سام برس
اصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في اليمن بيانا صحفيا أدان من خلاله التفجيرات والعمليات الإجرامية التي استهدفت الشباب المجندين في عدن والتي راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلا و120 جريحا يوم الاثنين , وقال بيان الحزب إن تلك الأعمال الإجرامية التي تبناها ما يسمى بتنظيم الدولة هي أعمال لا تمت للإسلام بل تشوهه, وان هذه الأعمال الإجرامية تخدم الكافر المستعمر الذي يتصارع على اليمن ومقدراته فيما يسميه الحزب بالصراع الانجلو أمريكي على اليمن.

دعا الحزب في بيانه أهل مدينة عدن وأهل اليمن جميعا للعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي تقضي على مبررات تلك الجماعات التي تزعم أنها قامت لجهاد الكفار وتحكيم الشريعة فإذا بها تذبح المسلمين وتوجه سلاحها إلى نحورهم.

نص البيان :

شباب عدن وقود لصراع دولي في ظل انفلات أمني، والمجرم تنظيم الدولة
أعلنت شرطة محافظة عدن يوم أمس الاثنين أن 50 قتيلا سقطوا فيما جرح 120 آخرون في العملية الانتحارية التي استهدفت مجندين جدداً في المدينة والذي تبناه ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية حسب ما تداولته المواقع الإخبارية، وأوضحت الشرطة في بيان لها أن الهجوم الغادر كان بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مركزاً للتجنيد في حي الشيخ عثمان والواقع شمال عدن.

إننا إذ نعزي أهالي من قضوا في هذا العمل الإرهابي الآثم سائلين الله أن يرحمهم وأن يشفي الجرحى والمصابين، فإننا في الوقت نفسه نحمل الجهات الأمنية في عدن مسئولية تلك الأعمال الإجرامية التي توحي بالتقصير تلو التقصير في الحفاظ على أرواح أهلنا في عدن حيث يتم دعوة الشباب للتجنيد ضمن أجندات تخدم الصراع الدولي الأنجلو أمريكي على اليمن، وبخاصة على جنوبه الذي يكتوي بنار الدعوات الانفصالية والمناطقية مما يهيئ الأجواء لظهور التنظيمات الإجرامية التي تعمل وفق أجندات تخدم الأجنبي وتهز له الخرقة الحمراء.

لقد جعل الصراع الأنجلو أمريكي من مدينة عدن بؤرة للفوضى والاغتيالات والتفجيرات وورقة للمقايضات والسجالات خاصة مع الاختلافات والتباينات بين المسئولين عن إداراتها والداعمين كل بحسب ولائه لطرف من أطراف الصراع الدولي الأنجلو أمريكي المجرم , وليس ذلك في مدينة عدن فحسب بل لقد عمت الفوضى سائر البلاد حيث هدمت البنى التحتية وغابت الخدمات الأساسية وانتشرت العصابات وانكمش الاقتصاد وحورب الناس في أقواتهم ومرتباتهم وانتشرت البطالة ليكون الشباب من أهل اليمن وقودا بأبخس الأثمان لذلك الصراع الدولي المجرم الذي يستقطبهم ليكونوا أداة لتحقيق مصالحه .

إن هذه الأعمال الإجرامية حرمها الإسلام أشد التحريم، فكيف لتنظيم يدعي الإسلام أن يقوم بها؟!! فهل صار قتل المسلمين جهادا وعبادة من قبل تنظيمات لا يعرف رأسها من رجلها إلا عبر بيانات وصور يغلب عليها الاختراق من قبل استخبارات تتبع جهة لصالح هذا الطرف أو ذاك؟!

لقد ابتليت الأمة في ظل غياب الخلافة بظهور جماعات وتنظيمات قامت كردة فعل على الواقع المرير دون دراسة واعية للتغيير الصحيح وكيفية استعادة سلطان الإسلام، فغلب عليها التكفير والانتقام لما فعله بحقها الحكام من جرائم، وبدل أن توجه سهامها نحو الأجنبي الذي قامت من أجل جهاده كما تدعي إذا بها توجه سهامها نحو أبناء الأمة فأصبحت معول هدم في الأمة وورقة رابحة للأجنبي الذي كان جزءٌ من برنامجه لإضعاف المسلمين أن يرى المسلمين يقتتلون فيما بينهم وقد كان له ما أراد على يد هؤلاء، وإننا ندعوهم لمراجعة أعمالهم وما ارتكبوه بحق الإسلام والأمة من جرائم.

إن الحل الحقيقي لإزالة هذه التنظيمات التي تقتل المسلمين وتوجه سكاكينها نحو نحورهم هو بإزالة المبررات التي كانت سببا في وجودها، فهي تدعي أنها تعمل لإقامة شرع الله وإقامة الخلافة وإزالة يد الكافر الأجنبي عن بلاد المسلمين وإزالة الحكام العملاء، لكنها خالفت طريقة النبي الكريم في التغيير وتحقيق الغاية واختلطت عليها المفاهيم وغاب عنها ضرورة التقيد بالحكم الشرعي واستعجلت النتيجة وامتلأت نفسياتها بدوافع الانتقام رغم إخلاص كثير من أبنائها لكن دون وعي صحيح، فأساءت للإسلام وقتلت أبناءه وسَلِم منها الكافر المستعمر وعملاؤه من الحكام، بل صارت مطية للأجنبي وعملائه؛ علمت ذلك أم لم تعلم، فالنتيجة ظاهرة جلية، وإن الحل الحقيقي هو بالعمل الجاد المجد الواعي المخلص لإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بطريقة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والتي تقتضي توعية الأمة وعدم الاصطدام بها إلا بالصراع الفكري والكفاح السياسي، وطلب النصرة من أهل القوة فيها لإقامة الحكم على أساس الإسلام، وذلك ما يعمل له حزب التحرير ويلتزمه في سيره نحو هذه الغاية الرفيعة، فإلى هذا ندعوكم يا أهلنا في عدن وفي ربوع اليمن، فبه وحده الخلاص، أما غير هذا فهو سيجعلكم كالمستجير من الرمضاء بالنار... وحسبنا الله ونعم الوكيل.


حول الموقع

سام برس