بقلم/الدكتور / علي أحمد الديلمي
حقا انه اعتداء على الحقوق المكفولة دستوريا وقانونيا وتراجع عن تطبيق القانون وعودة إلى شمولية وتركيز النفوذ بيد أشخاص معينين .

أما عن بداية نزعة احتكار العمل في الوظائف الدبلوماسية في اليمن فظهرت بوضوح بعد اندلاع الحرب في اليمن وتمكن وكيل الوزارة أوسان العود في تشريع أحتكار العمل في الوظائف الدبلوماسية وبداء في توزيع الوظائف الدبلوماسية على المقربين والاصحاب وعلى ابناء بعض المسوؤلين وقيادات الدولة على حساب السفراء والدبلوماسين المستحقين قانونا ودستوريا لهذه الوظائف ويمكن وصف ذلك بالتآمر والتدمير الممنهج لكادر وزارة الخارجية لأن الغاية من ذلك كانت في تركيز كل الصلاحيات وعمل لجنة السلك الدبلوماسي بيد الوكيل منفردا و استطاع توسيع نفوذه وابتلاع كل ايرادات الدخل الاضافي من معظم البعثات الدبلوماسية في الخارج بحكم ان معظم من يعملون الان في غالبية هذه البعثات هم من أقارب وشلة الوكيل والوزير .

إن إتباع هذه السياسة والنفوذ المفرط في إدارة وزارة الخارجية اليمنية قد اسس لحالة لم يسبق لها مثيل حيث ساهمت في ضعف التمثيل الدبلوماسي وعدم فاعلية الوجود الدبلوماسي اليمني مع الاخرين والمقصود باحتكار وتوسيع نفوذ أشخاص معينيين في وزارة الخارجية انعكس بشكل واضح في توزيع مناصب السفراء والوظائف الدبلوماسية بين النخب المناطقية والحزبية وأتباعهم والمحصلة النهائية لذلك هي هيمنتهم على جميع السفارات اليمنية حول العالم وتسيير الأمور فيها وفق إرادتهم وقناعتهم المطلقة والمصيبة الكبرى أن يصبح كسر هذا الاحتكار من قبل الدبلوماسيين المستحقين خطا احمر لا يمكن تجاوزه وحينها يمكن القول بان الاحتكار وتوسيع نفوذ اشخاص بعينهم هو بداية العودة إلى عهود الانظمة الشمولية والفساد المنظم وغياب رقابة أجهزة الدولة المختلفة وكأن وزارة الخارجية أصبحت مؤسسة خاصة يتقاسمها الوزير والوكيل ولا تتمكن الجهات العليا من التدخل في عملها وتقويم الاعوجاج فيها.

في الوقت الحالي هناك هيمنه كاملة للوكيل في عمل وزارة الخارجية والتصرف في كل مايتعلق بها وما دفعني للكتابة حول الموضوع وحالة الوكيل اوسان العود هو شكاوي كثير من موظفي السلك الدبلوماسي عن رفض الوكيل صرف جوازات سفرهم الدبلوماسية وهي من حقهم قانونا ولا يحق له معاملتهم بهذه العنجهية الغير مبررة بالاضافة الى التجاوزات الكبيرة والمختلفة التى يقوم بها في معظم اعمال الوزارة وحقوق الموظفين القانونية .

إن التفسير السايكولوجى لنزعة الوكيل أوسان العود في التفرد بكل اعمال الخارجية إضافة إلى الامتيازات والبروز العالي لشخصيته وحب الهيمنة والسيطرة حتى أنه دخل في إشكاليات مع معظم الدبلوماسيين وعمل على معاقبة كل من يختلفون معه من خلال تعطيل عمل لجنة السلك الدبلوماسي والقنصلي ودورية قرارات الاستدعاء والتعيين في البعثات واستخدم الجوازات الدبلوماسية كسلاح في معاقبة من يختلفون معه


ان مثل هذه السلوكيات لا يمكن ان تكون الا حالة نفسية قلقة وفيها نوع من التخبط و الأنانية وحب الذات وهذه حاله غريزيه لا يمكن نكرانها ولكنها تشكل خطرا كبيرا على أصحابها وخصوصا إذا كانوا يشغلون مناصب حساسة لأن هذا ينعكس بشكل سلبي مباشر على كل من يتعامل مع مثل هذه القيادات 

واجد من الضروري تحذير الوكيل وغيرة من هذه النزعة قبل استسلامهم لأنانيتهم وتحقيق غايتهم في احتكار الوظيفة العامة وكأنها ملك شخص وهى إن الساحة السياسية اليمنية والدبلوماسية اليمنية لا يوجد فيه شيء مستقر ولازالت ثكلى بالصراعات ومن الممكن أن تصبح مواقعهم الكبيرة صغيره والعكس صحيح وما يؤيد ذلك التجارب التى مر بها كثير من الذين كانو في مواقع أهم منهم واصبحو اليوم في ذاكرة النسيان

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس