سام برس / محمد مغلس
أجرت الفضائية اليمنية مساء الاثنين الفائت حواراً مع أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبد الله نعمان محمد، عبر برنامج "مرآة الواقع" الذي يقدمه الإعلامي عبد الرحمن العابد، ولاهمية الحوار تم أعادة نشرة بصورة مكتوبه بموقع سام برس .. حيث نوقشت عدد من القضايا المتعلقة بالأحداث الساخنة على الساحة اليمنية، وموقف التنظيم الوحدوي الناصري منها بما في ذلك تشكيل حكومة الكفاءات والمهام المناط إنجازها خلال الفترة الحالية، وتواجد المليشيات المسلحة ودور مراكز النفوذ القبلية والعسكرية في عرقلة مشروع بناء الدولة وموقف التنظيم الناصري مما يجري في الجنوب.

كما ناقش الحوار عدداً من الاستفسارات ذات البعد التاريخي حول علاقة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي بالناصريين، وعودة نائب رئيس الجمهورية الأسبق عبد الله عبد العالم، والإقصاء الذي تعرضت له كوادر التنظيم الناصري وعناصره خلال الحقبة الماضية، والآراء حول مرحلة حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
فيما يلي نصّ الحوار الذي أجرته الفضائية اليمنية مع أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري عبد الله نعمان.. فإلى الحوار:

أجرى الحوار: عبد الرحمن العابد أعده للنشر: أحمد شوقي أحمد
• مشاهدينا الأعزاء نرحب بكم مجدداً وسيكون معنا في حلقتنا هذه ولقاءانا هذا الأستاذ عبد الله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري الذي نرحب به باسمكم جميعاً.. مرحباً بكم أستاذ عبد الله..
- أهلاً وسهلاً فيك.. الله يخليك.
• وأيضاً مشاهدينا الأعزاء كان من المفترض أن يكون معنا في حلقتنا هذه الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي وعدنا بأنه سيكون معنا في هذا اللقاء وللأسف الشديد لم يتمكن من المجيء، ولا ندري ما هي الأسباب حيث حاولنا متابعته أكثر من مرة دون أي رد. عموماً مشاهدينا الأعزاء حلقتنا ستكون ثرية وغنية بثراء شخصية حلقتنا لهذا اليوم، وهو الأستاذ عبد الله نعمان، وأيضاً التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري العريق الذي يحوي الكثير من التاريخ، والكثير من الإجابات بالطبع للعديد من التساؤلات التي سنطرحها معكم.. مرحباً بكم مجدداً..
- أهلاً وسهلاً شكراً جزيلاً لك وللإخوة العاملين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.
• أستاذنا الكريم بدايةً نحن الآن في مستهل حلقتنا هذه سنطرح الموضوع الذي يعد الأحدث والأهم، نحن على مسافة يوم واحد بعد 30 نوفمبر، ووسط الدعاوى تلك والصراخ بأنه سيكون هناك دعوة للانفصال، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذي لا يؤمن بوحدة قطر واحد وإنما بأن الأقطار العربية جميعاً هي قطر واحد، ما موقفه من تلك الدعوات؟
- أولاً دعني أوجه التحية والتهنئة لكل أبناء الشعب اليمني بذكرى الاستقلال، الذي تحقق برحيل آخر جندي بريطاني وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأترحم على الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة لنيل الاستقلال، وأتمنى ألا يُنسى المناضلين الذين لا زالوا أحياء وأن يتم تكريمهم بهذه المناسبة. نحن طبعاً بالتأكيد مع حق التعبير السلمي لكل الناس عن آرائهم، ولكن فيما يخص موضوع الدعوة للانفصال، أو فك الارتباط، نحن نرى أن المسألة يجب أن ينظر لها من زاوية سياسية ومن زاوية القانون الدولي، من الزاوية السياسية طبعاً كل المبررات التي ترفع الآن للانفصال تقوم أساساً على ممارسات خاطئة بعد حرب 1994، هذه الممارسات الخاطئة هي ليست وليدة الوحدة ولا نتاج لقيامها، وإنما هي ممارسات عبثية لسلطة مارست الفساد والاستبداد وتحكمت بكل مقاليد السلطة وإمكانيات القوة وأدارَت البلد بما يحقق مصالحها، وليس مصالح الشعب اليمني، نعم إخواننا في الجنوب تعرضوا لمظالم كثيرة جداً، لم يكونوا متعودين على كثير من الممارسات التي كانت سائدة في الشمال والتي انتقلت إليهم، وأحدثت تغييرات كثيرة حتى في ثقافة أبناء المحافظات الجنوبية، كانتشار ظاهرة السلاح، وتقليص حقوق المرأة، ومظالم كبيرة جداً تعدّت نهب الأموال والممتلكات ويعني بلغت حد الإقصاء والتهميش لكن كل هذه ممارسات سلطة ولم تكن نتيجة لقيام دولة الوحدة، هذه المظالم يمكن أن تعالج، الإنصاف يمكن أن يتحقق، إعادة النظر في كافة الأساليب ممكن، يعني نحن قمنا بثورة لإسقاط النظام الذي ارتكب هذه المظالم، بمعنى أو بآخر؛ فإن تلك الأسباب التي تبرر الدعوة للانفصال الآن هي عبارة عن ممارسات فردية لا يمكن أن تزال بالعودة إلى وضع الانفصال.

