بقلم/ احمد الشاوش
كثيرة هي المشاعر الانسانية التي تُحرك فينا القيم وتوقض الضمير وتبعث الامل وتحرك فيض العواطف والمحبة وهرمون السعادة التي تعكس أصالة الاستاذ الكبير محمد المساح ، وما تواصله الانساني مع الكثير من الزملاء إلا دليلاً على عظمته ونُبله في زمن أفتقدنا فيه أمثال هؤلاء العظماء.

لحظة يازمن :

خلال الاسبوع الماضي تلقيت اتصالاً من الاديب والكاتب الكبير الاستاذ محمد المساح صاحب أشهر عمود في صحيفة الثورة " لحظة يازمن" ، وبطيبته المعتاده ومشاعره الفياضة وتواضعه الجم ومعدنه الاصيل للسؤال عن أحوالي والاطمئنان على صحتي والاشادة بي بكلمات أثلجت صدري وأعادت فيني الروح المعنوية وعبرت عن عمق الصداقة وروح الاخوة وعظمة الوفاء.

وبلهجته الشعبية المحببه الى قلوبنا وبراءته ولطافته ومجابرته ومتاحفته وحديثه الشيق الذي لايُمل ، يسترسل خلال الاتصال الهاتفي بقوله ..كيفك يا احمد .. والله مشتاق لك ولجميع الزملاء .. دائماً ابلغك سلامي كلما اتصلتوا بالزميل صالح القباطي.. كيف صحتك ..الاولاد بخير .. واصل الكتابه .. الله يحميك ويحفظك ويخارج البلد.

محمد المساح ، الاديب ، والمفكر ، والمثقف ، والكاتب ، والفيلسوف ، والرجل الاكثر تواضعاً ووفاءاً للكبير والصغير فضل الذهاب الى قريته ومسقط رأسه للعيش بشرف ، بعيداً عن مدن الاشباح ومجالس النفاق وكراسي السلطة والتطبيل وساحات الفوضى وتجار الحروب ، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والابداع والنزاهة والمهنية والوطنية مفضلاً مهنة رعي الاغنام، بدلاً من مناصب الوهم وكراسي الغربان.

ورغم الظروف الاستثنائية والمعيشة الضنكى وتحول اليمن الى دويلات والمسؤولين الى أدوات للشرق والغرب ، إلا ان الكاتب الكبير محمد المسااااااح يظل الشمعة المضيئة في سماء اليمن المظلم والضؤ الذي نتنفس من خلاله أكسجين الفكر والثقافة والوطنية والمحبة والايثار والتواصل الانساني والتسامح والتعايش والسلام في زمن الجحود بعد ان تجرد الكثير من القادة والمسؤولين والسياسيين والحزبيين والمثقفين والاعلاميين واشباه العلماء من الوفاء والقيم السامية والاخلاق الرفيعة وتحولوا الى شركات للمقاولة ومشاريع للموت ومجرد شقاة في تنفيذ الاجندات المشبوهة لهدم الدولة وتعطيل المؤسسات وتدمير المدن وتفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير السيادة مقابل الاموال الحرام.

اخيراً.. تبقى قيم التواصل والمحبة والتواضع والتسامح والوفاء والايثار وجبر الخواطر من أهم مقومات الشخصية الانسانية ، وما استاذنا الفاضل محمد المساح الذي ظل في سباق مع الزمن إلا عنواناً لتلك الشخصية السامية التي تعلمنا منها الكثير من قيم الوفاء مع تمنياتي له بالصحة والسعادة والعمر المديد.


* مقال نُشر بتاريخ الجمعة 23 ديسمبر 2022م في موقع سام برس .. ومن العجيب ان يكون رحيله يوم الجمعة 20 إبريل 2024م ومن الواجب ان نعيد نشر تلك المقالة لسيرة ومسيرة تلك القامة .
الرحمة والرضوان للفقيد الغالي .

حول الموقع

سام برس