مجازر الابادة ومحارق الهولوكست الحديثة والدمار والاطلال وسياسة الارض المحروقة ونشر الرعب والفقر والجوع والعطش والمرض والمعاناة الشديدة ومحاولة التهجير وانعدام سُبل الحياة بمباركة ومشاركة امريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية وبعض الاعراب ، الا ان ارادة ومواقف وشجاعة وصبر الفلسطينيين بلاحدود في قطاع غزة قد قهر الجيش الذي لايُقهر وأفشل الاجندات والمخططات الاسرائيلية والامريكية والبريطانية ، ودفع بالشعب المكلوم والمظلوم أن يمارس حياته الطبيعية في ظل ظروف غير طبيعية الى الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك في حالة تحدي ومعنويات مرتفعة وايمان تجاوز كل التوقعات والخطوط الحمراء.

أطفال وفتيات ونساء وشباب يعيشون في الخيم والعراء وعلى قارعة الطريق وانقاض منازلهم وشققهم السكنية المدمرة والابراج بسلاح الامل واضفاء ابتسامة من خلال صناعة الفرحة وتعليق فوانيس رمضان والبالونات الملونة والاشكال والرسمات التي تعكس مدى صمود وكرامة وعزة وصبر شعب الله الجبار بأقل الامكانيات التي تبقيهم على قيد الحياة

ورغم اجراء قوات الاحتلال الاسرائيلي الامنية المشددة وشبح تهديد رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو والضغوط و تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار ، واستشهاد نحو 31112 شهيداً واصابة 72760 جريحاً من المدنيين وآلاف المفقودين تحت الانقاظ وسقوط الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وافلاس المنظمات الحقوقية والانسانية وذرف دموع التماسيح بعد ان ثبت صمتها وتورطها ونفاقها في العدوان على غزة وغرز رأسها في التراب ، الا ان الفلسطينيين رغم المأساة والكارثة الانسانية وتحملهم جبال من المآسي والالام والاحزان أصبحوا أكثر تماسكاً ومودة وايثاراً وتلاحماً على الخبز والمر وانهم في سفينة واحدة كالبنيان المرصوص في مقاومة قوى الشر وسفاحي تل ابيب وواشنطن ولندن وغيرهم من الاوربيين الذين تسببوا في الابادة.

وفي ظل لغة الطغيان والبطش والترويع والقصف ونشر آلاف من أفراد شرطة الاحتلال الاسرائيلي في الشوارع الضيقة بالبلدة القديمة في القدس ، في محاولة لصد عشرات الآلاف من الفلسطينيون الذين يتوقع أن يحضروا كل يوم لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى ، إلا أن شعب الجبارين سيواصلون أداء الصلوات والصيام وتلاوة القرآن الكريم في بيوت الله وفي مقدمتها المسجد الاقصى الشريف مهما كانت الرقابة والقوة والبطش ، مما يستذكر الفلسطينيون ان وسائل العنف والمنع كانت احد أسباب اندلاع الحرب السابقة في عام 2021 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس ما ادخل العدو الصهيوني وجيشه وشرطته في دوامة.

ورغم شيطنة الرئيس الامريكي جو بايدن
بعمل ميناء بصورة سريعة وتعهده يوم الأحد بمواصلة الضغط من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتطبيق وقف اطلاق النار وتحقيق استقرار على المدى البعيد في المنطقة كنوع من الاستهلاك واستغفال الرأي العام والناخب الامريكي وشعوب العالم ، الا ان الفلسطينيون يدركون ان بايدن قاتل رئيسي وداعم للجيش الاسرائيلي بالمال والسلاح والسياسة والدبلوماسية ومعطل لمشاريع وقرارات مجلس الامن الدولي الداعية لوقف العدوان أو ادخال مساعدات غذائية وان واشنطن والصهيونية هم المسؤول الاول عن كل مايجري من دمار ودماء وابادة وتشريد ونزوح وتجويع ممنهج ، وبالرغم من ذلك صامدون في وجه مشاريع التهجير ، رغم ادعا الرئيس الامريكي بإن قضية ومعاناة غزة ستكون حاضرة في ذهنه.

احتفال الفلسطينيين بقدوم شهر رمضان والعيش في طقوسة بروحانيته عجيبة لاتوصف تُثير العدو الصهيوني وزبانيته رغم الاجواء الحزينة والقلوب المكسورة بفقدان فلذات الاكباد والابناء والامهات والشباب والشيوخ ، ورغم تلك المآسي والفواجع والمواجع والجوع يحتفل الفلسطينيون بطريقتهم كون الحياة والموت لاتفرق عندهم اليوم بعد ان تخلى القريب والصديق والعالم عنهم بأستثناء بعض المجاهدين وشعوب العالم الحر التي تخرج في مظاهرات يومية تدين مجزر الابادة الاسرائيلية والامريكية والبريطانية وتدعو الى محاكمة السفاحين وتغيير تركيبة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي تحول الى قاتل رئيس للدول والشعوب المستضعفة في سبيل الهيمنة والسيطرة على المصالح والثروات .

وفي ظل سياسة القتل الممنهج وحلول الاول من شهر رمضان يوم الاثنين تحاول اسرائيل مصادرة فرحة الشعب الفلسطيني بالشهر المبارك وترتكب فجر اليوم الاثنين جريمة ابادة جديدة من خلال القصف الجوي والقصف المدفعي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، في اليوم الـ157 من العدوان في محاولة لتركيع الشعب الفلسطيني في أجمل واسعد مناسبة دينية بحسبما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية.

حول الموقع

سام برس