سام برس
سفر بعواطف شتى وسردية تشكيلية بها حساسية فائقة حيث التواصل مع الجمهور و محبي الفن..
لوحات متنوعة وسفر بمثابة الانصات لايقاع الدواخل بأحاسيسها المتحركة.. والعواطف العميقة..
شمس الدين العوني
بفضاء الهادي التركي للثقافة والفنون تابع كل من زار الفضاء من فنانين تشكيليين و نقاد و أحباء الابداع التشكيلي معرضا متنوع اللوحات الفنية في فسحة هي بمثابة " السفر العاطفي " حيث عوالم الفنان المعبرة عن أحواله و هواجسه و اعتمالات دواخله الأمارة بالرسم و التلوين ..كان ذلك بمناسبة افتتاح المعرض الشخصي للفنان التشكيلي محمود عمامو الذي يتواصل الى غاية يوم 01 من شهر نوفمبر المقبل ..ازدان هذا الفضاء الثقافي و الفني الأنيق الذي يحمل اسم علم من أعلام الفن التونسي المعاصر عم الهادي التركي رحمه الله و المفتوح أمام المعارض التشكيلية و اللقاءات الفكرية و الابداعية و منها تقديم الكتب و الاصدارات الجديدة..نعم ازدان الفضاء الجميل بجملة أعمال الفنان عمامو الذي فتح الزائرين لمعرضه هذا على أكوان من التشكيل و التلوين بمثابة الترجمان لأحاسيس شتى بثها في لوحاته و هو يرسل العبارة في النظر و التقبل مشيرا الى خبراتهالجمالية و الفنية و هو الذي نوع من مشاركاته عبر المعارض الشخصية و الجماعية ..
هكذا يبحر الفنان في هذه الأحوال و معها و بها و ضمنها مشيرا بشغف لا يضاهى الى ممكنات التلوين حيث يقول حيزا من شواسعه و هو يحاور القماشة و يحاول عناصر فيها تبرز قابلة للقول بالرسم و التلوين مجالي خيال و ابتكار في هذا البحر العاتية أمواجه من الفن الذي مر به منذ القدم محاولون و مبدعون و محبون و متمرسون و عشاق ديدنهم البوح بما في الأعماق رغبة في الامساك بلحظات امتاع ظلت بعض آثارها الى الآن من العلامات و الشواهد في تاريخ الفن وفق اتجاهات و تيارات و مدارس و بما في بعضها من عفوية التعاطي و دلالات و رموز هي عين العصارة للتجربة و ثمارها الجمالية و اشراقاتها اليانعة..
ها هو الفن في زواياه المتعددة حيث الفنان يعي شيئا من هذه اللعبة الفنية التي تتلبس به فيمضي معها بالمهج و العواطف و العواصف و الأحاسيس حوارا و سؤالا و نظرا مفتوحا قدام العناصر و الأشياء..و هنا و في سياق التجربة نمضي مع تجربة الفنان التشكيلي محمود عمامو بمناسبة معرضه الفني التشكيلي الشخصي هذا المتواصل الى غاية يوم 01 من شهر نوفمبر 2024 حيث تم افتتاحه يوم 18 أكتوبر الجاري ..تخير الفنان التشكيلي محمود عمامو عالمه المشكل للوحاته وفق رؤيته لجمالية بها عفوية واعية تبرز مفردتها الفنية وكأنها في تصميم متقصد يحيل الى ذلك العالم الساحر من احتشاد الذاكرة الحسية عبر فيض الأحاسيس لتبدو اللوحة في وحدة متكاملة عناصر القراءة حركة و لونا و مساحة قائلة بالوجد و ما به من باطن الفنان من عواطف شتى..في هذه الأعمال بهذا المعرض رغبات للارتجال تلاؤما مع ما يفضي اليه العمل الفني في سياق من الانسيابية تلوينا و موضوعا و هذا ضرب من الخروج عن مألوف الايقاع الباطني لسياقات معيشة من قبل الفنان فكأنه يرجو اللامنتظر و اللامتوقع فقط ما هو منسجم مع احساسه العميق و بطريقته هو فقط..انه الانسياب للذات تفعل فعلها العميق بعيدا عن بهرج اليومي و الآخرين..انه الانصات لايقاع مخصوص هو ايقاع الدواخل بأحاسيسها المتحركة و المتراكمة و العميقة و قد حفرت في ذات الفنان حكاياتها و سردياتها المختلفة و ها هو الفنان محمود عمامو ينصت اليها و يحاورها و يحاولها قولا بلذتها و جمالها ..لذة الفن و جماله..لوحات مختلفة في هذا المعرض معبرة و دالة على عوالم الفنان محمود عمامو فيها موسيقى بينة و هدوء ضاج و سردية ملونة هي عين بوحه و شجنه و بهجته و قوله الدفين و كل ما نسميه الاحاسيس التي عثر عليها في ذاته و بثها بدلال الفن و اللون على مساحات القماشة ..
معرض و تجربة و ذهاب آخر من قبل الفنان محمود عمامو للتجريب تفاعلا مع دواخله و بنزعة فيها من الشاعرية الكثير ..سفر من عواطف شتى و سردية تشكيلية بها حساسية فائقة حيث التواصل مع الجمهور و محبي الفن ضمن هذا المعرض الجديد في تجربة الفنان المميز محمود عمامو ليتواصل ذلك الى غاية يوم 01 من شهر نوفمبر 2024.