سام برس/ صنعاء/ رأفت الجُميّل
أسدلت المحكمة الجزائية المتخصصة صباح اليوم بالعاصمة صنعاء، الستار على قضية اختطاف واغتصاب وقتل الطفل مسعد صالح مثنى ذو الأعوام العشرة، وأيدت حكم المحكمة الإبتدائية الذي قضى بالإعدام على المدانين الثلاثة مع التعزير.

وأشارت الحيثيات إلى أن المدانين الثلاثة: محمد سعيد محمد العقري، عبدالجليل صالح محمد الأشعب، غالب حزام صالح الراشدي، قاموا في التاسع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) العام المنصرم 2017م، بإعتراض المجني عليه وقت أذان المغرب، أثناء مروره جوار المستوصف الكائن بقرية نعوه محافظة الضالع، وكتفوا يديه ورجليه وفمه وعينه وأخذوه إلى مدرسة لإخفائه ونقله بعد صلاة العشاء إلى غرفة وتناوبوا على إغتصابه.
وأوضحت النيابة، في قرار الإتهام، إن المدانين الثلاثة قاموا بتعذيب المجني عليه بالضرب بالأيدي وآلات حادة في رأسه وسائر جسده وخنقوه بأيديهم ونتج عن ذلك قتله عمدا وعدوانا وأخذوه إلى منزل مهجور في الحارة القديمة وأخفوه جثته ولاذوا بالفرار، قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية.

وقال الأستاذ وجية علي الوجية -المحامي- إن الحكم الصادر اليوم من الشعبة الإستئنافية بالمحكمة الجزائية المتخصصة، أعاد إلى نفوس اليمنيين الطمأنينة، وجذر هيبة القضاء وعدالته، وجذر أيضا الإعتقاد الجازم بأن القضاء اليمني عادل مهما كانت الظروف ومهما كانت الأوضاع التي تمر بها البلاد.

ووصف الوجية، جريمة اختطاف واغتصاب وقتل الطفل مسعد صالح مثنى، بالجريمة البشعة بحق الطفولة وبحق الإسلام وبحق الإنسانية جمعاء، وتشمئز من الأبدان، مؤكدا بأنها مست المجتمع اليمني بأسره، وليس فقط منطقة جبن أو محافظة بعينها، ولكنها مست اليمنيين جميعا.

وحول حيثيات الحكم ومراحل التقاضي، أوضح الوجيه: إن الحكم الصادر اليوم يعتبر حكما نهائيا إستئنافيا، ولم يتبقى سوى عرضه وجوبيا على المحكمة العليا لإقرارها، ومصادقته من قبل رئيس المجلس السياسي السياسي ومن ثم التنفيذ.

وتوقع الوجيه أن المراحل المتبقية لن تتجاوز أسبوع واحد، نظرا لبشاعة الجريمة، ومقارنة مع ماسبقها من جرائم ووقائع مشابهة حدثت بمنتصف العام المنصرم 2017م.

من جانبه، أدان وسيم العواضي -رئيس الدائرة التعليمية بالاتحاد العام لأطفال اليمن- هذه الجرائم المرتكبة ضد الطفولة، داعيا كافة المسؤولين والجهات المختصة للتصدي لمثل هذه الجرائم، وإنزال العقوبات الرادعة ضد كل من يرتكبها، وإقامه حكم الله عليهم ليكونوا عبره لكل من تسول له نفسه التفكير في إنتهاك الطفولة.
وأضاف العواضي في تصريحات لوسائل الإعلام: إن هذه القضية لم تعد قضية أسرة الشهيد مسعد فقط، ولكنها باتت قضية رأي عام، يهتم بها الجميع، مناديا بسرعة تطبيق أقصى عقوبة في حق القتلة حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

وأكد العواضي: إن الاتحاد العام لأطفال اليمن لن يهدأ له بال حتى يتم تنفيذ حكم القصاص على القتلة، مشيرا إلى أن عائلة الطفل مسعد تعيش ظروفا نفسية صعبة وقاسية، وعلى كل يمني أن يضع نفسه مكان هذه الأسرة.
وأوضح: إن الجرائم التي تعرض لها الشهيد مسعد تمس كل أطفال اليمن، معتبرا مسألة السكوت على جرائم الإعتداء على الطفولة سيجعل منها أكثر انتشارا، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة إيجاد آليات وإستراتيجيات وطنية لحماية الطفل من الإعتداءات الجنسية الإختطاف والقتل.

على السياق ذاته، وجهت د. رجاء الكحلاني -رئيسة منظمة الأمن والسلم الإنساني- رسالة إلى كل أسرة، وكل أم، وكل أب، أوصتهم خلالها بأن يكونوا حريصين على الأمانة التي في أعناقهم، وهي فلذات أكبادهم.
وشددت على أهمية أن يراعوا ويصونوا النعمة التي أعطاها إياهم رب العباد، وحرم البعض منها.. فأطفالكم أمانه في أعناقكم فلا يغيبوا عن ناظريكم.

ودعت الكحلاني كل مراكز الدولة المختصة بالأمن الداخلي، بأن تكون يقظة تحسبا لانتشار مثل هذه الجرائم التي يساعد تفاقمها إنهيار المجتمع.

جديرا بالذكر، أن المحكمة الإبتدائية الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة، كانت قد قضت، مطلع مارس الجاري، بإعدام مرتكبي الجريمة الثلاثة، التي راح ضحيتها الطفل مسعد البالغ من العمر عشر سنوات.

وقضى الحكم في الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس المحكمة القاضي عبده راجح، بحضور رئيس النيابة الجزائية القاضي خالد الماوري، بإدانة عبدالجليل صالح محمد الأشحب ومحمد سعيد محمد العقري وغالب حزام صالح الراشدي، بجريمة الإختطاف والإغتصاب والقتل المنسوبة إليهم في قرار الاتهام.

كما قضى منطوق الحكم بمعاقبة المحكوم عليهم بالإعدام قصاصا وتعزيرا ومصادرة المضبوطات المتعلقة بالقضية والمستعملة في الجريمة، وإلزام المحكوم عليهم بتسليم مبلغ 450 ألف ريال لورثة المجني عليه أغرام تقاضي.
وتسببت هذه الجريمة بصدمة في الشارع اليمني الذي إستيقظ فجر التاسع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) أواخر العام المنصرم، على جريمة مروعة هزت مشاعر الجميع، والتي أقدم خلالها ثلاثة من القتلة على اختطاف وإغتصاب الطفل البالغ من العمر 10 اعوام، وقتله بطريقة وحشية وبدم بارد.

وكان آلاف اليمنيين تجمعوا عقب الجريمة وسط العاصمة صنعاء للمطالبة بإعدام الجناة وتعزيرهم، لقتلهم الطفل، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الإقدام على إرتكاب مثل هذه الجرائم.

حول الموقع

سام برس