سام برس
تضاعفت نسبة الفشل والتسرب في صفوف طلبة الشهادة الأساسية والثانوية التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم أمس إلى أكثر من مئة ألف طالب وطالبة خلال هذا العام 2013 2014 م.
وحمل ناشطون حقوقيون كافة القوى السياسية والمدنية والمجتمعية مسؤولية تدهور الوضع التعليمي في البلد.
ووفقا لتقديرات وزارة التربية والتعليم فإن نسبة النجاح لهذا العام بلغت 46 ر 83 بالمئة، وهو مؤشر مرتفع تدحضه أعمال الغش التي سادت عموم المراكز الامتحانية والتسريب الواسع لنماذج أسئلة الامتحانات.
وطبقا لنتائج الوزارة فإن 49 ألفا و 841 طالبا وطالبة إجمالي عدد المتسربين والفاشلين في امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي إلى جانب محصلة نتائج الشهادة العامة التي أعلنها الوزارة قبل أسبوع، حيث بلغ إجمالي الطلبة المتسربين، والذين فشلوا في امتحانات الوزارة 56 ألفا و 283 طالبا وطالبة.
امتحانات الثانوية العامة والأساسية هذا العام سادت في معظم المراكز الامتحانية أعمال غش واسعة وبشكل غير مسبوق باعترافات مسؤولين في الوزارة وإقرارهم بتدهور وتدمير منهجي للتعليم لاسيما فيما وأضاف بيان الحملة : “إن الامتحانات سادتها عمليات غش منظمة اشتركت فيه جميع القوى السياسية والمجتمعية، وأنها لا تعبر عن المستويات الحقيقية للطلاب وتدفع كل عام إلى مخرجات ضعيفة”، داعية وزارة التربية والتعليم إلى “التحقيق وكشف الحقائق حول أعمال الغش والتسريب المعلنة، والتحقيق في تقارير الحملة والرصد الميداني، وإطلاع الرأي العام عليها”.
ودعا بيان الحملة التي نفذها ناشطون حقوقيون كافة منظمات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة المواطنين إلى “الوقوف أمام مخرجات التعليم وتحمل مسؤولياتهم إزاء الانهيار الحاصل فيه، وإشراك المجتمع المدني في الرقابة، والإشراف على قطاع التعليم، ورسم إستراتيجية واضحة ومحددة المعالم”.
وطالبت الحملة التي نفذت أعمال رصد في المراكز الامتحانية قيادة ووزارة التربية والتعليم “بعقد مؤتمر وطني لإصلاح العملية التعليمية للخروج برؤية وطنية تعيد للتعليم قداسته، وتضع المعالجات لكافة الاختلالات القائمة ابتداء من البيئة والإدارة المدرسية والمنهج ونظام الامتحانات والضوابط الكفيلة بحمايتها من أي تجاوزات، أو انحراف يهدد حاضر اليمن ومستقبله”.
كما دعا بيان الحملة إلى “تحييد وزارة التربية والتعليم وإبعادها عن الصراعات السياسية، وتناشد رئيس الجمهورية بإيلاء قطاع التعليم أولوية لبناء المستقبل، وإيجاد آليات للتدريب والتأهيل، وإجراءات رادعة لكل من يخل بالتعليم”.
وكان تقرير صادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة قد أشار إلى أن “ثلث الأطفال لا يستطيعون الحصول على فرص التعليم، والالتحاق بالمدارس باليمن”.
وأوضح التقرير أن “مليوني طفل من أصل ستة ملايين طفل يعيشون دون تعليم في اليمن بسبب ما وصف بالاختلالات التي يعانيها القطاع التعليمي تتعلق بالتسرب المدرسي ونقص الخدمات التعليمية في البلاد”.
ويواجه قطاع التعليم تحديات ومشكلات تصب في المحصلة في ضعف مخرجاته، تكشفها نتائج القبول في الجامعات إلى حد إعادة طلاب يمنيين من دول قدمت منحاً أكاديمية لليمن بسبب افتقار الطلاب المبتعثين إلى الحد الأدنى من الأساسيات المطلوبة لإتمام التعليم الجامعي.
يشار إلى أن صحيفة «الأيام» “واكبت بشكل مكثف امتحانات الثانوية العامة والأساسية، وكشفت التقارير الصحفية يخص الجنوب.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة التربية والتعليم لإعلان النتائج أمس بصنعاء عبر الوزير الدكتور عبد الرزاق الأشول عن أسفه لما صاحب الامتحانات من تسريب للأسئلة، وقال: “إنه جرى إحالة 18 شخصا للنيابة على دفعتين الأولى ضمت 6 أشخاص، فيما بلغ من تم إحالتهم للنيابة في الدفعة الثانية 12 شخصا، وسيتم إحالة الدفعة الثالثة، وستضم كل من ثبت تورطه في الإخلال بالعملية الامتحانية”.
وأقر نائب الوزير الدكتور عبدالله الحامدي رئيس اللجنة العليا للامتحانات خلال المؤتمر الصحفي “باختلالات رصدت خلال سير العملية الامتحانية بلغت ألف و 444 مخالفة مثلت حالات انتحال الشخصية أعلى مخالفات فيها 561 ، فيما مثلت حالة دفتران للمادة أقل مخالفات 64 مخالفة.
واتهم بيان صادر عن حملة مكافحة الغش بمحافظة تعز عشية إعلان نتائج الثانوية العامة مختلف القوى السياسية والمجتمعية بتدهور التعليم في البلد، وأنها اشتركت في أعمال غش واسعة ومنظمة، رافقت سير العملية الامتحانية.
وقالت الحملة في بيان بعثته إلى «الأيام» : “إن نتائج امتحانات الثانوية العامة لاتعبر عن المستويات الحقيقية للطلاب”، ودعا بيان الحملة وزارة التربية والتعليم إلى “الاعتراف بالنتائج الحقيقية للطلاب، والفشل الذي يواجهه النظام والإدارة التعليمية”.
وقالت الحملة: “إن الإجراءات والقرارات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم بشأن تسريب الامتحانات غير كافية، ولا تعالج الاختلالات العميقة في العملية التعليمية التي يعد نظام الامتحانات جزءا منها”.
المنشورة صورا كارثية لاختلالات في مراكز امتحانية، وأعمال غش وتسريب واسع لنماذج أسئلة الامتحانات، واعترف وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الرزاق الأشول في تصريح للصحيفة بتدمير ممنهج استهدف التعليم في الجنوب منذ حرب 94 م”.
وفي النتائج المعلنة من قبل وزارة التربية و التعليم حققت الفتيات قرابة 70 % من الأوائل العشرة في الثانوية العامة بقسمها العلمي، كما تصدرت الفتاة جميع المراكز الأولى في نتائج الثانوية العامة بقسمها الأدبي.
وفي المراتب العشرة الأولى التي أعلنتها الوزارة توزع أوائل الطلبة الخريجين على محافظات رئيسية فيما غابت معظم محافظات الجمهورية في قائمة أسماء أوائل الطلبات.

حول الموقع

سام برس