• لننتقل إلى محاور أكثر سرعة وأكثر إيقاع، اللقاء المشترك وأيضاً قيادة هذه الأحزاب المنضوية تحت هذا الاسم العريض (اللقاء المشترك).. كيف يجد واقع اليوم؟ وخصوصاً أن هناك من يشير بأن لهم يداً وأن لهم دور فيما يحدث الآن من الكثير من السلبية نتيجة الوعود الكثيرة التي تقدموا بها ولم يستطيعوا أن يوفوا بها منذ 2011 وحتى اليوم؟
- للقاء المشترك إيجابيات وسلبيات.. اللقاء المشترك استطاع خلال الفترة السابقة طبعاً أن يخلق تراكم في الوعي الوطني، وتبلور هذا الوعي باشتعال الثورة الشبابية الشعبية التي أسقطت رمز النظام وإن كانت أبقت أدواته، تلك الثورة التي انتهت بتسوية سياسية حفظت للنظام السابق أدواته التقليدية التي استمرت تحكم وشارك اللقاء المشترك في حكومة الوفاق بعد الثورة، لم يكن اللقاء المشترك موفقاً في شراكته بإدارة الدولة، بعد توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أستطيع أن أقول أن اللقاء المشترك كان يمتلك رؤية متكاملة لإسقاط النظام ولكن لم يمتلك رؤية لإدارة الدولة، لهذا لم يؤد أداء جماعي في الحكومة، وقع البعض في ممارسات خاطئة كنا نأخذها معايب على النظام السابق أثرت بلا شك بشكل كبير، على أداء الأجهزة الحكومية وعلى أداء الحكومة وكان لها دور في إيصال البلد إلى ما وصلت إليه.
• الكثير يحمل اللقاء المشترك؛ وتحديداً حزب الإصلاح، الكثير من المثالب، ويحاولوا أن ينأوا بها عن أحزاب أخرى منضوية تحت هذا المسمى العريض، مثل الحزب الاشتراكي وكذلك التنظيم الناصري.. لكن أتمنى أن تسمحوا لي أن أستعير هذه اللفظة وذلك لأننا مرآة للواقع، فهناك من يقول بأن "الناصري هو إصلاحي يشرب سيجارة".. ولا بد أنكم سمعتم مثل هذه العبارة، هل بالإمكان الرد على مثل هذا؟
- حزب الإصلاح كان له دور مهم جداً في اللقاء المشترك، وبدون شك كان رافعة من روافع التغيير مع غيره من أحزاب اللقاء المشترك، وحجم المشاركة الكبيرة جداً في حكومة الوفاق التي استأثر بها سواءً من خلال الوزراء المشاركين باسمه أو الوزراء المشاركين من خلال حلفائه، بالتأكيد كانت هناك عمليات إقصاء، وعملية استئثار واستفراد بالسلطة، عانت منها أحزاب اللقاء المشترك وعانى منها المجتمع، أعتقد أن هذه مرحلة يجب ان تراجع في تاريخ العمل المشترك بين الإصلاح وحلفائه في اللقاء المشترك، ويتعين على إخواننا في حزب الإصلاح أن يخضعوا هذه المراجعة للدراسة، نحن لا يعيبنا إن كنا نلتقي مع حزب الإصلاح أو مع غيرهم في احزاب اللقاء المشترك حول كثير من القواسم المشتركة في بناء الدولة، لأننا كلنا في هذه اللحظة من أجل عملية التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية بمضامين وأهداف كنا متفقين عليها، وإن خرج البعض منا عن تلك المضامين والأهداف في بعض الممارسات لكن لسنا ملحقين في حزب الإصلاح.
• التنظيم الناصري حزب عريق جداً، قدم الكثير من النضالات والرجالات على فترات متباعدة ومتعاقبة من تاريخ اليمن، ما هي رؤيتكم المستقبلية تجاه هذه الفترة الدقيقة والحساسة من تاريخ اليمن؟
- اليمنيون توافقوا في مؤتمر الحوار على مضامين الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية التي ينشدونها، كحل للمشكلة الوطنية التي عانوا منها خلال فترة طويلة، هذه المضامين يجب أن تتحول إلى نصوص يتضمنها دستور الدولة الاتحادية القادم. علينا في هذه المرحلة أن ننهي وننجز مهام المرحلة الانتقالية وأن ننتهي من صياغة الدستور وإعداد السجل الانتخابي الالكتروني ثم الاستفتاء على الدستور وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وإجراء بعض الإصلاحات الضرورية في المؤسستين العسكرية والأمنية وفي المؤسسات المدنية أيضاً، ثم الانتقال إلى الوضع الطبيعي والمستمر، هذه هي القضايا المطلوب إنجازها خلال هذه الفترة؛ ويأتي في الطليعة منها تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقع في 21 سبتمبر من هذا العام، وتوفير الظروف الملائمة لبناء وتقوية مؤسسات الدولة ومنعها من الانهيار أو التفكك.
• التنظيم الناصري، كما سبق وذكرنا التنظيم العريق بالفعل في اليمن. هل يعتبِر أن مجيء الأستاذ عبد الله نعمان أميناً عاماً للتنظيم، بعد الأستاذ سلطان العتواني، هو نوع من إعادة النظر، أو نستطيع أن نسميه الدراسة الداخلية، التشاور، أو الاستبدال نتيجة ما حدث منذ العام 2011م، حتى انعقاد اللجنة أو انعقاد الجلسة لديكم؟
- كثير من المواطنين طبعاً لا يدركون أن هذا التنظيم عريق في ممارسة الديمقراطية، وتداول السلطة فيه يتم بشكل طبيعي وسلمي، وتعاقب على هذا التنظيم منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة أكثر من 8 أمناء عموم تقريباً، نحن كنا نمارس الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة حتى في فترة العمل السري، فأمر طبيعي جداً أن يتم تداول السلطة في فترة العمل العلني، ما جرى هو عبارة عن ممارسة ديمقراطية حقيقية. سياسة التنظيم لا يصنعها أفراد وإنما تصنعها مؤسسات، كل ما تم في الفترة السابقة وما يتم الآن، هو عبارة عن ترجمة فعلية وعملية لوثائق وأدبيات التنظيم وبرنامجه السياسي وما تقره الهيئات الأساسية في التنظيم.
