سام برس / حمدان عيسى
دشنت حملة دولية اليوم أطلق عليها حملة "براءة"، تخليدا للطفلة "براءة مختار فقيرة" التي توفيت الأسبوع الماضي في الاردن، بعد أن تم استهداف منزلها في بيت بوس جنوب صنعاء إلى غارة جوية يوم 12 يوليو هي وابوها "د. مختار فقيرة" بعد أن صارعت الموت لمدة 12 يوماً أثر احتراق 90% من جسدها بحروق معظمها من الدرجة الثالثة.

وبعد أن لاقت الحملة الرواج الكبير والتعاطف من المجتمع في داخل اليمن والعالم، قررت عائلة "براءة" وخاصة والدتها أصرت على أن تبقي على ذكرى أبنتها خالدة عبر تأسيس مؤسسة براءة والتي تهدف إلى إنقاذ ارواح الأطفال الذين يحتاجون للمساعدة العاجلة بعد تعرضهم للإصابة جراء الحرب الدائرة في اليمن.

ودعت والدة "براءة" المجتمع اليمني والعالم بالتفاعل مع هذه الحملة الإنسانية التي تسعى إلى انقاذ حياة الكثير من الاطفال الذين قد يعانون مما عانت منه براءة، منوة أن المؤسسة ما تزال قيد الانشاء ولكن دعمكم ومساندتكم مهمة في هذه الوقت، وان لم تتمكنوا من الدعم المباشر عبر الموقع، أو يمكنكم التواصل معنا لتعريفكم بطرق الدعم المختلفة والمشاركة حتى معنوياً – بحسب قولها.

والجدير ذكره، أن حملة "براءة" العالمية، تحكي ما تعرضت له الطفلة اليمنية "براءة" أبنة العاشرة ربيعاً. فقد كانت متفوقة في مدرستها، وتمتعت بروح حيوية يملئها النشاط .. ولديها أحلامها وامالا عريضة وبسمة ساحرة تسعد من يراها .. ولكن في يوم 12 يوليو 2015م المشؤوم حدث أمر مؤلم لم يكن بالحسبان، حيث قامت طائرة بقصف المنزل التي كانت "براءة" وأسرتها تعيش فيه في بيت بوس بصنعاء. كان الدمار هائلاً .. والاحزان عميقة.. توفى والداها أثناء القصف، ولكنها ظلت تصارع من أجل البقاء لمدة 12 يوما اثر اصابتها بحروق عميقة من الدرجة الثانية والثالثة غطت 90% من جسدها الصغير ..

وبعد محاولة انقاذها في أفضل المستشفيات في الاردن إلا أن الحروق التي اصيبت بها كانت عميقة لدرجة لم تمكنها من الصمود. وقد وارت براءة الثرى يوم الاحد الماضي الموافق 26 يوليو في عمان - الأردن وتم الصلاة على جنازتها هناك.

وكان ذلك بعد أن أثارت قضيتها حملة عالمية لدعم الرعاية الطبية ولكن للاسف للأسف""براءة" فارقت حياة الدنيا، بسبب عدم وجود وحدة الحروق المتخصصة أو الاطباء التخصصين العاملين في مستشفيات اليمن، وعدم توفير العلاج اللازم لها بشكل طارئ أو نقلها إلى مستشفى مجهزة بشكل جيد في المنطقة في الوقت المناسب. لكن الطفلة "براءة" ليست سوى واحدة من الاطفال الأبرياء الذين سقطوا ضحية للحرب الجارية في اليمن.

قصة "براءة" تؤكد مدى وحشية الحرب التي لا تفرق بين طفل أو أمرأه ورجل وشيخ، حرب سحقت إنسانية الإنسان وتحتاج تكاتف الجميع من مختلف أنحاء العالم لإنقاذ براءة الأطفال الذي مازالوا يصارعون من أجل البقاء.

فالحملة واستمرارها ستكون بمثابة الصوت الإنساني للضحايا الذين لا صوت لهم مع ايصال اصواتهم البريئة إلى جميع انحاء العالم وخاصة للمجتمعات التي لم تسمع على الصراع القائم في اليمن، وهي في حاجة إلى اهتمام عاجل من الجميع.

هذا هو الدافع لإنشاء مؤسسة "براءة" التي تهدف إلى طلب المساعدة من المجتمع الدولي والأفراد من جميع أنحاء العالم لتقديم الإغاثة والعلاج للأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.

وللعلم فإن من بين مؤسسي هذه الحملة والدة "براءة" التي اصرت بأن يكون رحيل أبنتها له وتخليداً لذكراها، خاصة بأنه هناك حالات كثيرة من الاطفال أصيبوا بنفس الطريقة وضحايا الحروق الشديدة مثل أبنتها التي فارق الحياة بسبب عدم وجود آلية الاستجابة السريعة وفرص بقاءها على قيد الحياة كانت ضئيلة جدا.

ودعت الحملة الدولية بأنها محتاجة إلى الدعم بكافة الوسائل لايصال حملة "برءاة" الى العالم من شأنها أن تساعد في انقاذ حياة الاطفال الذين يصارعون الموت، ومنع وتدارك أن يكون مصيرهم مماثل لمصير "براءة"، كما دعت رفع الاصوات وتنفيذ مسيرات تدين الهجوم من أطراف الصراع على أهداف مدنية في اليمن.

حول الموقع

سام برس