سام برس
أطلق الدكتور محمد العروسي ، أستاذ العمارة الإسلامية بقسم الآثار والسياحة بجامعة صنعاء ، نداء استغاثة لإنقاذ المواقع والمعالم والمنشآت الأثرية الإسلامية والتاريخية من الضياع والاندثار، محملا الصندوق الاجتماعي وهيئة الأوقاف مسؤولية ذلك.

قائلا في حالياً هناك العديد من الكوارث التي تحل بآثار ومعالم يمنية تاريخية هامة، منها على سبيل المثال ما حصل مؤخرا قبل أيام عيد الأضحى المبارك من انهيار مرنع جامع قبة المهدي بصنعاء القديمة ووفاة وجرح عدد من العمال:

وتابع قائلاً ، حاليا تعيش أمهات وآباء وزوجات وأولاد واسر هؤلاء العمال الذين قضوا في هذه الكارثة الفضيعة كل لحظة وكل ثانية وكل يوم في هذا العيد المبارك في حزن شديد وألم مروع ، ويحزن كل اليمنيون الشرفاء لما حدث ولدمار وضياع مواقع ومعالم ومنشآت أثرية وتاريخية هامة في العديد من المدن والمناطق اليمنية بسبب قيام مسؤولون في الصندوق الاجتماعي وهيئة الأوقاف بتكليف مقاولين وضباط مشاريع وعمال بتنفيذ مساجد ومدن ومعالم تاريخية يمنية هامة، ومن يشرف عليهم لايمتلكون الخبرات والمؤهلات والمهارات التي تؤهلهم وتمكنهم في انجاز هذه الأعمال الأثرية المتخصصة بطرق وأساليب علمية دقيقة و ناجحة، وأعمالهم تسببت وتتسبب ( أعمال الترميم العشوائية التي نفذها الصندوق الاجتماعي والأوقاف) في تشويه وضياع جوانب من أثار وتراث اليمن ، وتسببوا مؤخرا في مقتل وجرح عدد من العمال في صنعاء القديمة مؤكدا بأن المطلوب الآن:

أولا إجراء تحقيق شفاف ومعمق ودقيق مع المسؤولين عن هذا الحادث المأساوي وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم ومعاقبتهم وفقا للقانون

ثانيا: توقيف كل ما تقوم به كل من أمانة العاصمة (داخل باب اليمن) والصندوق الاجتماعي وإدارات الأوقاف من مشاريع ترميم وتجديد وتوسيع للمنشآت والمعالم الأثرية ورصف المدن التاريخية ، وتشكيل لجنة متخصصة من علماء وأساتذة العمارة الإسلامية في جامعة صنعاء لتقييم الأضرار التي لحقت بالمنشآت التي هدمت كقصر السخنة التاريخي وجامع النهرين وقبة المهدي والجامع الكبير في مدينة اب وعملية رصف حديثة في مدينة كوكبان التاريخية وغيرها، وتكليف اللجنة المذكورة بإعداد خطط ودراسات علمية لترميم ومعالجة أخطاء أعمال الترميم العشوائية وإعادة بناء ماتم تدميره بطرق وأساليب علمية ومنهجية، ووضع خطط علمية حديثة لتدريب وتأهيل الخريجين المتخصصين في الآثار الإسلامية والقديمة على اعتمال الترميم والمسح والتنقيل الأثري قبل تشكيلهم ضمن فرق تنفذ أعمال أثرية.

ثالثا: إلزام كل الجهات بالتنسيق والحصول على موافقة علماء العمارة المتخصصين في قسم الآثار بجامعة صنعاء وكل من الهيئة العامة للآثار وهيئة المدن التاريخية قبل القيام بتنفيذ اي مشاريع تتعلق بالمدن والمعالم الأثرية والتاريخية.

رابعا: مستقبلا يجب ان يترأس ويشرف على كل فريق أثري تشكله و تموله أي جهة احد أساتذة قسم الآثار في جامعة صنعاء المتخصصين في العمارة الإسلامية أو القديمة (بحسب تاريخ المعلم).

أخيراً.. جميعنا نريد ان نعرف أسماء المسؤلين والجهات التي وجهت بتدمير قصر السخنة التاريخي وجامع النهرين وغيرها والمسئولين عن مقتل وجرح بعض العمال والخراب في قبة المهدي وما جاورها في مدينة صنعاء القديمة والرصف في كوكبان التاريخية التي حدثت في الأيام القليلة الماضية.

وساق الدكتور محمد العروسي ملاحظة هامة قائلاً انه تم خلال الأيام الماضية تكليف الدفاع المدني بتفجير صخور وكهوف أثرية في جبل ذخار المطلة على مدينة شبام كوكبان ، ورغم عدم موافقة الجهتين الرسمية المختصة هيئتا الآثار والمدن التاريخية ينوي الدفاع المدني القيام بالتفجير، ويفترض قبل القيام بذلك تكليف علماء من قسم الآثار والمساحة الجيولوجية لعمل دراسة علمية لتحديد ما إذا كانت هذه الكهوف الأثرية تشكل خطر على حياة مواطنين ووضع خطة تحافظ على الآثار من جهة وتجنب حدوث أي كارثة قد تحصل مستقبلا من جهة أخرى، ( كل مشروع وعمل لا يعتمد على خطة ودراسة علمية متخصصة يعد عملا عشوائيا تكون نتائجه كارثية).

حول الموقع

سام برس