سام برس
قدمت في أعمالي ( البوب آرت ) Pop Art و فن البوب هو مجموعة من الظواهر الفنية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بروح العصر..
في بداياتي تأثرت بتجربة مدرسة تونس و فنانيها مثل الفنان علي بن سالم ثم سعيت بعد ذلك للتجاوز لأبحث عن الجديد..
في معرضي الجديد تنوع في الأعمال المقدمة بين الحروفية التجريدية و البورتريهات و الكولاج ..
برزت موهبتي في سن مبكرة و أمي ساعدتني كثيرا في عالمي الفني التشكيلي ..
شمس الدين العوني
الكائن بوصفه حمال عواطف و أحاسيس في درب محفوف بشؤون شتى حيث النظر و القول و الحلم و الحنين مجالات جذب لأجل الفكرة و بها تقصدا للكيان في تجليات ابتكاراته و انتظاراته بما يعلي من شأن الحضور و الاقامة في أرض الغادين و العائدين ..
الكائن هذا المبصر تجاه الأمكنة و الأشياء و العناصر تمنح شيئا من بهائها النادر للمحبين و المولعين بالصنوف و الضروب و الأنواع من ألوان هذا الفن ...
هي فكرة الذهاب الى نقطة في الطفولة من خلالها تلمع ممكنات كثيرة تعلن شغفا قديما تلبس بالذات و هي ترى قادم أيامها في الدروب...دروب الابداع و منه هذا الابداع الفني الذي يبرز الكثير من اعتمالات الكينونة في حمال أحوالها و تفاصيلها.
هكذا نلج عوالم التجربة و بداياتها بخصوص فنانة رأت في الفن وجهة و ملاذا في عالم مربك به الكثير من نائبات الدهر و ارهاقه خطت بداياتها بكثير من العناء الجميل و الدأب و المكابدة و الفن هنا و بالنسبة اليها ترجمان دواخل و هي التي صبرت بالفن و لأجله لتشير الى الآفاق حيث النجمة المأتلقة...الصبر معلم كائنات و الفن فكرة حلم تحلت بألوان الصبر لديها و هي الطفلة التي تخيرت سفرها المعنون بالابداع و الاصرار و الجمال المبثوث بين تلوينات الأعمال و اللوحات و المنجز عموما لديها في خانة الابتكار و التجدد.
تعددت مشاركاتها الفنية و خلال حوالي عقدين نشطت و أشرفت على عديد النوادي و المعارض الفنية و اهتمت بالخصوص بمجالات التكوين في الرسم ضمن عدد من نوادي الاختصاص ..في لوحاتها تبرز حساسياها الفنية في تناسق لوني بين الموضوع و مكوناته في فضاء العمل المنجز لتحضر ثيمات مختلفة يجمع بينها تأمل الفنانة و اعتمال حالها حيث الفكرة تقودها للفن و رسالته الاجتماعية و الانسانية و الجمالية...
هي الفنانة التشكيلية نورة البجاوي التي تعد لمعرضها الفردي بدار الثقافة ابن خلدون خلال الفترة من 20 ماي الى 21 جوان 2023 .. تأخذنا الى البدايات و شيء من التجربة لتقول "... في طفولتي أذكر أن أمي كانت تعمل بفندق و من خلال عملها و ما توفر لديها من مجلات يجلبها السياح معهم و يتركوها عند المغادرة و منها المجلات المصورة على غرار مجلة تان تان و كنت حين تمكنني من المجلة أسعى لرسم محتوياتها و عمري آنذاك ثلاث سنوات و برزت موهبتي و في مرحلة ارتياد الروضة تفطنت المربية لموهبتي و تحدثت مع أمي بشأن موهبتي المبكرة و ما توفر لي من شغف بالرسم و التلوين و ذاكرة بصرية قوية...و مضيت في هذا الولع بالرسم و كنت أضع أشيائي على الطاولة و أرسم و عندما صار عمري احدى عشر سنة أخذتني أمي الى دار الثقافة بالعوينة و حصلت على اشتراك في نادي الرسم و اثر ذلك شاركت في معرض للرسم و نلت الجائزة لتكون أول جائزة أحصل عليها و هذا أسعدني و زاد في حبي للرسم و عالم الألوان حيث كنت مع من هم أكبر مني سنا ..كنت أصغر رسامة في تونس في تلك الفترة من عمري ..
