بقلم/ القاضي د/ حسن حسين الرصاب
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د/ حسن حسين الرصابي
الصراع الايراني الإسرائيلي ومآ لاته .. المنظومة الخليجية هل تكون ساحة مواجهة قادمة ؟.
الثقافة الصهيونية وآلة الاعلام الصهيوني جهزت مؤخراً الى إثارة المشكلات والى ايجاد بؤر صراعات متداخلة منذرة بإشعال برميل البارود وايجاد صراعات دامية كانت غزة ابرز تجلياتها ..

كل يوم يمر تنشط الصهيونية العالمية في ترسيخ اركانها في الجغرافية العربية والاسلامية .. وما نراه من انفلات القوة الصهيونية الغاشمة إلا صورة مكثفة من المخطط الصهيوني الذي جندت الصهيونية العالمية امكانياتها وعلا قتها وامكانات الغرب الأمريكي من أجل ثبات توجهها التوسعي الذي بدأ يظهر في اجتياح غزة وفي توجيه ضربات صهيونية غادرة إلى الضفة الغربية ناهيك عن تحرك تل أبيب بكل ثقلها الى الجنوب اللبناني الذي تتواجد فيه وتفرض فيه واقع حال مؤلم , فالصهاينة يفرضون على سكان الجنوب اللبناني اخلاء بعض القرى وترحيل بعض سكانها اضافة الى التخريب المتعمد للمساكن والمنشئات إذ لم تكتف ان ترحل حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني .. والى القفز على الاتفاقيات الدولية اذ بدأت تل ابيب تلمح الى انها لن تكون ملزمة بالانسحاب بعد ستين يوماً متذرعة بالأوضاع الأمنية وهذا يشير إلى ان الأزمة سوف تستمر خاصة بعد ان اعلن حزب الله بان صبره قد ينفذ وانه قد يلجأ إلى التصعيد وإلى المواجهة مرة أخرى ..
إذ ان المرحلة حبلى بالمفاجآت وخاصة وان طهران بدأت تشعر ان البساط بدأ يسحب من تحت اقدامها في لبنان بعد أن جرى تحييدها في سوريا ..

في ذات الوقت لم تتوقف الصواريخ اليمنية عن استهداف المقدرات الصهيونية والمراكز العسكرية وغيرها في اطار الرد المشروع المدينة بالمدينة والكهرباء بالكهرباء , والميناء بالميناء مما يعني ان الاحتقان سيظل سيد الموقف في هذه المنطقة الحساسة والخطيرة ..
ونشأت في المنطقة مواجهات تؤشر الى ان مرحلة جهنمية من الصراع بدأت ترسخ أركانها في المنطقة وكانت اليمن أحد تجليات هذه المواجهات والمنطقة تنتظر تنصيب دونالد ترامب الرئيس الامريكي في البيت الأبيض الذي يبدو ان اعتلائه لسدة الحكم في البيت الابيض ستكون له آثاره الواضحة في منطقة الشرق الأوسط .. اذ لا يخفي موقفه المساند لتل أبيب ولمشاريع نتنياهو الذي سوف تكشف الايام الصفة الكاملة من الأحداث التي تنتظرها المنطقة وبالذات الشام والجزيرة العربية لاسيما وان حسابات اقليمية تتهيأ للاستفادة من جنون ترامب ومن مؤامرات الكيان الصهيوني للحظوة بقسم من الكعكة وخاصة واننا نسمع ان هناك خارطة جديدة اقليمية سوف يتم فرضها على المنطقة أبرزها توسيع الجغرافية امام التوسع الصهيوني الذي يحكي في التلمود نحو سوريا .. وربما غداً قد تمتد الى بلدان ودول اخرى من دول الطوق المحيطة بالكيان الصهيوني ..

