بقلم/ يحيى يحيى السريحي
عادت بي الذاكرة من تلقاء نفسها للعام 2019م وتصريح السيد عبدالملك الحوثي وتهديدة الصهاينة بضربهم في عقر دارهم بالصواريخ الباليستية ردا على تهديد اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لليمن ، ليقابلها الرد المزلزل من السيد بان اليمن مستعدة لصد أي هجوم إسرائيلي ، لأن اليمن اليوم ليست كيمن الامس ، وأن صواريخ اليمن باتت قادرة على ضرب الأهداف الواقعة في العمق الإسرائيلي ، بيد ان ذلك التهديد والوعيد من السيد القائد قوبل بسخرية وإستخفاف من بعض الجهلاء وخونة الداخل من جهة ، ناهيك عن ردة الفعل الخارجي لبعض المتصهينين من الخليجيين ومدعين العروبة والاسلام والذين قللوا من قدرة اليمنيين وشككوا في صدق القائد من جهة أخرى ، ولم يكتفوا بتلك السخرية والسماجة التي لا يملكون غيرها بل أشاد اولئك المتصهينين بالقوة العسكرية للعدو الصهيوني وتغنوا بها ، وها هي عجلة الايام والسنين تمر وجاء طوفان الاقصى لتعلن اليمن قيادة وشعبا وجيشا مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب المقاومة في غزة حتى رفع الظلم عنهم وايقاف الحرب ، ونصبت اليمن نفسها رغم أنف المستكبرين حارسا للبحرين الاحمر والعربي ، والمحيط الهندي ، ومارست حقها الطبيعي في استخدام مضيق باب المندب كورقة ضغط على العدو ومن يدعمه من الغرب وعلى رأس تلك الدول الصليبية أمريكا وبريطانيا وقامت بمنع اي سفينة تجارية تمر عبر المضيق تحمل بضائع تجارية وافراغها في ميناء العدو الصهيوني أم الرشراش أو ما اسماه العدو ميناء ايلات ، وكان نتيجة ذلك الحصار اليمني للعدو الصهيوني أن توقف ميناء أم الرشراش توقفا شبه كلي ، وارتفعت تكاليف الاسعار على المواطن اليهودي في اغلب السلع ، وخسرت خزانة الدولة الصهيونية المليارات من الدولارات نتيجة الزيادة في تكاليف الشحن الجوي والبحري وتوقف الميناء عن العمل ، وحينما هبت امريكا وبريطانيا لنجدة وحماية العدو الصهيوني لاخراجه من عنق الزجاجة والتدخل عسكريا لمنع اليمنيين وفك الحصار الذي خنق العدو ، وحرك الامريكان والبريطانيين لأجل ذلك سفنهم وبوارجهم وحاملات الطائرات التي كانوا يخوفون بها الدول ، فوجئ العالم أجمع وليس فقط أمريكا وبريطانيا بالقوات المسلحة اليمنية تتصدى لتلك القطع العسكرية الاجنبية بل وتستهدف بوارجها ومدمراتها الحربية لينتهي بها المآل إلى الفرار واعتراف الدولتين امريكا وبريطانيا بفشل حماية اسرائيل والتحالف المسمى بحارس الازدهار ، بل لقد اعترفت امريكا  بأن اليمن أصبحت قوة لا يستهان بها وأنها لم تخوض حربا قوية وشرسة مع أي دولة من بعد الحرب العالمية الثانية كما كانت مواجهتها مع القوات المسلحة اليمنية ، واسرائيليا فقد اعترفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليهودية بحدوث انفجار لطائرة بدون طيار في المدينة التي كانت تدعي أنها آمنة ، وهي مدينة تل أبيب عاصمة الكيان الغاصب ، ليكتشف الشعب الاسرائيلي كذب حكومته الصهيونية وأنه لم يعد في الكيان المحتل أي مدينة آمنة بعد يوم الجمعة 19/7/2024 ، فقد كان  يوم الحادثة يوما اسودا لم يشهد الشعب الصهيوني له مثيل منذ تأسس ذلك الكيان الغاصب لما سببته الطائرة يافا من فوضى وذعر شديد داخل مدينة تل ابيب  ..

لقد كانت الطائرة المسيرة يافا المتطورة جدا والتي عجزت اجهزة الرادار الصهيونية اكتشافها بمثابة طير أبابيل قتلت من العدو من قتلت وأصابت منهم العديد وخلفت دمار واضرار كثيرة بعد انفجار ضخم هز كل تل ابيب ، كما أن الصحيفة الصهيونية يديعوت احرنوت قد اعترفت ايضا بأن التهديد اليمني بضرب اسرائيل قد تحقق فعلا ، أما طائرة يافا التي احرجت العدو الصهيوني وحكومته أمام لقطائه ( شعبه ) وأمام العالم فقد ثأرت من قتلة أطفال غزة ورجال ونساء فلسطين ، وفرحة اخواننا في فلسطين المحتلة بهذه العملية المباركة وضرب تل ابيب لاول مرة لا تقل عن فرحة الشعب اليمني واحرار العالم ، والقادم أعظم بأذن الله.
حفط الله اليمن شعبا وجيشا وقيادة ، وحفظ الله غزة وفلسطين شعبا ومقاومة

حول الموقع

سام برس