سام برس
أعلن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الأستاذ ياسر العواضي، استقالته من عضوية هيئة الرقابة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي وصفه –الحوار- بالأكذوبة، كما نشره موقع "اليمن اليوم" كاشفاً عن مساعٍ قادها حزب الإصلاح (الإخوان) للتحالف مع المؤتمر الشعبي العام بهدف إسقاط حزمة من مخرجات الحوار. وربط العواضي، عضو اللجنة العامة والكتلة البرلمانية للمؤتمر، استقالته، بالجرائم الإرهابية وغياب الدولة، قائلاً: "لدماء اليمنيين في حضرموت واليمن كله ولأجل الدماء المهدورة، والدولة المسلوبة والأكذوبة الموعودة، والوطنية المزعومة". وعبر العواضي عن ندمه وحسرته من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، قائلاً في تغريدات متتالية الليلة قبل الماضية: "دفعتنا الآمال والمحاذير للمشاركة في أكبر خدعة وأكذوبة في تاريخنا السياسي وهي مؤتمر الموفمبيك وجلسات السفراء العشرة وحلفائهم وابتسامات المكر". وأضاف: "اعتقد الأبرياء أن الموفمبيك هو المخلص رغم أنه كان الخطوة الثانية من ثلاث خطوات نحو الهاوية كانت أولاها احتجاجات ربيع الخراب" في إشارة إلى أزمة 2011م. وفي تسلسل مثير للأحداث منذ ما قبل أزمة 2011م بدأ العواضي بالحديث عن أخطاء تلك الفترة معترفا بشجاعة نادرة قائلاً:(أخطأنا عندما كان الأكثر منا يعتقد قبل 2011 أن الصواب معنا كله وأن الخطأ كله معهم ) مشيرا في هذه الحالة إلى فرضية أن يكون الطرف الأول في الجزء وليس الكل بصرف النظر عن نسبة ذلك الجزء. وبعد 2011م يقول العواضي: (أخطأنا عندما اعتقدنا أننا بعد2011 كنا على خطأ كامل وأنهم على الصواب، ومشينا للأسف بعدهم رغم شكنا في صوابيتهم)، مبررا تلك المواقف بأنها كانت بدوافع الأمل في الخروج من الأزمة أو بدوافع الخوف من المستقبل أو ربما تجنباً وحذراً جرجرونا إلى بئر عميقة وحلم كاذب وعودة إلى ما وصفها خطايا مشاركته في (مؤتمر الحوار) يشير العواضي بشفافية غير مسبوقة إلى مشاركتهم فيما وصفه بـ(خيال وحلم كاذب) قال إن بعض الأصدقاء (جرجروهم) إليه موضحا: (وبعض من كنا نثق أنهم في طريق الخلاص وإذا بنا في بئر عميق خالٍ من الماء مظلم مخيف ومرعب). وأضاف: (كنت أؤمن بنظرية أن تكسب نفسك وتخسر الناس أفضل من أن تكسبهم وتخسر نفسك وخالفتها مرتين الأولى عند مشاركتي في نادي الموفمبيك المسحور). وفيما أكد على حسن نواياه أضاف موضحاً: (ولكننا ظهرنا جبناء بعد عشرة أشهر من اكتشاف الحقيقة ولم نتجرأ على رفض صنم صنعناه بأيدينا وأكلناه) فيما يبدو أنها إشارة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي كان العواضي أحد أعضائه المشاركين في فريق القضية الجنوبية. لجنة الأقاليم أم الكبائر واعتبر العواضي مشاركته بعد ذلك في لجنة تحديد الأقاليم واصفاً إياها بالكارثية، خطأ عظيما قائلاً: (أما الغلطة والمخالفة الأخرى وهي عظيمة رغم أنها أيضا سوء تقدير وليست طمعا أو حقدا هي مشاركتي في لجنة الأقاليم الكارثية وقبولي بها رغم قناعتي ضدها). وأضاف العواضي في تغريدات متسلسلة له الليلة الماضية: (وستظل خطأ وغصة في قلبي وأعتبرها نقطة سوداء في تاريخي وسجلي) ويتوقع العواضي حيال هذه الاعترافات الشجاعة أن يستغلها خصومه السياسيون ويحورون معانيها قائلاً: (أقولها وأعلم أن هناك من سيتشدق بها من الآن بلؤم وخبث وحقارة لكن ما همني حقارته). وقال: (لست هنا حول الأقاليم كحدود ولكن كفكرة فإما محافظات أو حكم محلي أما إذا كانت أقاليم فهكذا مع تعديل بسيط رغم