كبر هذا الغرام بالرسم و بالموسيقى أيضا و على اثر حصولي على شهادة الباكالوريا درست بالمعهد العالي للفنون الجميلة بنابل و شجعني أستاذي الذي أعتز به و بتجربته الفنان طارق السويسي و كنت أرسم الطبيعة الميتة و يتابعني في عملية الرسم عدد من الأسائذة يقفون خلفي ليروا مراحل انجاز عملي ..هذه الموهبة تواصلت و كللت بالاعداد لماجستير حول " نظريات الابداع " في تأطير للأستاذين الناصر بالشيخ و هشام المسعودي و رغم ظروف اجتماعية صعبة مررت بها فاني واصلت هذا الذهاب في نهج الفن ..ثم عملت في مجالات متعددة و منها ما هو خارج تخصصي و كانت لي أنشطة بمراكز التكوين و النوادي ما منحني الخبرة و التجربة و بالمناسبة فان بعض أعمالي بيعت للأجانب و العرب من أحباء الأعمال الفنية.
بالنسبة للفن فاني لا أؤمن كثيرا بالمدارس الفنية لأن الفن و الفنان في حالات تطور دائم مثل بيكاسو و قد مر بمراحل عديدة في كل مرة تتقدم به الحياة ليوطف ذلك في تجربته ليثريها ...صحيح أنني في بداياتي تأثرت بتجربة مدرسة تونس و فنانيها و أعمالهم مثل الفنان الراحل علي بن سالم ثم سعيت بعد ذلك للتجاوز لأبحث عن الجديد..مدرسة تونس تجربة مهمة و فيها تركيز على التراث و اليومي ..الفن المعاصر هو فن مختلف فيه نقد و ايصال رأي و هنا يكتسب الفن رسالة و بعدا توعويا ..قدمت في أعمالي ( البوب آرت ) Pop Art و فن البوب هو مجموعة من الظواهر الفنية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بروح العصر ، وجوهر حركة ثقافية واسعة النطاق في الستينيات. نشأ في بريطانيا العظمى في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ، ولكنه انتشر بسرعة إلى العالم الغربي بأكمله في سياق المجتمع الصناعي الرأسمالي..هذا في بعض أعمالي موجود و أعجبتني التجربة لخصوصية هذا النمظ الفني و أنا بالأساس فنانة بورتريه أعمل كثيرا في سياقات البورتريهات و مع تقدمي فيها صرت أتخلى عن الألوان في الكولاج و في الفن الاستيعادي ..
سعيت كثيرا في عملي الفني ضمن تجربتي الى وجود التنوع في أعمالي و و الثراء و الحركة مع عدم ميلي لمسألة الأسلوب الخاص ايمانا مني بأن الفنان يمر بعدة أساليب ..الفن علمني أنني خلال البحث و الانجاز أكتشف أشياء حديدة و البصمة كما قلت لا تعنيني ... في معرضي الجديد الذي أعد له من فترة هناك تنوع في الأعمال المقدمة بين الحروفية التجريدية و البورتريهات و الكولاج و غيرها و فيها تناسق و أشعر عميقا أنها تعبر عني و عن أبحاثي و تجاربي...".
هكذا هي الفكرة الفنية التشكيلية في شواسعها و أبعادها الجمالية و الوجدانية و الانسانية عند الفنانة نورة التي ترى في الفن ملاذها و حياتها حيث كان لها في فترات حياتها الصعبة بمثابة العلاج ..الفن حلمها الناصع و هي التي ترى فيه مجالا لمزيد التوعية بدوره في حياة الناس كما أنها تعشق الموسيقى التي كانت تعادل الرسم في ميلها و ولعها ..هي ترسم لتسافر و توقظ الذكريات في الانسان و تحلم و تحب و تحن الى الجميل الكائن في الانسان و في الأمكنة..
نورة البجاوي فنانة تشير الى العناصر و الأشياء الطالعة من لوحاتها و أعمالها بحلم طفلة و شموخ فراشة و هي في ذلك تواصل مسيرتها مع الفن حيث يكون موعدها مع جمهور الفن التشكيلي خلال الفترة من 20 ماي الى 21 جوان 2023 بقاعة المعارض بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون.