سام برس
أعمال فنية معبرة عن أسلوب و شخصية الفقيد و نهجه الفني..و "قصة رحلة" في عشق الفن ..
عوالم متعددة الأجواء و الألوان و الشخوص و لكن يجمع بينها أسلوب "عم الصادق " الفنان الذي حمل معه جوانب مهمة من ذاكرة الفن التشكيلي المعاصر في تونس..
شمس الدين العوني
ها هي الرحلة المفعمة بالتلوين و الرسم لأكثر من ستة عقود تضع العنوان الأبرز لتفاصيلها و عطورها و أحوالها حيث اللغة ألوان تسرد حيزا مهما من الاعتمالات الكامنة في الكينونة..سفر تشكيلي تخيره صاحبه وفق رؤيته المخصوصة و في أسلوب يعنيه من بين كوكبة من الفنانين الذين شكلوا تلك الأصوات المعبرة بالفن عن ذواتها خلال منتصف السبعينات من القرن الماضي ..

الفنان التشكيلي الراحل مؤخرا ( 1940-2024 )...الصادق قمش كان له هذا المعرض الاستعادي باعتباره الفنان الذي كانت له عديد الأعمال الفنية و المعارض الشخصية و المشاركات الثقافية و التشكيلية فضلا عن آرائه بخصوص الفن و الفنانين في تونس و كذلك مسؤوليته التي تقلدها في حقبة شهدت حراكا فنيا تشكيليا فيه التجارب و المجموعات و الآراء التي عبرت عن جانب من حيوية المشهد التشكيلي و الثقافي آنذاك..

معرض استعادي للفنان الراحل الصادق قمش برواق لاالفنون بالبلفيدير بادارة الأستاذة عربية العياري و التابع لوزارة الشؤون الثقافية و ذلك بحضور جمع مهم من عائلة الفقيد و الفنانين التشكيليين و أساتذة الفنون الجميلة و النقاد و طلبة الفن و جمهور و أحباء الرسم و التلوين و رواد دار الفنون ...

عنوان دال يسرد السيرة و مسار الفن للفقيد بمثابة " قصة رحلة " حيث الأعمال الفنية المعروضة ضمن هذا الحدث الثقافي الفني المتواصل الى غاية يوم 19 أكتوبر الجاري . كون فني من رحم الحياة التونسية من تقاليد و مشاهد و منها العائلة في حيز تلويني مفعم بالأحاسيس و في ضروب من تخيصية و تجريدية قولا بالفن كترجمان لسردية الذات و أحوالها المبينة عن بيئة الفنان و و تعدد حالاتها.

ساهم في الحراك التشكيلي و كان من بين مجموعة الفنانين التي عرفت آنذاك ب"مجموعة الستة" و منها نجيب بالخوجة ولطفي الأرناؤوط و نجا المهداوي خلال منتصف السبعينيات ( في سنة 1964 ) و هي مجموعة عملت ضمن مسارات تشكيل ملامح الفن التشكيلي التونسي المعاصر ..و خلال سنة 2016،كان الكتاب باللغتين العربية والفرنسية "خمسون سنة وأكثر" مشيرا الى حيز مهم من أعمال الصادق قمش الفنية و هنا يشير الفنان و الناقد فاتح بن عامر الى تجربة الصادق قمش الثرية من حيث الأسلوب و الشخصية الفنية في سياق من البحث و المثابرة ضمن الممارسة الجمالية..

تزور المعرض لتلمس جوانب مهمة من شخصية " عم الصادق " بلباسه التقليدي و بضحكته العارمة و هو يشير الى محدثيه و من يلاقيهم من الفنانين الى حيز من الحالة التشكيلية التونسية التي عاسشها و أسئلتها و قضاياها و تجاربها و رموزها ...و ذلك خلال معارضه و مشاركاته الفنية و حتى في المواعيد الفنية التي يحضرها و منها المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين خلال شهر الفنون و ذلك بمتحف قصر خير الدين بمدينة تونس العتيقة ..كان ذلك بينا في حضوره و تقديمه لمعارضه و كان لقائي بجانب من لوحاته خلال معرضه الأنيق برواق الفسيفساء بحي النصر قبل سنوات قليلة و كذلك خلال حديثنا بالمعرض الشخصي لزوجته الفنانة صلوحة برواق الفنون ببن عروس الأمر الذي أعادني الى سنوات أولى من غرامي بالشعر و الفنون عند زياراتي الى رواق يحيى حيث كان يديره في الثمانينات ..
عوالم متعددة الأجواء و الألوان و الشخوص و لكن يجمع بينها أسلوب "عم الصادق " الفنان الذي حمل معه جوانب مهمة من ذاكرة الفن التشكيلي المعاصر في تونس..رحمه الله.

حول الموقع

سام برس