قناعتي بخطأ الأقلمة). وأوضح (كنت أعرف أنها تضر بهويتنا الثقافية وبوحدتنا الوطنية والاجتماعية أما السياسية فلا تهمني إذا خسرنا ما قبلها لكن سحر الأمل واحتمال الخطأ قادني في ذلك). خطايا وأخطاء وأضاف معبرا عن ندمه تجاه ماوصفه بكارثة الأقاليم: (ولا أعرف كم نحتاج من الصلوات والأدعية للتكفير عن مثل هذه الخطايا والأخطاء والله المطلع أنها أخطاء عن حُسن نية وليست لأهداف خبيثة) صنعاء لا تصلح عاصمة لليمن الجديد ويضيف في جزئية الإقليم: (كنت عارف ومقتنع أن الأقاليم لا تصلح لليمن وهويته، ورغم أني كنت مع نقل العاصمة السياسية لكني كنت متمسك بأن حكم محلي أفضل من الأقاليم بكثير). وفي حين يؤكد العواضي على تمسكه بصوابية رؤيته لشكل الدولة متمثلا في الحكم المحلي يرى أن العاصمة صنعاء لا تصلح عاصمة لليمن الجديد قائلاً: (مقتنع أن اليمن الجديد لا ينفع إلا بالمحافظات وحكم محلي وبعاصمة سياسية جديدة يتوافق عليها اليمنيين فصنعاء عاصمة تاريخية ولكن لا تصلح ليمن جديد ) ويبرر العواضي مشاركته تلك الأخطاء بحساسية موقع رئيس الجمهورية ورئيس مؤتمر الحوار الوطني الرئيس عبدربه منصور هادي – موقعه في المؤتمر الشعبي العام كنائب أول لرئيس المؤتمر وأمين عام - وكذا الخوف من حماقات ثورجية 2011 (وحساب موقف إقليمي ودولي وموالي السفارات لدينا سبب رئيسي في انقيادنا الأعمى). وفيما يشبه محاكمة الذات يلمح العواضي إلى أخطاء أخرى يصفها بالهامة لكنه لا يستطيع الإفصاح عنها حالياً لأسباب شخصية وأخلاقية . وقال: (هذه بعض أخطائي في الثلاثينات فهل يعترف من في الستينات والسبعينات والثمانينات بأخطائهم على الأقل اعتراف). إلى ذلك كشف العواضي عن مساع لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن ) للتحالف مع المؤتمر الشعبي العام بهدف إسقاط حزمة من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني . وقال العواضي وهو عضو اللجنة العامة للمؤتمر وعضو مؤتمر الحوار الوطني تلقيه طلباً من قيادي في حزب الإصلاح قبل عدة أشهر لتشكيل تحالف سياسي لإسقاط عدد من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني "لكننا اختلفا على أحقية بدء إعلان طلب إسقاط تلك المخرجات". وأوضح العواضي أن القيادي في حزب الإصلاح اشترط أن يبدأ المؤتمر إعلان طلب إسقاط تلك المخرجات قائلاً: (أخطأت عندما زارني قيادي كبير في الإصلاح قبل عدة أشهر وطلب تحالفا ومصالحة لإسقاط كثير من مخرجات موفنبيك وقلت له أعلنوا ونحن بعدكم فقال ابدؤوا أنتم المؤتمر الكبار ونحن بعدكم فقلت نتفق مع أنصار الله والاشتراكي والناصري ونعلن موقف موحد فوافق فشاورت من رفض قال يبدؤوا هم). ويضيف : (خفت من عدم مصداقيته رغم أن إحساسي أنه كان صادقاً، لكن خوفي من قلة خبرتي وتجربتي أجبرتني على السير مع اللي شاورته رغم أني لو صممت لأقنعته بذلك). وفي قضية دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء يعترف العواضي قائلاً: (أخطأت عندما دخل الحوثي صنعاء واتصل بي أحد خاصته المقربين جدا وقال لي نحاول نقنع الرئيس بالاستقالة فقلت له لا الرئيس ليس باسندوة يجب أن يقاوم وأن لا يسلمها إلا لرئيس منتخب، يجب أن يقاوم ويقود جبهة موحدة تضم الحوثي وكل القوى ويسلمها كما استلمها في حفل ديمقراطي بعد انتخابات، ظنيت أني غلطت). ويضيف : (أو من أن السياسة فن الممكن ولا أنقل قدمي إلا وأعرف أين سأضعها لذلك أوقفت كثير من الأخطاء رغم مشاركتي في البعض كل هذا وأنا تحت الـ40 فهل يعترف غيري؟).

حول الموقع

سام برس