• هل بالفعل، أصبح التنظيم الناصري يعمل بشكل علني كامل، أم أنه لا يزال لديه بعض التأثر بفترة العمل السري؟
- على الإطلاق، نحن ليس لدينا أي عمل خارج العمل العلني، وطالما أن الظروف توافرت لممارسة ديمقراطية علنية، فنحن لا نؤمن بأي ممارسة خارج هذا الإطار.
• سؤال مهم جداً تتناوله بعض النخب: لماذا يحسب الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي على التنظيم الناصري؟ ولماذا تقومون أنتم بإحياء ذكراه باستمرار، وكأنه فرد في هذا التنظيم رغم أنه لم يكن جزءً منه، كان عضواً في الحزب الاشتراكي يقال بأنه من أتى به إلى سدة الحكم هم الإخوان إلا أنه انتهى اشتراكياً.. لماذا الاحتفاء والاهتمام به من الحزب الناصري حتى أصبح كأنه فرد منكم؟
- ليست لدي أي معلومات متوافرة مؤكدة حول علاقة الشهيد إبراهيم بأي أحزاب سياسية قبل توليه السلطة.. كل ما أعرفه من معلومات عامة، هو أن الشهيد إبراهيم الحمدي كانت له علاقة بحركة القوميين العرب ولستُ متأكداً من كون هذه المعلومة دقيقة أم لا.. بالنسبة لعلاقة الشهيد ابراهيم الحمدي بالتنظيم الناصري، هي علاقة مرت عبر أطوار متعددة، كانت هناك علاقة حوار مستمرة قبل أن يكون إبراهيم الحمدي رئيساً لمجلس القيادة، وقبل أن تقوم علاقة الثالث عشر من يونيو، تعززت هذه العلاقة بعد قيام 13 يونيو، ورأت قيادة التنظيم وكانت حينها تعمل بشكل سري في توجهات حركة 13 يونيو، وبياناتها ومواقفها أنها تمثل مشروعاً لبناء الدولة اليمنية واستعادة زخم ثورة 26 سبتمبر بعد انحراف مسارها في 5 نوفمبر، فأصدر التنظيم بيان موقف، سُمي ببيان النقاط العشر، أعلن من خلال رابطة طلاب اليمن شمالاً وجنوباً في القاهرة، هذا البيان حدد 10 قضايا معينة، وقال بأنه إذا التزمت حركة 13 يونيو بهذه القضايا والمواقف التي تضمنتها البيان، فسيدعم هذه الحركة ويساندها، اطلع الشهيد إبراهيم الحمدي على البيان؛ وبدأت التواصلات تجري، من خلال العلاقة التي كانت تجمع الشهيد ابراهيم الحمدي بالأخ المناضل عبد الله عبد العالم، وإخوة آخرين من قيادات التنظيم، سواءً ممن كانوا من رابطة طلاب اليمن بالقاهرة، أو ممكن كانوا في الداخل، توّجت هذه العلاقة بانضمام الشهيد إبراهيم الحمدي للتنظيم وحضوره المؤتمر المؤتمر الوطني الخامس الذي انعقد في الحديدة في منزل الأستاذ عبد العزيز سلطان المنصوب الذي كان رئيس تحرير الوحدوي سابقاً، هذه طبعاً المعلومات المتوافرة لديّ، توجهات الشهيد إبراهيم الحمدي وممارساته كانت منسجمة تماماً مع أهداف ومبادئ التنظيم سواءً على صعيد السياسة الداخلية والخارجية وكل من كان يتابع يدرك هذه المسائل.
قد يقول البعض لا توجد وثائق رسمية أو مُعلنة، نحن الحقيقة عندنا في التنظيم أولاً لا زال الكثير من الوثائق من تلك الفترة لم يتم استخراجها من أماكنها، وبعضها طبعاً أتلفت، وبعضها استولي عليها من قبل جهاز الأمن السياسي، فضلاً عن هذا نحن عندما كنا نتعامل في التنظيم نتعامل بمحاضرنا بأسماء كودية، لكن بالتأكيد هناك وثائق قد تظهر في المستقبل، تؤكد هذا الأمر، ولا أعتقد أن هناك من ينكر انتساب إبراهيم الحمدي للتنظيم الناصري سوى من باب الجحود.

• نعم.. الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي، يعتبر فرداً من كل بيت، ويكفي أنه عندما يذكر اسمه يقال الحمدي أو إبراهيم دون حتى صفة الرئيس كأنه فرد من كل أسرة.. أستاذ عبد الله أيضاً نتحدث عن هذه الفترة الذي نحن فيها، وأيضاً وجود الصراعات الكثيرة بالذات فيما يخص الجانب الحزبي، هناك انقسامات شديدة، هل أنتم مع ما يحدث حالياً في المؤتمر الشعبي العام وهل تؤيدونه وتعتبرونه إنصاف الهي نتيجة ما تعرضت له كثير من الأحزاب من انقسامات وبالذات الحزب الناصري.
- نحن طبعاً لا نتشفى بأحد، سواءً أفراد أو أحزاب، وهذا بطبيعة الحال شأن داخلي يخص المؤتمر الشعبي العام، ونحن طبعاً نرى المؤتمر الشعبي حزب وطني يمني يضم الكثير من الكوادر المخلصة، ويضم الكثير من الكفاءات، لنا مآخذ على سياسات المؤتمر، نحن عندما كنا نختلف مع المؤتمر الشعبي وقيادته وهو في الحكم، كنا نختلف مع سياسات تدميرية مورست خلال الفترة السابقة أضرت باليمن وألحقت الأذى بكلّ مصالحه، لكننا نتمنى للمؤتمر الشعبي أن يتعافى وأن يتجاوز عثرته، وأن يتمكنوا من التخلص من الموروث الثقيل الذي تقريباً أساء لليمن وأساء للمؤتمر بشكل كبير.

• البعض يقول بأن الناصري ومن خلال تباكيه على عدد من عناصره رحمة الله عليهم ممن استشهدوا ومن اخفوا قسراً على يد النظام السابق، وهذه حقيقة، يتساءل: لماذا كل هذا التباكي في حين أنهم كانوا يريدون اغتيال الرئيس السابق بعد توليه الحكم بشهور قليلة، لم يكن قد ثبت أي شيء عليه، أو أي جريمة.
- أولاً هذه المعلومات غير دقيقة، التنظيم الناصري عندما قام بحركة 15 أكتوبر كانت يستهدف استعادة مجد ومشروع حركة 13 يونيو، بقيادة الشهيد إبراهيم الحمدي، لأنه كان يدرك أن اغتيال الشهيد ليس اغتيالاً شخصياً بل اغتيال للمشروع، وكانت لديه معلومات متوافرة عن أبعاد هذا المخطط، فأراد أن يستعيد الحركة، ليس بيننا وبين أحد ثأر شخصي، نحن حتى عندما اختلفنا مع النظام لم نختلف لأنه أعدم لنا شهداء، لكن اختلفنا معه لأنه كان يدمر ويهدم البلد، وينحرف بمشروع بناء الدولة. نحن لا نتباكى على أحد، شهداءنا رحمة الله عليهم، قدمناهم قرابين لهذا البلد، وهم جزء من تضحيات الشعب اليمني، والتضحيات التي قدمها التنظيم في الشمال والجنوب، والتضحيات التي قدمتها الحركة الوطنية في اليمن بشكل عام.
• لماذا لا تحسب بعض المآخذ التي كانت موجود خلال فترة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، طبعاً أنا شخصياً أشعر بأنها حلقة صعبة جداً ستمر عليّ، لأنه لا بد من تناول الموضوع ببعض الحساسية والخصوصية ولأول مرة تطرح مثل هذه الأسئلة في جهاز إعلامي حكومي.. الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي له الكثير من المآثر، وفعلاً ثلاث سنوات قصيرة، بقى فيها الكثير والكثير مما يقال عن ذلك الرجل العظيم رحمة الله عليه، لكن هناك كثير من المثالب، وجدت خلال فترته، لكنها لم تحسب عليه.. مثلاً محمد خميس، كان أكثر من عذب الناصريين وأودعهم السجون، كان أكثر من قام بقتل وإخفاء الكثير منهم، هذا جاء به الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، لماذا لا نتحدث عن هذا بكل شفافية ونحسبها على فترة لاحقة؟
- بالتأكيد من لا يعمل لا يخطئ، ليس هناك من أناس ملائكة أو مبرؤون من أي ممارسات خاطئة، لكن عندما نقيم أي تجربة أو أي مرحلة أو أي شخص نحن نقيم الإيجابيات والسلبيات، وإذا ما رجعنا إلى الفترة التي حكم فيها الشهيد إبراهيم الحمدي وهي فترة قصيرة جداً، وعملنا رصد سريع للإيجابيات التي تحققت خلال هذه الفترة، وبعض السلبيات التي وجدت أو رافقت حكمه، سنجد أن الإيجابيات تفوق بكثير جداً أي سلبيات أو مآخذ على حركته، بالمناسبة أنا لا أتذكر الآن إذا كان محمد خميس عين رئيساً للجهاز المركزي للأمن الوطني أيام إبراهيم الحمدي أم انه كان من ضمن موروثات الفترة السابقة، لكن بالتأكيد رجل السلطة عندما يمارس السلطة، قد يجد نفسه مضطر للتعاون مع بعض الأشخاص في مواقع معينة رغم عدم رضاه عنهم.

• النظام السابق الذي تم الخروج عليه في عام 2011، بجميع رموزه علي عبد الله صالح، علي محسن الأحمر، حتى الكثير من الشخصيات القيادية مثل البشيري وآخرين وآخرين، جميعهم جاؤوا خلال فترة الحمدي رحمة الله عليه، بل أنه كان يسمي الرئيس السابق علي عبد الله صالح "تيس الضباط".. فلماذا لا تحسبون أن رجالات هذه الفترة جاء بها الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي؟
- أنت عندما تجري مقارنة بين الفترتين، ولتصدر حكم ما إذا كانت فترة حكم الرئيس السابق هي امتداد للفترة السابقة أو لا، يجب أن تحكم عليها من خلال استمرار المشروع الذي كان يحمله الشهيد إبراهيم الحمدي...
• (مقاطعاً) في الثمانينات، كان يقال أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح استمر فيما بدأه الرئيس الشهيد...

- (مقاطعاً) أنا أقصد أن إبراهيم الحمدي كان يحمل مشروع دولة بكل ما تعنيه الكلمة، هذا المشروع جعله يصطدم مع كل مراكز القوى التي كانت ضد بناء الدولة، منها القوى القبلية والتقليدية وبعض القوى العسكرية التي كانت تمثل مراكز قوى داخل المؤسسة العسكرية، ومن أجل بناء الدولة بدأ يأخذ عدد من الخطوات سواء على صعيد التشريع أو على صعيد مؤسسات الدولة أو على مختلف الأصعدة، هذا المشروع تعطّل بعد اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي، وأعيدت القوى التي كانت تقف حائلاً دون بناء الدولة إلى مراكز السلطة من جديد، مثل هذا العمل الذي قام به الرئيس السابق، لا يمكن أن يُبرر بأنه استمرار لمشروع الشهيد إبراهيم الحمدي، بمعنى أو بآخر أن الأشخاص الذين كانوا موجودين أيام إبراهيم الحمدي، واستمروا في السلطة أو في الحكم فترة الرئيس السابق، لا يعني استمرارهم هو استمرار لمشروع الشهيد إبراهيم الحمدي، لكن أقول أن هؤلاء الناس أدركوا ربما المشروع الذي يريد أن يبنيه إبراهيم الحمدي، فتعاملوا مع أفكار إبراهيم الحمدي وساعدوه في عملية البناء، عندما جاؤوا في عصر آخر وهو عصر هدم للمشروع السابق، اشتغلوا بأفكار الحاكم فساهموا في عملية الهدم يعني، وبعضهم من انكفأ وترك السلطة.
• إذن لماذا لا يكون "التنظيم الحمدي" بدلاً عن "التنظيم الناصري" طالما أنتم متأثرين به إلى هذا الحد؟
- ليس لدينا مشكلة في الاسم يعني، وربما يكون هذا مقترح يطرح في مؤتمر قادم.
• أستاذ عبد الله، نعود إلى الفترة الحالية، انتم تملكون كادر إداري فعلاً مؤهل ومنذ فترة طويلة منذ السبعينات ومنذ الثمانينات ومن خلال فترة العمل السري كما سبق أن ذكرتم، التنظيم الناصري يحمل كوادر مؤهلة كثيرة، هل تجدون أنكم تملئون موقعكم هذا، أو المكانة التي تستحقوها في هذه الفترة، أم أن هناك إجحاف بحق هذا التنظيم وكوادره المؤهلة، بالذات بعد أن تم إقصاءها عقب محاولة الانقلاب بداية حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟
- هو طبعاً نحن تعرضنا لإقصاء لم تتعرض له أي قوة سياسية في اليمن، وعلي عبد الله صالح الرئيس السابق، ظل يتعامل معنا حتى بعد قيام الوحدة وحتى لحظة مغادرته للسلطة على خلفية أننا مجموعة حملت مشروع للإطاحة به من السلطة، لهذا أقصى كل كوادر التنظيم من كل الأجهزة والمؤسسات، ليس هذا وحسب، بل أقصيت عناصر كثيرة جداً، كانت تُحسب أنها مع التنظيم في فترة العمل السري، لمجرد أنها عناصر نزيهة وشريفة، كانوا يقيموا الناس أن كل من هو نزيه وشريف ومنضبط في عمله ويتمتع بقدرة وكفاءة بأنه ناصري، وكثير من كوادر الجهاز الإداري تعرضوا للظلم والإقصاء على هذا الأساس، نحن لا زلنا نعاني من عملية الإقصاء والتهميش حتى الآن، ليس لنا أي تواجد في المواقع الإدارية للجهاز الإداري للسلطة، لأنه معلوم أن الجهاز الإداري كان يوظف باعتباره وسيلة من الوسائل التي تمارس من خلالها عملية الإغراء والتوظيف، وعملية شراء الذمم والولاءات لهذا أقصينا نحن وأقصيت كل العناصر الشريفة من كل القوى.

• لماذا لا يقف التنظيم الوحدوي الناصري مع شخصية وقامة كبيرة مثل عبد الله عبد العالم في هذه الفترة؟
- الأخ المناضل عبد الله عبد العالم من القيادات اليمنية التي تعرضت للظلم والاضطهاد بصورة غير مبررة، لا لشيء، إلا لأن الرئيس السابق تقريباً، كان يشعر أمام هذا القائد وأمام هذه القامة بقدر من القصور والدونية، فكل المحاولات التي تمت لمعالجة موضوع عبد الله عبد العالم باءت بالفشل رغم كل وعوده المتكررة، وهذا أمر ليس مستغرباً مع عقلية تتعامل بمنطق الثأر، بمنطق الإقصاء دائماً، لدينا أمل كبير جداً بأن قضية عبد الله عبد العالم تعالج الآن، بعد طي صفحة وملف الماضي، والحقيقة نحن لدينا محاذير كانت خلال الفترة السابقة من عودته، لأن كنا مع سلطة وقيادة وأفراد لا يمتلكون قدراً من التحلي حتى بالأخلاق والمسئولية في التعامل مع الناس، عندما عاد الأخ الشهيد المناضل عبد الرقيب القرشي بناء على طلب السلطة ووعد ووجه أمان من الرئيس السابق لم يسلم من الاغتيال بعد أيام من عودته.
• نعود الآن إلى فترتنا الحالية.. كيف تجدون تشكيل حكومة الكفاءات، وما هو الأمل أو الزخم الذي يمكن تعطيه في ظل حالة من القنوط واليأس كادت أن تصيب المواطن.
- نحن اليمنيون جميعاً نعلق آمال كبيرة جداً على هذه الحكومة، هذه الحكومة ليس أمامها إلا النجاح، لا مجال أمامها للخطأ أو احتمالات الفشل أو حتى للتجريب، اليمن لم يعد يحتمل الأخطاء والتجارب، كنا ندرك طبعاً حجم المسئولية للمرحلة القادمة، لهذا عندما بدأ الخلاف حول حصص تشكيل الحكومة، بادرنا نحن في التنظيم وفي اللقاء المشترك، بالدعوة إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتفويض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيلها، لكي نتخلص من مووروث حكومة الوفاق السابقة، والمقولات المتكررة لباسندوة، خلال فترة رئاسته للوزراء، الذي حاول قدر الإمكان، ولكن كلما واجه صعوبات، يقول أن هذه ليست حكومتي ولكن حكومة شكلتها الأحزاب، نحن الحقيقة حريصون على نجاح هذه الحكومة، وحريصون على نجاح رئيس الوزراء أيضاً، يجب أن تقدم هذه الحكومة برنامج واضح وبمفردات محددة قابلة للقياس وبمهام تتركز بدرجة رئيسية على معالجة الوضع القائم واستعادة الأمور الطبيعية وتقوية الدولة وانجاز مهام المرحلة الانتقالية، وتهيئة الأمور للاستفتاء على الدستور وخوض الانتخابات، أعتقد أن هذه الحكومة يمكن أن تحقق الكثير من المهام إذا استطاعت أن تتعامل مع الواقع بقدر من الجرأة، وبصورة مؤسسية ولا تقبل العمل الفردي أو الاجتهادي من قبل الوزراء، أمام هذه الحكومة مهام كبيرة جداً يأتي في طليعتها معالجة التحديات الأمنية ثم معالجة التحديات الاقتصادية ثم إنجاز المهام المتبقية من مهام المرحلة الانتقالية وهي لا شك مهام كبيرة جداً، كيف ستتعامل مع عملية الإصلاح في الجهاز الإداري والتخلص من الكم الهائل من الموظفين، كيف ستعيد ترتيب الأوضاع خاصة مع تدني أسعار النفط وأيضاً بروز معيقات كثيرة جداً، تعيق بناء الدولة أو تدفعها نحو الانهيار، مثل ما يجري في المحافظات الجنوبية، ووجود مليشيات مسلحة، وغيرها من هذه الظواهر يعني أمامها تحديات كثيرة.

• أين هو الأمل، أين نستطيع أن نمسك بخيط يقودنا للأمل بهذه الحكومة، هل نستطيع أن نقول بأنه حتى الآن قامت بعامل طمأنة، لكن من أين نستطيع أن نعطي للمواطن الأمل الآن؟
- الفترة التي مضت حتى هذه اللحظة هي فترة قصيرة جداً، نحن ننتظر برنامج الحكومة لنقيم الحكومة ونراجع آمالنا بها من خلال البرنامج المقدم، وأعتقد أن الوقت الذي أنجز فيه تشكيل الحكومة رغم الخلافات يعطي أمل، في كثير أيضاً من الشخصيات التي تم اختيارها في الحكومة أيضاً تتمتع بقدر من الكفاءة، وعلى مستوى المسئولية، لكن لا يكفي أن يكون الوزراء بمستوى كفاءة عالية، يعني هناك الحامل للتغير، الذي هو الجهاز الوظيفي الذي أعاق في الفترة السابقة عملية الإصلاح، إذا لم يتنبه رئيس الوزراء والحكومة لإجراء إصلاحات في هذا الجهاز قادرة على الإنجاز السريع، فأعتقد أنها ربما تفشل بسبب الموروث الموجود داخل هذا الجهاز.
• يعني نتمنى ألا يكون هذا الحديث أيضاً مبرر جديد للحكومة الحالية، بأن هناك العديد من المعيقات، كما كان يتم في الحكومة السابقة ذكر النظام السابق بإسهاب شديد، لكن أيضاً نحن بحاجة إلى عمل علاقات عامة، عمل دولة، عمل تقوم به مؤسسات كبيرة لإعطاء هذا الأمل، نستطيع أن نقول بأن المنتخب الوطني قام بدور كبير، واستطاع أن يوحد قلوب الناس حول موضوع محدد ومعين، استطاع أن يرسم البسمة، وأن يرسم الأمل، وهذا ما يجب أن تقوم به الحكومة، لكن بعمل ممنهج من أجل شيء تنموي كبير، ما هو الشيء الذي نستطيع أن نقول بأنه ينقص الآن، من أجل عمل ضخم، هائل، يعيد لحمة قلوب الناس حول محبة الولد والوطن وحول الوقوف حول هذه الحكومة وحول القيادة السياسية من أجل السير نحو المستقبل.
- طبعاً اليمن ليست البلد الوحيد الذي مر بهذه الأزمات والذي واجه هذه التحديات، هناك دول واجهت تحديات ربما أخطر واكبر من التحديات التي واجهناها، لكن وجود الرؤية ووجود الإرادة يمكن أن تحدث الكثير من التحولات، إذا امتلكت هذه الحكومة رؤية وإرادة ستكون قادرة على تجاوز الكثير من المعوقات، لا تغرق في الاستراتيجيات والتفاصيل، عليها أن تتجه بشكل واضح لمعالجة التحدي الأمني ثم التحدي الاقتصادي، إذا أخذت بهذه المسألة وبشكل مباشر ومجرد ودون أن تضع حسابات ومعايير معينة لموازين القوى التي قد تحاول ابتزازها، أعتقد أنها تستطيع أن تعمل شيء، في مقدمة هذه القضايا ستختبر الحكومة من خلال قدرتها على فرض سيادتها على مبانيها أولاً، هل تستطيع هذه الحكومة أن تفرض سيادتها وسلطتها على المباني التي تدير من خلالها سياسة الدولة، وتتخلص من المليشيات؟

• لماذا نعتبر الآن أن هذه المليشيات محل خطر، بينما كانت أيام المليشيات السابقة وإن كانت تدعي أنها عسكرية، لكنها كانت مليشيات تتبع شخص، وأتحدث من ينكر هذا يا أستاذ.. كانت مليشيات تتبع شخص، لماذا أصبحت الآن هم وهاجس؟
- السابقون أوجدوا مليشيات من خلال مؤسسات الدولة، الآن توجد مؤسسات موازية خارج مؤسسات الدولة، مليشيات تعارض المؤسسات الرسمية وقد تصطدم معها في أي لحظة من اللحظات، فأنا أعتقد أن القبول بوجود أي قوة من أي جهة كانت، تفرض سيطرتها على المؤسسات، أمر يضعف الدولة، وإضعاف الدولة ليس في مصلحة أي من الأطراف والقوى السياسية.
• هل هناك تناقض في المواقف ما بين السبعينات والثمانينات والتسعينات والآن، أم هي قضية مبدئية؟ نجد أن عبد الله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه، الذي كان هو معيق الدولة اليمنية كما كان يقول التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، أصبح اليوم هو أساس الدولة وهو حامي الجمهورية، هذا البيت الذي يقال بأنه أعاق قيام الدولة المدنية، أصبح فجأة الجميع يتحدث عنه بأنه هو الدولة المدنية.. ما هو وجه التناقض؟
- من قال ذلك، نحن في التنظيم الوحدوي لم نقل هذا الخطاب على الإطلاق.
• ليس التنظيم الوحدوي. لكن هناك إعلام يتحدث بذلك.
- لست مسئولاً عما يقوله الإعلام، لكن نحن نعتبر أن مراكز النفوذ القبلي كانت مركز من مراكز القوة، وشريكة من شركاء السلطة السابقة، يعني نحن كنا أمام حاكم فاسد مستبد، ومراكز قوى قبلية وعسكرية شريكة له في ممارسة السلطة والفساد. والملاحظات حول بعض الممارسات سواءً اقتحام منازل أبناء الشيخ الأحمر أو غيرهم، هي ملاحظات لا نضعها من باب الدفاع عن هؤلاء الناس، أو من باب أنهم كانوا ملائكة...
• (مقاطعاً) هذا البيت الذي تتحدث عنه (أسرة بيت الأحمر) كم آوى من القتلة؟ كان إذا وصل أحدهم إليه لا يمكن أن تصله يد العدالة والقانون يا أستاذ..
- أنا لا أناقش.. ولا أدافع عن ممارسات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وأبناؤه، ومراكز النفوذ القبلي، وكنا نتحدث عن دورهم في إعاقة بناء الدولة، وعن استغلالهم لمواقع النفوذ والسلطة بالإكراه غير المشروع، في وجودهم، وهم موجودون، لكن الآن، نحن نعترض على الوسائل والأساليب، هؤلاء الناس يجب أن يحاسبوا من خلال المؤسسات الرسمية، لا يجب أن أجيز لنفسي أنا تحت مبرر الثأر كتنظيم ناصري تضرر من ممارسات الرئيس السابق أو ممارسات آل الأحمر أو غيرهم من القادة العسكريين، أن أستخدم القوة إذا ما كانت متوافرة لديّ، لمحاسبة هؤلاء الناس أو استرداد حق أو لمعاقبتهم على ما ارتكبوه من جرائم سابقة، لأني بهذا لا أساعد على إرساء مفهوم الدولة وإنما أمارس انتقام فردي، أو انتقام سياسي.
• أحياناً قد يكون السكوت فيه موافقة، ويجر أشياء كثيرة، مثلاً الموافقة على أن يكون علي محسن الأحمر العصا الغليظة لعلي عبد الله صالح طوال فترة حكمه، أن يصبح هو القائد والحامي للثورة، السكوت عن هذه الكلمة فقط ألا يؤثر كثيراً
- لم نسكت عن ذلك. نحن ليس كتنظيم ناصري فقط ولكن كل شباب الثورة الشبابية الشعبية وكل الفصائل التي شاركت فيها، لا تستطيع أن تعترض على أي طرف يريد أن ينظم إلى هذه الثورة أو يشارك فيها، لكن قبولها لانضمام هؤلاء الأفراد إلى الثورة لا يعني أنها تبرئ ساحاتهم من الجرائم التي ارتكبوها ولا يعني أنها تعطي صكوك غفران لهؤلاء الناس على الإطلاق، أنا يمكن ثالث يوم بعد انضمام علي محسن للثورة، ألقيت كلمة في ساحة التغيير وقلتها بشكل واضح للشباب، قلت يجب أن تقرؤوا التاريخ جيداً، ويجب أن تتنبهوا وأن تحافظوا على ثورتكم من السرقة كي لا تسرق كما سرقت ثورات سابقة.

• ونحن نتحدث الآن عن وحدة شعب ولحمة شعب، هل تعطينا مؤشرات لحجم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في الجنوب؟
- نحن طبعاً متواجدين في كل محافظات الجمهورية، هذا التواجد بالتأكيد ليس بالصورة التي ترضينا وليس بالصورة التي تغطي كل النطاق الجغرافي لكل المحافظات، لكننا متواجدون في عدن في لحج في حضرموت والضالع حتى في سقطرى لدينا فرع والمهرة، التواجد طبعاً يتفاوت بين محافظة وأخرى، لكننا متواجدون.
• لماذا انسحب اهتمامكم بقواعدكم الموجودة في المناطق الشمالية وبالتحديد التي كانت موجودة في صعدة في حجة وفي عمران، رغم أنها من أكثر القواعد إخلاصاً للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، لكنكم لم تعيرونها التفاتاً، طبعاً البعض يحاول أن يصور ذلك بصورة مناطقية لكن لسنا معهم في ذلك، لكن ما هو سبب عدم الاهتمام بهم؟
- تقريباً هو طبيعة التواصل خلال فترة الصراع الذي كان قائم أثرت إلى حدٍ ما، لكن على تواصل مستمر مع إخواننا في صعدة، وإخواننا في صعدة طبعاً يتحركوا بشكل إيجابي ولهم علاقات مع مختلف القوى السياسية وبالذات أنصار الله، وطبيعة الصراع التي كانت جارية في محافظة صعدة غلبت أولويات معينة بالتعامل مع المواضيع غير أولويات العمل السياسي، أقصد مثلاً أن تتحرك في صعدة كتنظيم أو حتى كحزب...
• (مقاطعاً) مش صعدة فقط، عمران، حجة
- في عمران نحن متواجدون فيها وبشكل قوي..
• وبالنسبة لحجة؟
- وحجة أيضاً متواجدون وبشكل قوي.
• أستاذ.. نستطيع أن نتحدث هنا بأننا نتحدث مع تنظيم عريق، ومع أستاذ وقامة كبيرة لي الشرف أن أكون جالساً أمامه الآن أدير مثل هذا الحوار، لكن أتمنى أن توصلوا رسائلكم الآن للقوى السياسية الأخرى، ما الذي بالإمكان أن تقولونه لحزب الإصلاح؟
- على حزب الإصلاح أن يستفيد من التجربة السابقة، على الأقل ما بعد 11 فبراير وحتى الآن، وأن يعيد النظر في أسلوب عمله السياسي، بعد أن تخلص من أوزار كثيرة جداً كانت تثقله خلال الفترة السابقة.
• رسالتكم إلى المؤتمر الشعبي العام
- عليه أيضاً أن يعيد النظر في طريقة عمله، وأن يبني نفسه كحزب خارج السلطة، وعليه أن يعيد تقييم تاريخ علاقاته بهذه المرحلة، وأن يتخلص من عبء ثقيل ما يزال جاثم عليه حتى هذه اللحظة.
• للحزب الاشتراكي
- الحزب الاشتراكي طبعاً حزب عريق، وكثير من المعوقات والصعوبات التي واجهها خلال الفترة السابقة قاومها بروح نضالية قوية وعالية، هو مقدم على المجلس الحزبي قريباً إن شاء الله، نتمنى له أن يوفق في تجديد قياداته وأن يعزز علاقاته مع شركاء العمل السياسي المتفقين معه في الرؤية وفي الثوابت.
• رسالة لعلي محسن الأحمر..
- (يضحك) عليه أن يتوب
• ايضاً رسالة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
- عبد الملك الحوثي استطاع أن يصنع قوة صاعدة، تحرك الحوثيون حركة لافتة وذكية جداً، استفاد من قرار رفع الدعم عن المشتقات، ورفع شعارات مقبولة جماهيرياً وتمكن من تحقيقها، استطيع أن أقول أنه حقق منجزات ربما ستساهم أو ستشكل خطوة أولى في طريق بناء الدولة في التخلص من مراكز القوى، لكن هناك ملاحظات وملاحظات كثيرة جداً، عليه أن يترك السلاح وأن يتحول إلى حزب سياسي.
• أستاذ.. ألم تشعروا للحظة بأن السيد عبد الملك الحوثي وأنصار الله اختطفوا اللحظة التي طالما انتظرتموها وناضلتم من أجلها طويلاً؟
- صحيح.. نحن تلكأنا في اتخاذ قرارات سريعة ومباشرة في هذا الموضوع، رغم أننا كنا ضد قرار رفع الدعم عن المشتقات، لكن أحياناً الحسابات السياسية في التقاط اللحظة تفوّت اللحظة المناسبة لاتخاذ القرار، هو تحرك بإيجابية والتقط اللحظة المناسبة، تمنينا له كل التوفيق والنجاح، وكنا نعتبر أن خياراته هي خياراتنا الوطنية، ونحن لا زلنا أيضاً نلتقي مع كثير من الخيارات الوطنية المطروحة، وإن كانت لنا بعض الملاحظات حول بعض الممارسات، نتمنى أن تتوقف أن تقوم الممارسات التي يقوم بها بعض الأفراد المحسوبين على أنصار الله، وقد لا يكون لهم علاقة بأنصار الله، نتمنى أيضاً أن ينتبهوا في فترة الحماس من أي توظيف قد يوظفهم الغير.
• بالنسبة للحراك الجنوبي ما هي رسالتكم له؟
- بالنسبة الحراك الجنوبي، فإن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني حققت للقضية الجنوبية ما لم يتحقق منذ قيام الوحدة وحتى هذه اللحظة، عليهم ألا يفرِّطوا في المكاسب والمنجزات التي تحققت للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني.
• كيف تجدون أداء الإعلام الحكومي في هذه الفترة هل لا يزال يصب الزيت على النار كما كان من قبل أم أنه صار أكثر هدوءً وعقلانية.
- الإعلام بالتأكيد بدأت تغييرات كثيرة تطغى عليه، ولكن نحن لا زلنا نحلم ونتمنى المزيد من التحسن.

حول الموقع

سام برس