بقلم/ عبدالمحسن سلامة
لا أحد يملك على وجه اليقين التأكد من أن الهدنة الإنسانية التى تمت الموافقة عليها بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية - قطرية - أمريكية سوف تكون بداية انفراجة حقيقية فى الحرب على غزة، ومرحلة أولى لوقف كامل للعدوان أم أنها مجرد استسلام مؤقت من إسرائيل لامتصاص موجة الغضب العالمى المتصاعد ضدها فى جميع أنحاء العالم.
رغم مرور 45 يوما فقد فشل العدوان الإسرائيلى فى تحقيق أهدافه رغم ارتكابه أقذر المذابح فى تاريخ الإنسانية، والتى لم تعرفها كل الحروب فى العصر الحديث، حيث يمارس جيش الاحتلال حصارا خانقا على كل أهالى غزة، ويمنع عنهم كل وسائل الحياة، ومع ذلك فقد فشل الجيش الإسرائيلى فى تحرير الأسرى والمحتجزين، ولم يحقق أيا من أهدافه المعلنة سوى التدمير الكامل لقطاع غزة، وعمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى هناك.
الأيام المقبلة سوف توضح هل الهدنة الإنسانية بداية لعودة العقل إلى قيادة الحكومة الإسرائيلية، وبدء استجابتها للمطالب العربية والإسلامية والعالمية بوقف القتال أم أنها مجرد مناورة لالتقاط الأنفاس؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى رحب بالهدنة، وبنجاح الوساطة المصرية – القطرية- الأمريكية التى ساهمت فى الوصول إلى اتفاق الهدنة وتبادل المحتجزين بين الطرفين، مؤكدا ضرورة الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تحقق العدالة، وتفرض السلام، وتضمن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة.
ما يطالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى ويصر عليه فى كل مواقفه هو مفتاح الاستقرار والسلام والأمن والعدل للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، ودون ذلك فهى حلول مؤقتة تعقبها انفجارات ضخمة غير مأمونة العواقب.
لابد من تغيير العقيدة الإسرائيلية من العدوان، والتوسع، واحتلال أراضى الغير إلى السلام الحقيقى القائم على مبدأ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى كان واضحا منذ بداية الأزمة، وحذر كثيرا قبل وقوعها، مطالبا بضرورة قبول إسرائيل بمبادئ السلام العادل والشامل.
المشكلة تكمن فى العقلية الإسرائيلية، وعقيدة الجيش الإسرائيلى القائمة على التوسع واحتلال أراضى الغير، وخلط الدينى بالسياسى، وانتهاج لغة الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين، فهل تكون الهدنة بداية للحل أم أنها مجرد مناورة إسرائيلية؟
الإجابة لدى القادة الإسرائيليين والراعى الرسمى الأمريكى فى البيت الأبيض.
[email protected]
نقلاً عن الاهرام