بقلم/ معاذ الخميسي
▪أعرف أمين_السنيني عن قرب..يحمل الهموم الكثيرة..ويفكر كثيراً..ويقلق أكثر..ومتى ما أُسندت إليه أي مهمة لتدريب منتخب من منتخبات اليمن..يبدأ رحلة الإعداد في ذاته وتفكيره وبرامجه وخططه وأهدافه..

وأهم ما يتمناه معسكرات داخلية وخارجية..ومباريات تجريبية..ومتى ما تأخر البدء يعيش في وضع غير مستقر..

وإذا ما بدأ الإعداد..تجده أول الحاضرين..لاينام بعد صلاة الفجر..وأول وجهته نحو التدريب الصباحي..وله موعد آخر مع التدربب المسائي..ومواعيد مع اللياقة ورفع مستواها..والحديد..والتكتيك..والخطط..!

▪ أمين..صاحب الإنجاز الوحيد بالوصول إلى العالمية..معروف عنه صرامته..وقسوته..على نفسه..وعلى الآخرين..لكنه في الجانب الآخر يعيش قريباً من اللاعبين..ودوداً..وضاحكاً..وممازحاً..

ويهتم كثيراً بالاستقرار النفسي والتحفيز المعنوي ورفع مستوى الحماس والإصرار والحرص وتقوية العزيمة وصوته المدوي يتردد صداه على مسمعي الآن وهو يصرخ بقوة بكلمة حديد..ويردد بعده كل اللاعبين حديد..ويكررها ثلاث مرات وهم بعده يرددون..حديد..بعد انتهاء كل تدريب..وأثناء تواجدهم في غرفة تبديل الملابس..وعلى الباص المخصص لتنقلات المنتخب !

▪ كما أنه وقبل كل مباراة وعند الإنتهاء من كل تدريب يجمعهم بشكل دائري ويشبكون أياديهم لقراءة فاتحة الكتاب ومن ثم يهتف السنيني بصوت قوي..تعيش الجمهورية اليمنية..ويرددون بعده تعيش الجمهورية اليمنية..تعيش..تعيش..تعيش..!!

▪هذا هو أمين في الجانب التربوي والتدريبي..وفي تعاملاته..وحرصه..وإخلاصه..وحبه للعمل..واتقانه لمهامه..وهو المشهور بعقليته المتفهمة والواعية والمتعلمة..ونضوجه الفني..وما يمتلكه من قدرات تدريبية جعلت منه مدرباً بارزاً..وناجحاً..في العديد من المهام أبرزها التأهل بمنتخب الناشئين إلى كأس العالم 2003م وآخرها التأهل إلى نهائيات آسيا بمنتخب الشباب من تصفيات صعبة 2019م..والآن إعداد وتجهيز منتخب أولمبي تعادل مع الكويت وفاز على عُمان وغداً يبحث عن التأهل أمام منتخب الأردن..!

▪ويُحسب للأمين أنه لا يبحث عن السهل من الإنجاز..ففي حين حقق مع الشباب التأهل..وافق على ان يكون مدرباً للأولمبي في مهمة أصعب..وفي مباراتيه مع الكويت وعُمان الأخيرتين قدم منتخباً جيداً..ونجح في رفع الأداء في شوط المدربين( الثاني) وفي إجراء التغييرات الموفقة..!

▪وبعيداً عن نتيجة الغد..والتأهل من عدمه..يستحق أمين أن نشيد به وبإمكاناته ونجاحاته..وتميزه في الفكر التدريبي..وفي رفع مستويات المنتخبات التي يتولى اعدادها..وما يحققه من انجازات..فهو المدرب الوطني الناجح والبارز الذي لم (يهضمه) البعض..ويتعرض لظلم كبير حين يتم تجاهل ما يحصده من تفوق..ليس هذه المرة بل في مرات سابقة أيضاً..!

▪ولا يعني أن (أمين) ناجح ومتميز على الدوام..فقد يقع في الخسارة وربما لا يتوفق في أحد المهمات..وفي الأخير كرة القدم فوز وخسارة..ويوم لك..ويوم عليك..إضافة إلى أن أي إنجاز كروي لليمن في هذه الظروف الصعبة والقاهرة..ليس إنجازاً فقط..بل إعجازاً..يحسب للاعبين..وللمدرب..وللجهازين الفني والإداري..وللاتحاد..وللجماهير المحبة والمؤازرة..والذين يبحثون عن الفشل فقط ليكشفوا عورات أحقادهم..وأمراضهم..نقول لهم..شفاكم الله وعافاكم..!!

▪وشكراً..أمين..نجاحات وانجازات السنين..!

حول الموقع

سام برس