سام برس
تنوعت لوحاته بين تجريدية و انطباعية حالمة في مشهد تشكيلي تونسي متنوع التجارب و التيارات و الاتجاهات

شمس الدين العوني

الفنان المميز نصر الدين العسالي يعد لمعرضه الخاص برواق علي القرماسي الذي يفتتح يوم السبت 18 من شهر مارس الجاريو فيه نخبة متنوعة من لوحاته الفنية التي يشتغل عليها و هو الفنان المقيم في شغله الفني بعيدا عن ضجيج الساحة الفنية الثقافية حيث التزم بالعمل و مزيد العمل فقط ليكون له هامش صغير من الوقت لحياته الخاصة و للأصدقاء.. عدد من الأعمال الفية ينجزها منذ سنوات و يعمل على معادلة التجديد و الابتكار و الجمال الفني ...يعمل باستمرار و رغم ظروفه الصحية التي مر بها منذ بدايات الكورونا التي فعلت فعلها و مخلفاتها الجمة فهي لم تثنه عن الانغماس في عوالم القماشة و الألوان ..في شغله هذا هناك لوحات جديدة يقول في سياق اشتغاله عليها "...الأفكار موجودة و التطبيق يتطلب تطويع الأدوات بالصناعة .( صناعة موضع اللوحة. تحضير ملمسها .
ابتكار أنواع جديدة من فرشات و بآلات و اختيار المواد و التحكم في أشكالها . طرق الرسم عن بعد بالرمي أو عن قرب بالحركة السريعة أو الميكانيكية أو الطباعة الذكية ووو ... و ينتهي الانسان و لم يحقق كل أفكاره.

و يبقى الله هو أحسن الخالقين...اللوحة هي تجسيد عفوي لكتلة من الأحاسيس. يمكن لأي شاعر أو مؤلف أن يرسمها بكلماته العفوية اذا كلمته..."..هكذا هي لعبة الفن المفتوحة على الاستمرار و الابتكار و التجدد مع العسالي الفنان المجتهد..نعم الفن..هذا الدرب المفتوح على المغامرة..المحفوف بالدهشة و السحر حيث البهاء الطالع مع فتنة العناصر و الأشياء ..الفن تلك العناوين العالية القائلة بالابتكار نهجا و تلوينا و تقصدا وفق تلك الأصوات القادمة من الأعماق..أعماق الطفل..الطفل هنا هذا الفنان الذي تخير حكاياته من أزمنة حيث لا حلم و لا نظر بغير السمو نحو الجمال يمنح المشاهد و الأمكنة علوها الآخر ..انها رحلة الفن تقترح جماليات التفاصيل ..

تفاصيل الحياة التي جعل منها صاحبنا مراحل لاحتضان ولعه الفني الجمالي وفق تحولات و تطور ضمن وجدانه التشكيلي في عالم تنوعت متغيراته و أحداثه ليزداد يقينه رسوخا بمجالات الفن الملونة و دورها في نحت كيانه و تاصيل فكرته المبثوثة في لوحاته و القائلة بالرسم و التلوين و النظر العميق للعالم القريب و البعيد..انه نظر بعين القلب لا يطلب غير بهجة لا تضاهى في اثر العمل الفني..في اقتفاء أثر أسئلة البراءة الأولى..أسئلة الجمال و الابداع . من هنا نمضي مع فناننا صاحب السنوات من التجربة ..صاحب الحلم الملون..و نعني الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي...

هو فنان كابد متقلبات الحيات و عاش مبتسما حالما هادئا ديدنه العطاء و هو المنحدر من حي تونسي عريق منحه الكثير من الرغبة و الاقدام و المضي قدما في عالم اللون الآسر ...منذ الصغر فتن العسالي بالمشاهد و سعى لرسمها حيث القدر الذي جعله تجاه الألوان ليشهر حبه اليانع و يبدو ذلك الطفل المغامر لتتعدد محاولاته ليصل الى رائق التلوين..هي لعبة الطفولة الباذخة التي قادته بشغف كبير الى الهواية..هواية الرسم و تلوين الفكرة و الذهاب بحب نحو المحاولات لاكتساب الخبرات اللازمة و نحت موقع في مشهد تشكيلي تونسي متنوع التجارب و متعدد التيارات و الاتجاهات الفنية التشكيلية.بين المشاهد و الحالات تنوعت لوحاته بين تجريدية و انطباعية حالمة حيث الأمكنة و منها "السيدة "الحي الذي شهد فسحة أولى من حياته و الزهراء و كل ذلك في ضرب من الجمال حيث تبدو اللوحات حيزا من سيرة فنان هام باللون و مضى يحاوره باتجاه القول بالذات و الآخرين ..

مشاهد العسالي ملونة بما يشبه حالات من شعرية اللحظة ..في تعبير باذخ عن عال النظر من فنان حالم تجاه الآخرين.. الناس و الأمكنة و الأحوال...هكذا هو الفنان العسالي في صلته الوثقى بفن التلوين...نشاط فني و معارض جماعية و فردية وجديد في هذا المعرض الشخصي بداية من عشية يوم السبت 18 مارس 2023 برواق الفنون علي القرماسي بشارع شارل ديغول بالعاصمة و التابع لوزارة الشؤون الثقافية.

حول الموقع

سام برس