سام برس
شمس الدين العوني

ضمن الاحتفال بمدينة الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية، وهي الاحتفالات التي انطلقت منذ شهر جوان/ يونيو 2022 وتتواصلعلى مدى سنة، شهدت خلالها مدينة الرباط عددا من التظاهرات والمهرجانات التي جعلت من عاصمة المغرب بؤرة للتفاعل ومركزا للتواصل والحوار بين مختلف الفاعلين الثقافيين والفنانين والكُتاب والناشطين المدنيين في عدد من مجالات الثقافة والفكر والأدب والفن.

في هذا الاطار عاشت مدينة الرباط مؤخرا حدثا ثقافيا استثنائيا جذب إليه الأنظار من داخل المغرب وخارجه وهو مهرجان الشعر الإفريقي كان لزاما إيجاد شريك معتمد وجدّي، وهو ما تحقّق في مؤسسة بيت الشعر في المغرب، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1996 و تحظى بتقدير و احترام كبيرين داخل وخارج المغرب باعتبارها مؤسسة دينامية لها حضور نوعي في مجال العمل الثقافي و النشر و تثمين المعرفة الشعرية عبر خلقها لجائزة الأركانة العالمية للشعر التي فاز بها كبار شعراء العالم مثل باي ضاو، و محمود درويش و سعدي يوسف و وإيف بونفوا، ومحمد بنطلحة، ونونو جوديس، وأنطونيو غامونيدا، وتشارلز سميك، ووديع سعادة، ومحمد الأشعري، وجوزيبي كونتي وغيرهم من شعراء العالم الذين رأوا في هذه الجائزة تحية شعرية من بلد كريم، يقدّر الأدب والثقافة والشعر، علما أن بيت الشعر في المغرب تحتفظ سيرته بعمل دال ورمزي، أفاد الشعر عالمياـ و يتعلق الأمر بالنداء الذي كان قد وجّهه إلى اليونيسكو سنة 1998 من أجل إقرار يوم عالمي للشعر، و هو ما وافقت عليه الجمعية العمومية للمنظمة المذكورة في نونبر 1999، حيث أقرت يوم 21 مارس من كل سنة يوما عالميا للشعر.انعقد مهرجان الشعر الأفريقي أيام 5-6-7 ماي 2023 بحضور عدد من الشعراء الأفارقة الذين جاؤوا من:

السودان، موريتانيا، كينيا، الغابون، النيجر، الكامرون، الكوت ديفوار، ساحل العاج، التشاد، مالي، وبوركينا فاسو... علاوة على عدد من شعراء المغرب، حيث أحيوا عددًا من الأمسيات الشعرية في فضاءات مدينة الرباط الثقافية، رافقتها أمسيات فنية من طرب الملحون و الموسيقى الأندلسية و موسيقى كناوة ذات الجذور الأفريقية،واتجهت كلمة الشاعر مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب، ومدير هذه الدورة، نحو استعراض أهم الفقرات التي يعرفها مهرجان الشعر الأفريقي، فعِلاوة على الأمسيات الشعرية التي يشْهدُها المهرجان، اختار المنظمون، حسب كلمة القادري، أنْ تتم دعوة الشعراء المشاركين إلى مائدة فكرية بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية لمناقشة معْنى أنْ تكون شاعرًا أفريقيا اليوم، في أفق بحثٍ جماعي منهم عن معنًى جديدٍ لدور الشّاعر داخل قارة تعْرفُ تحوّلاتٍ عميقةً، تصِلُ التّاريخ الفردي للذّات الشّاعرة بالسّياق العامّ لقارة تتبلورُ في أراضيها حساسياتٌ شِعرية جديدة، وهو ما يُبرزُ رغبة المنظمين في أنْ يكون المهرجان لحظةً للتّفكير المشترك في راهِن ومُستقبل الشّعر والشّعراء.وعرف المهرجان، إطلاقَ الجائزة الكُبرى للشّعر الأفريقي التي فاز بها، منذ انطلاق دورتها الأولى، التي تحملُ اسم الشّاعر ليوبولد سيدار سنغور، الشّاعِرُ السينغالي الكبير أمادو لامين صال.

و تسلم الشاعر الفائز درع الجائزة و شهادتها و قيمتها المالية في حفل الافتتاح، الذي شهد كذلك تكريم أربعَةَ شُعراء من بين المشاركين، وهم مالكة العاصمي، من المغرب، و بولشيريابمنكوخ، من الغابون؛ فاتوماتاكايتا، من مالي، و نمرود بينا دجانغرنغ، من تشاد.

كما شهد مهرجان الشعر الأفريقي ضمن فعالياته ورشاتٍ للقراءة الشّعرية ومسابقة لقراء قصائد الشعراء المشاركين، حيث تمَّ في اخْتتام المهرجان يوم 7 ماي 2023 تتويجُ التلاميذ الفائزين، ومنحُهم قسيمة شراء كتُب من إحدى المكتبات العامّة بمدينة الرباطمن بين أهم اللحظات التي شهدها مهرجان الشعر الأفريقي لحظة القوارب الشعرية، التي انطلقت من ضفة نهر أبي رقراق في اتجاه مصبه ومنابعه.

حول الموقع

سام برس