سام برس
أعمال فنية متعددة وسفر باذخ في عوالم جميلة و رائقة من الحنين في أجواء تونس الجميلة.

شمس الدين العوني

في معرض الفنانة التشكيلية فائزة الكلتي الذي يتواصل الى غاية يوم 15 مارس الجاري برواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة و ضمن عنوان " حنين " تتوزع على أرجاء القاعة و جدرانها أعمال فنية متعددة هي بعض منجز الفنانة فائزة منذ سنوات فضلا عن الأعمال الجديدة..

المعرض ينطلق يوم الجمعة 3 مارس و بحضور عدد من الفنانين و أحباء الرسم و التلوين حيث تشير اللوحات المتعددة الى الأجواء الأصيلة في تونس من خلال المناسبات و العادات و التقاليد و الحياة اليومية لنرى لوحات الطبخ التقليدي التونسي للكسكسي و نسج السداية و الاشتغال على الصوف و اعداد العروسة للحفل و الشيخ الذي ينتج ضمن الصناعات التقليدية من خلال مادة الحلفاء و المرأة و تعدد حضورها و جمال البيت التقليدي و رونق الحياة التونسية في عمقها و بساطتها و غير ذلك حيث تأخذنا الفنانة فائزة الى عوالم تونسية من الحنين و الشغف تجاه الجميل و الأصيل الكامن فينا...الفنانة التشكيلية فائزة الكلتي تشتغل منذ سنوات على أعمالها الفنية التشكيلية الجديدة التي تنضاف لرصيدها الفني الذي اتسم بالتنوع حيث ترى الفن مجالا للقول بالذات و ما يعتمل فيها من أفكار وهواجس وأحلام و يأتي ذلك بعد مشاركات سابقة لها في الوسط الفني .في لوحاتها التي قدمتها سابقا لجمهور معارضها بسوسة تمثل التقاليد من عادات و مناسبات و لباس مجالا حيويا من ذلك اشتغال الفنانين و المبدعين على هذه التيمات و المواضيع تقصدا للكامن في الذات من نزوع نحو الأصالة و القول بالينابيع خصوصا في أزمنة العولمة التي أتت على الخصائص و المميزات و ما هو خصوصي لدى الشعوب و المجتمعات..

وفي هذا السياق برزت أعمال الفنانة التشكيلية فائزة كاتي من خلال اهتمامها بالعادات التونسية و تقاليدها و منها ماهو من جهة الساحل باعتبارها ابنة حضرموت ..سوسة التي تمثل المكان الضارب في القدم و الكامنة فيه حكاية التواريخ من ذلك الرباط الحاضن للمدينة الى يوم الناس هذا..في لوحات الفنانة فائزة عوالم من جمال اللباس و التقاليد و الحرف التي لونت أحوال المكان بالنظر للعمق الحضاري للمكان و ما يمكن للفن أن يلعبه من أدوار في ابراز المخزون الثقافي و الحضاري للمكان فضلا عن المواضيع الأخرى التي تنشغل بها في أعمالها الفنية من مشاهد و حالات تصلح لتكون محور التلوينات التشكيلية ..

هذه اللوحات الفنية للرسامة فائزة الكاتي كان لها الحضور في عديد المعارض الفنية الفردية و الجماعية كما أنها تضمنت حيزا مهما ضمن عباراتها و مفرداتها التشكيلية من القول بالثراء الثقافي و التاريخي فالحضور البين للمرأة التي تكد و تبدع في تعاطيها مع الحرف نجده في اللوحات فهي المرأة التي تتحلى بلباسها التقليدي و هي المرضعة و هي المشتغلة على النسيج و " السداية " و ما الى ذلك من أحوال المرأة حاضنة قيم و تراث المجتمع.عدد من الأعمال الزيتية تبرز بها و منها حرفية الفنانة التشكيلية فائزة الكلتي في هذا التعاطي الجمالي مع حيز من أحوال الناس ضمن سياق يقول بالفن كعنوان بارز من العناوين الثقافية و السوسيولوجية و الحضارية عموما ...في هذا الاطار تتواصل تجربة الفنانة فائزة التي ترى في الرسم مجالا للتعبير عن الذات و ما يعتمل فيها من رغبات في احفاظ على هذا الكم من التراث الثقافي الاجتماعي و كذلك للمساهمة عبر الرسم في تأصيل الكيان حيث تبرز الخصائص في بلد ضارب في عمق الحضارة و التواريخ..

"حنين" معرض شخصي للفنانة التشكيلية فائزة الكلطي برواق علي القرماسي بالعاصمة يتواصل الى غاية يوم 15 من شهر مارس الجاري و سفر باذخ في عوالم جميلة و رائقة من الحنين في أجواء تونس الجميلة.

حول الموقع

سام برس