سام برس
في تجربة الفنانة التشكيلية ربح السهيلي ...
"صفتي باحثة دكتوراه أرى أن الفنون تنسجم وتتماهى وكل منها يخدم غرض الآخر الذي جعل كل حاجيات الإنسان متقاربة...".
انجزت مجموعة من المعارض في الفخار والرسم والنسيج، أنتجت معرض حنين تميز بلوحات فنية نسجية مستوحات من الكليم التقليدي والخيمة التقليدية، مع مشاركات وطنية ودولية كعارضة وكعضو لجنة تحكيم في مسابقات تهم بالفنون التشكيلية والسينما...
ترسم نسيجا يتجاوز النسيج بمفهومه التقليدي أو ربما يجمع العديد من مفاهيم النسيج التي لا تقتصر على معنى الخيط بل تصل إلى معان أخرى بصرية وقيم ضوئية..
شمس الدين العوني
من خيوط الحلم و تفاصيل الطفولة مضت فكرة الفن المسافرة في الدروب حيث عناوين شتى للقول بشواسع القلب و هو يقتفي أثر الأوائل في بقعة ضاربة في القدم لونتها الحضارة القبصية بسؤدياتها الوجدانية و الثقافية و الانسانية ما بعث في الطفولة شيئا من الامتلاء و الولع بالرسم و التلوين و من ثمة كبرت هذه الفكرة مع الزمن لتصير ورشة و كونا و حنينا في غاية من الشغف..هو شغف لا يضاهى بالفن ..

قفصة مدينة الينابيع و الخطى الأولى و ما جاورها من أمكنة الدهشة كانت الخيط الأول للحكاية..تلك الحكاية المكللة بالشجن و الأمل نحو عوالم تلتقي فيها الذات الحالمة بظلالها المنسوجة في المدى و في الأرجاء ..كيف يقول القلب كل طفولته اليانعة و هو يشير الى ما به من أحوال و نزوع للابتكار و البحث عن مكامن البهاء و الحب و الابداع في شتى الجهات حيث العناصر و الأشياء مجالات عطاء و بوح بالجميل الكامن في الجوهر..جوهر التفاصيل ..انها لعبة الفن التي ألقت بظلالها على المعاني النابعة من الكينونة وفق رغبة في نسج الحكايات المشكلة كأبهى نشيد..
هكذا كانت التجربة في علاقة الفنانة التشكيلية ربح السهيلي بذاتها و بالآخرين من خلال سفرها المتواصل مع الفن عبر المبتكر لديها في شؤون ابداعية شتى انطلاقا من لعبة النسيج و المنسوج و النسج ...لتنطلق في مسار به تعددت مظاهر التجريب ليكون المنجز الفني متناغما و متلائما مع تقنيات مختلفة لتتعدد المواد و الأساليب لأجل القول بنسيج يتجاوز المعتاد في مفهومه التقليدي و المألوف حيث العديد من مفاهيم النسيج التي لا تقنع فقط بالخيط لتصل الى أبعاد أخرى بصرية وذات قيم ضوئية..هكذا اطمأنت لفكرتها تجاه الفن بقلاعه الكبرى التي تطلب الصبر و الجهد و الدربة لتشكيل التجارب و الاتيان بالبديع و المختلف..

ربح السهيلي أصيلة معتمدية بلخير ولاية قفصة، متحصلة على الأستاذية في الفنون التشكيلية اختصاص نسيج، متحصلة عن ماجيستير بحث، أستاذة عرضية بالمعهد العالي للتكنولوجيا بقفصة 2007 و 2006، مكونة فنون تشكيلية 2004، تابعت دورات تكوينية في التصميم والتسويق الدولي بالوكالة الوطنية للصناعة، انجزت مجموعة من المعارض في الفخار والرسم والنسيج، أنتجت معرض حنين تميز بلوحات فنية نسجية مستوحات من الكليم التقليدي والخيمة التقليدية، لديها مشاركات وطنية ودولية كعارضة وكعضو لجنة تحكيم في مسابقات تهتم بالفنون التشكيلية والسينما، تستعد لإنجاز معرض جديد بمواد متناقضة من الحديد والصوف والخشب لتحدث بالعمل تصاميم تحتوي نتوءات وخروج عن النسق العام للنسيج، ورغم هذه التناقضات في المواد إلا أن اللوحة تمثل تجانسا وتقاربا وتشابها وتماهيا بينها، ولا يمكن للوهلة الأولى معرفة المواد إلا من خلال الملمس والتقنية التي تجمع بين المواد لترسم نسيجا يتجاوز النسيج بمفهومه التقليدي أو ربما يجمع العديد من مفاهيم النسيج التي لا تقتصر على معنى الخيط بل تصل إلى معان أخرى بصرية وقيم ضوئية وتشابك..

و في هذا السياق تقول الفنانة التشكيلية ربح السهيلي "... بصفتي باحثة دكتوراه أرى أن الفنون تنسجم وتتماهى وكل منها يخدم غرض الآخر فلم تعد تلك الفنون المنعزلة عن بعضها محاكية في ذلك فعل التطور التكنولوجي الذي جعل كل حاجيات الإنسان متقاربة، فالنسيج يكون في متاهات العمل السينمائي ويكون على الركح المسرحي ويكون عنصرا في لقطات الفيديو ويكون خيطا رفيعا بين المشاهد والفنان والفضاء الذي اخترقه نسيج جديد بالتاثيرات التكنولوجية الحديثة، وتصاميم تكون أحيانا افتراضية وفي ترابط ترسمه العين ويرسمه الضوء والعتمة، ليكون للمشاهد دور في التأويل والفهم. فما أنجزه يجعلني أعيش في عالمي الخاص والرائع الذي يستجيب لي واستجيب له فهو متعة نفسية ودفع معنوي للتواصل مع العالم كله، خاصة في الوضع العالمي الجديد الذي سيطرت عليه العديد من المآسي والأحزان، بالفن تواسي نفسك وتجعل لها فضاء حتى تستطيع مواصلة الحياة اليومية بأقل ضغط نفسي... ".

هي التجربة التي تخيرتها الفنانة التشكيلية ربح السهيلي في ما تنجزه من أعمال فنية و هي التي تعمل على البحث في هذا السياق الجمالي حيث الفن عندها هذا المضي بكثير من البحث و المعرفة و الرغبة في الافصاح عن اعتمالاتها فنيا و جماليا

حول الموقع

سام برس