بقلم/ فاطمة المزروعي
في مختلف الوظائف نجد أنواعاً من الناس، بدءاً من المدير إلى الموظف، تتنوع في كل المؤسسات سواء أكانت الأعمال إدارية أم ميدانية وغيرها، نجد بعض الموظفين «للأسف» يفتقرون لأدنى أساليب الحنكة في التعامل سواء مع مدرائهم أم زملائهم ، ورغم أن هذا واجبهم المناط بهم إلا أنهم يقابلونك بنوع من التأفف وعدم إتقان العمل، وإضاعة الوقت بالأحاديث الجانبية.

وهذا ربما يرجع إلى سوء الإدارة في موقع العمل، فإدارة الموظفين تعتبر فناً يجب أن يدرس ويهتم به. ومن أهم عوامل النجاح توفير بيئة العمل المناسبة للموظفين وتطبيق سياسة الشفافية والوضوح أمام الموظفين.

ولكن بعيداً عن إلقاء اللوم على القصور في إدارة الموظفين، هناك تقصير في ضمير الموظف نفسه، فهو لا يدرك أن هناك بعض الناس ممن لا يملكون وظائف، وأقصد في ذلك «الشخص العاطل» الذي لديه القدرة على العمل ولا يجد فرصة له؛ يتمنى الإنسان العاطل عن العمل أن يعطى فرصة ليثبت فيها وجوده، وأن يكون مكان أحد الأشخاص المهملين، والذين يفرطون بأمانة العمل.

الكاتبة الألمانية آني فرانك تقول: قد تبدو البطالة جذابة لكن العمل هو ما يقنعك. وهذه حقيقة، فالعمل نعمة لا يدركها إلا من فقدها، ففيه يطور الإنسان نفسه ويساهم في دفع عجلة التنمية.

العلوم الإدارية مثلها مثل أي علم شهد مراحل الظهور ثم التطوير، وهي عملية مستمرة حتى يومنا هذا، لذا نجد أن النظريات الإدارية متنوعة ومختلفة، بل بينها سجال، والبعض يؤكد أن هذا التوجه الإداري أنجح من ذاك، وفي هذا السياق توجد مناهج علمية ومدارس والكثير من الكتب والمنجزات.

وعلم الإدارة واسع ومتنوع ومتعدد، ولكنني سأتطرق لجزئية فرعية من هذا البحر الكبير، وهي العلاقة بين الموظف وإدارته، أو الموظف ومديره المباشر، هذه العلاقة التي يفترض فيها الوضوح والشفافية، وأيضاً التعاون نلاحظ أنه يشوبها الكثير من الضبابية وسوء الفهم، والسبب لا يتعلق بالموظف وحسب، ولا بالمدير وحسب، إنما بجوانب متعددة تقع على طرفي المعادلة، فالمدير الذي يدير عمله بعقلية مركزية ولا يسمح بالتنوع ولا بالابتكار ولا بالأفكار الجديدة لهذا الموظف، وأيضاً لا يسمح له بالظهور والتعبير عن نفسه، دون شك سيجد تذمراً وتكاسلاً وبطئاً من الموظف الذي يعتبر أن لديه طاقة وأفكار يريد ترجمتها على أرض الواقع، وفي الجانب الآخر قد نجد مديراً يمنح موظفيه مساحة للحركة والإبداع وتقديمهم لكل جديد، ولكن طاقمه الوظيفي لم يلتقط هذه الحيوية ولا هذه المرونة، وفضل الجمود والتقيد بالحضور والانصراف، دون أي تجديد، ودون أي تفاعل وتطوير مع إدارته، هنا أيضاً ستحدث فجوة كبيرة بين الطرفين، وإذا سلمنا بهذين التصورين في العلاقة الوظيفية فنحن أمام الخطأ الواضح سواء أكان مصدره من الإدارة أم من الموظف، والمشكلة دوماً تتعلق بالضبابية في العمل وعدم وجود خطة واضحة يسير عليها الجميع سواء أكانت الإدارة أم الموظفين، وبالتالي لا المدير ولا موظفيه يعلمون ما المطلوب منهم بالتحديد، وهو ما يعني خللاً في الإدارة الأعلى، وهنا يضيع الجهد والوقت، وأيضاً تضيع الأفكار.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس