بقلم/ يحيى يحيى السريحي
استشاط قادة الكيان الصهيوني غضبا من عملية الطائرة اليمنية يافا التي اخترقت كل الخطوط وتجاوزت 2300 كيلو متر دون أن تستطيع اكتشافها كل انظمة الدفاع والرادارات الصهيونية ،  وضربت يافا قلب دولة الكيان الغاصب " تل ابيب " وقتل فيها صهيوني واصيب عشرة ، وعقد مجلس حرب الكيان إثر ذلك اجتماعا مطولا للرد على العملية اليمنية والانتقام لمقتل ذلك الصهيوني ، وردا لاعتبار هيبة اسرائيل التي تبعثرت وطارت اشلاء في كل الانحاء داخل اسرائيل وخارجها ، فاسرائيل بعد طوفان الاقصى لم تعد كما قبلها ، اسرائيل اليوم تلفظ انفاسها الاخيرة وزوالها من المنطقة بات قاب قوسين أو أدنى .. يقول وزير دفاع الكيان بعد عمليته الجبانه ضد منشئات مدنية في ميناء الحديدة أن الرد كان وجوبي لأن دم الصهيوني الذي قتل في العملية اليمنية ليس هدرا ، لأجل ذلك حركت اسرائيل عشرون طائرة حربية من أحدث الطائرات أف 15 وأف 35 ، فماذا سيكون الرد اليمني ثأرا لاستشهاد ستة من ابنائها واصابة اكثر من ستة وثمانون بجروح بعضها خطيرة ؟ .

العدو الصهيوني بعد عمليته الجبانة وضرب اهداف مدنية في ميناء الحديدة بات أكثر توجسا وخوفا من ذي قبل ورد القوات المسلحة اليمنية ، لذلك صار في حالة استنفار وجهوزية كاملة سيما جويا ويتوسل لأكثر من دولة ورئيس بالتوسط لدى القيادة اليمنية بعدم الرد على العدوان الصهيوني وإن لزم الرد لحفظ ماء الوجه فليكون ردا رمزيا على اهداف غير حيوية حتى لا يزداد احتقان الشارع اليهودي ضد الحكومة ، ويزداد معه حرج ومهانة الكيان واظهار ضعفة في الداخل ومكانتة في الخارج ، بيد أن الرد اليمني على العدوان الاسرائيلي لميناء الحديدة والانتقام لأبنائها الذين سقطوا بين شهيد وجريح  لن يكون ردا رمزيا ذو ابعاد سياسية ، لأن الشعب اليمني لا يريد ردا مؤلما بل قاتلا ، وهذا اصبح مطلب كل يمني اليوم ولن يقبل الشعب اليمني بكل فصائله ومكوناته غير ذلك ، فالعدو الصهيوني "دراكولا العصر" لن يردعه الا ضربات قاتلة مميتة تستهدف مقدراته العسكرية والاقتصادية والحياتية ، واليمنيون حينما اختاروا الانحياز الى جانب اخوانهم الفلسطينيون والانتصار لمظلوميتهم وتحرير المقدسات من براثن الصهاينة ليس من باب المزايدة السياسية بل كان اختيار عن عقيدة وايمان مطلق بوجوب  قتال العدو الصهيوني ودحرة من المنطقة الى غير رجعة مهما كلف ذلك الامر.

ومما خبرناه وعلمناه جيدا عن اليهود وهم قتلة الانبياء والرسل أن أولئك الخنازير لا يؤمنون إلا بالقوة المفرطة فمتى كان خصمهم قويا رضخوا له وسلموا واستسلموا، فقتال الصهاينة يكون على مبدأ لا اخلاقيات ولا محرمات لأن العدو الصهيوني يقاتل على هذا الأساس وقاعدة الارض المحروقة ، فلم يعد بقاء اليهود في منطقتنا العربية أمرا مقبولا ليتعربد فيها كيفما شاء ، فاحفاد القردة والخنازيز معروفين بالحقد والاجرام وعدم مراعاتهم لإدنى درجة الانسانية وهو ما يستوجب معاملتهم بالمثل ، ونفس طريقتهم الوحشية في الخصومة والقتال والأخذ بالثأر والانتقام لضحايا الشهداء والمصابين الذين سقطوا في حادثة الاعتداء على الميناء ، والشعب اليمني برمته  ينتظر الرد اليمني هل سيكون ردا لحفظ ماء الوجه أم سيكون غير ذلك، وهل سيؤثر الاتفاق بين حكومة صنعاء وعدن بالغاء التدابير ضد البنوك في صنعاء وزيادة رحلات اليمنية من مطار صنعاء ، وخفظ التصعيد الاقتصادي بين الجانبين على حق الرد اليمني على العدوان الاسرائيلي ؟.

وسؤال أخير محشور في زوري بقى له مدة منذ بدأت السعودية تقدم نفسها على أنها وسيط في الحرب التي دبرتها وحشدت لها كل امكانياتها وعملت تحالف دولي وحرب عسكرية قادتها على اليمن لعشر سنوات ، والآن تقود حربا اقتصادية بطريقة مباشرة وغير مباشرة بواسطة ادواتها في الجنوب ، فهل باتت السعودية الدولة المعتدية دولة وسيطة وفاعلة خير ويجب على الشعب اليمني قبول ماليس بمعقول ومقبول ؟!

حول الموقع

سام برس