فهناك الأطماع الاماراتية وهناك الأطماع السعودية فيما ايران تترقب اية تطورات غير سارة خاصة ان تعمد الصهاينة استهدافها في قادمات الأيام ..
وفي ذات الوقت يجري تحييد المشرق العربي بصراعاته والسودان بحربه الأهلية وتبقى اليمن والعراق هما هدف الصهيونية القادم .. كون اليمن يتحكم في جنوب البحر الأحمر وباب المندب واليمن واعد بالنفط والغاز واطماع الصهاينة بدأت تلوح في الافق ويأتي العراق في مرتبة مهمة في الأجندة الصهيونية وقد يتعرض إلى اجتزاء الشمال العراقي في سلطة للأكراد إذ لا تخفي تل أبيب اهتمامها بالمشكلة الكردية وفي علاقتها مع الأكراد الذين يبحثون عن مركز في الخارطة الجديدة للشرق الأوسط الكبير تحت النفوذ الصهيوني والاستحواذ الاسرائيلي وفق مخطط الصهيونية ..

وحين نعود للاستذكار للمواقف فإننا نجد كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة في أثناء الحرب الاسرائيلية على لبنان في يوليو2006م قد تبنت مفهوم الشرق الاوسط الجديد .. وكذا مسمى الشرق الأوسط الأوسع الذي تبنته واشنطن في العام 2004م واحتواه كتاب صهيوني الشرق الأوسط الجديد الذي اصدره شمعون بيريز في العام 1996م وتتابعت فصول المؤامرة لهذا المسمى والمشروع باتفاقيات التطبيع في العام 2020م تحت مسمى ابراهام كلها مسميات لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تعتبر تل ابيب محوره ومرتكزه الرئيسي ..
وفي كل موقف تحرص الصهيونية على اطلاق توصيف متناسب لمسمى الشرق الاوسط الجديد يتماشى مع أطماعها ومع نفوذها .. حتى عندما تحالف بعض الأعراب واروبا مع الصهاينة في التصدي لضربات ايران الصاروخية قيل حينها انه تكتل اقليمي دولي يخدم بناء الشرق الأوسط الجديد المدافع عن مصالح تل أبيب الصهيونية .
واذا عدنا الى قراءة بعض الرؤى الصهيونية حول الشرق الأوسط الواسع أو الجديد سنجد ما اشار اليه وزير الدفاع الصهيوني الهالك السابق اريل شارون في العام 1982م حين تصور نظاماً جديداً في الشرق الأوسط يكون محوره الكيان الصهيوني ومازالت الصهيونية الى اليوم تستثمر كلما يجري في المنطقة العربية لمصلحتها وعملاً لأنشاء شرق أوسط جديد تكون تل أبيب هي المركز والمحور الرئيسي النافذ لكل المنظومات العربية في هذه المنطقة ..

اما القائم اليوم فان الصراع الايراني الامريكي سيكون له اثره الواضح على بناء الشرق الأوسط الجديد وعلى رسم خارطة جديدة قد لا تكون تسير وفق المخطط الصهيوني لا سيما وان طهران تبدي قوة متنامية ضد اسرائيل .. وتضع تحديات كبيرة للمنظومة الخليجية التي يمكن ان تتحول الى جبهة مشتعلة في أي مواجهة قتالية قادمة اذا تمادت تل ابيب وارادت أن توجه ضرباتها نحو ايران في الفترة القادمة اذان الأمور محتدمة والأزمة على أشدها بخلاف الفترات السابقة حيث كانت التهديدات لا تصل الى استخدام القوة ,اما بعد ان تبادل البلدان والنظامان الضربات الصاروخية فقد أنتقل الاحتقان من التهديد والوعيد الى أزمة حقيقية وإلى مواجهة دامية وربما يشتعل في المرحلة المقبلة بعد صعود ترامب الى البيت الأبيض ومن هنا فان الشرق الأوسط وبنائه وآماله ستكون رهناً لما سيؤول الصراع الايراني الاسرائيلي وتأثر المنطقة بكاملها بمثل هذه المتغيرات العاصفة .
نتابع القراءة بإذنه تعالى

حول الموقع

سام برس