بقلم/يحيى يحيى السريحي
اقتلعت الرحمة من صدور بعض الناس قلعاً ، ونزع الحياء نزعا ، وضاعت المروءة من البعض اختياراً ، فمنذ بداية ما يسمى بالربيع العربي 2011م ويوم ترك الناس منازلهم وافترشوا الشوارع وقطعوا الطرقات ، واحتلوا الميادين والساحات ، فقد أولئك البشر الكثير من مكارم الاخلاق بل أن بعضهم تخلق بخلق الشارع الذي كان يقطنه.

وأتت حرب 2015م لتزيد الطين بلة وتفضح المستور وتعري البعض الآخر ممن تجردوا من كل القيم والمبادئ الإنسانية واصبحوا كيوم ولدتهم امهاتهم ، كم هو حزين وسعيد في آن أن نجد من بين ظهرينا وممن حسبناهم أخيار فاذا هم الشر بذاته لاستغلالهم حوائج الناس والمتاجرة بها لمصالحهم الذاتيه الدنيئة على حساب مجتمع أغلبه اليوم يئن جوع وفاقة شديدة ، وهذا هو المحزن في الأمر .

أما السعيد أن تلك الاقنعة لأولئك الادعياء قد سقطت وعرف الناس حقيقتهم ، وكما يقال إن أسواءأنواع الرذيله ادعاء الفضيلة ، وربما المحسنة الوحيدة من الحروب انها تبين الغث من السمين والصالح من الطالح !!.

لقد أظهرت لنا الاحداث التي مرت بالوطن منذ 2011م حقيقة البشر وأصنافهم صحيح أنهم ازدادوا صنفا إبان الحرب وحتى اليوم ، وذلك الصنف والفئة الجديدة تدعي مساعدة الناس من خلال تنصيب نفسها العمل ومساعدة المجتمع في الحصول على دبة الغاز أو الحصول على المساعدات التي تقدمها بعض المنظمات الدوليه كاليونسيف وايضا بعض رجال الخير من الداخل والخارج لليمنيين الأكثر فقرا وحاجة ، غير أن أولئك الادعياء بمساعدة الآخرين ليسوا سوى متهبشين يقتتاتون على حساب الضعفاء والمساكين ، فكم من أناس عزت عليهم دبة الغاز بسبب أولئك المتهبشين ، ولجئوا الى الكراتين وبلاستيك المياه الفارغة لاشعال مواقيدهم رغم علمهم بأضرار ذلك على صحتهم وصحة اولادهم لأن عوادم الدخان المنبعثه من البلاستيك تسبب السرطانات .

والسبب أن من تولى على بيضه أكل منها كما يقول المثل اليمني فما بالك بدبات الغاز التي يستقطع عاقل الحاره لنفسه عدد من الاسطوانات من كل حصة خصصت لسكان حارتة وكذلك يفعل المندوبين ، والنتيجة حرمان بعض المستفيدين من حقهم الطبيعي في الحصول على دبة الغاز ، وتجد اعذارهم حاضرة عندما يصرخ المحرومين من المواطنين ويدعون زورا وبهتانا ان الكميه قليلة او يتعذرون بأي معاذير ليحرموا الضعفاء والارامل والمساكين من حصة الغاز الشهرية.

والأمر نفسه يقدمون عليه وينفذونه فيما يخص المساعدات الانسانيه التي تقدمها بعض المنظمات فتجدهم يبتاعون ويشترون بها ويساومون المستحقين عليها سواء كانت تلك المساعدات عينيه او نقدية ولا يسجلون المستحقين لتلك المساعدات الا بعد ابتزاز الناس وحصولهم على مبالغ ماليه.

أما أولئك المتهبشين فأسمائهم وذويهم واصهارهم واصفيائهم مقيدة في أوائل الكشوفات .

وكم اتمنا أن تعيد الجهة المختصة والمسئولة عن توفير مادة الغاز النظر في ألية توزيع الغاز عن طريق العقال وأن لا تهين الناس بالناس ، أما العاملين في المجال الانساني فعليهم أن يقوموا بانفسهم بتسجيل المستحقين للمساعدات وأن لا يركنوا على عقال الحارات ولا المندوبين اذا ارادوا فعلا أن تصل المساعدات لمستحقيها .

الأكيد ان أولئك المتهبشين في حارات وأحياء العاصمة يشوهوا صورة انصار الله في عيون المجتمع عن عمد مع أنهم يدعون أنهم من الأنصار ولكن افعالهم تؤكد أنهم من الأشرار..

لن ننتصر الا بضعفائنا والرحمة بهم لا بالاستقوى عليهم وتركهم عرضه للاستغلال من قبل الانتهازيين والمتهبشين .

حفظ الله اليمن وشعبه

حول الموقع

سام برس